الاسد على خطى القذافي لكشف برنامج بلاده النووي

نقلت مجلة "دير شبيغل" الالمانية الاسبوعية، عن مصادر استخباراتية غربية تأكيدها مطالبة ايران سوريا باعادة كميات اليورانيوم التي تسلمتها من طهران قبل القصف الإسرائيلي للمفاعل السوري منذ سنتين.

وقالت المصادر ان ايران تريد استعادة كميات المادة المشعة من سوريا أو الحصول على تعويض بأي شكل من الأشكال، لأنها ظلت غير مستخدمة منذ تدمير المفاعل.

وترى المجلة الالمانية ان الرئيس السوري بشار الاسد يسير في خطوات غير معتادة للتقرب من الغرب، من دون التأكيد على التعاون بشأن الملف النووي.

وتوقعت المجلة ان يتخذ الرئيس السوري نفس خطوات الزعيم الليبي معمر القذافي في كشف برنامج بلاده النووي في محاول للتقرب من الغرب والحصول على مكافأة سياسية.

ووفقا لتقرير المجلة الالمانية ان كوريا الشمالية أرسلت مبعوثا على وجه السرعة الى دمشق لمعرفة نواياها في هذا الموضوع ومحذرة في الوقت نفسه من ايقاف جميع أشكال التعاون مع دمشق بشأن الاسلحة الكيميائية اذا شرعت بازاحة الستار للغرب عن برنامجها النووي.

وارسلت طهران عن طريق سعيد جليلي أمين مجلس الأمن القومي، برسالة إلى الأسد بأسم علي خامنئي يؤكد فيها معارضته الشديدة لاي تعاون مع الغرب، محذراً اياه من توجيه ضربة قاسية للعلاقات الوثيقة بين دمشق وطهران.

وكتب الصحفي المخضرم أريك فولاث في المجلة نفسها تقريرا عن المفاعل النووي السوري الذي قصفته اسرائيل يكشف عن معلومات جديدة.

وذكر فولاث المقرب من أحداث الشرق الاوسط في تقريره لمجلة "دير شبيغل" أن إسرائيل اغتالت رئيس اللجنة النووية السورية فى العام التالى لتدمير الطيران الحربى الإسرائيلى ما يردد مسئولون إسرائيليون أنها منشأة نووية سورية.

وأطلق قناص من على سطح يخت فى مياه البحر المتوسط رصاصة من بندقية كاتمة للصوت على رئيس اللجنة النووية السورية بينما كان على الشاطئ، فأرداه قتيلا.

وكانت دمشق قد أعلنت فى اب/ أغسطس 2008 عن اغتيال العميد محمد سليمان "49 عاما"، بينما كان فى منتجع سياحى بمدينة طرطوس على البحر المتوسط، مكتفية بتوصيفه بأنه "ضابط أمنى كبير".

وذكر موقع سورى معارض على الإنترنت حينها إن سليمان كان موضع ثقة الرئيس السورى بشار الأسد. وقد حضر مراسم تشييع جثمانه كل من ماهر الأسد شقيق الرئيس وقائد الحرس الجمهورى، فضلا عن ضباط كبار فى الجيش.

وجاءت معلومات "دير شبيغل" ضمن تقرير عن كيفية تدمير إسرائيل قبل نحو عامين لمنشأة (الكبر) فى مدينة دير الزور بسوريا، حيث قالت إن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) تمكن عام 2006 من سرقة معلومات من كمبيوتر آلى محمول تابع لشخصية سورية رفيعة المستوى يحتوى على مئات المستندات والصور المتعلقة بالمنشأة.

ونجحت عناصر من القوات الإسرائيلية الخاصة فى عام 2007 فى التوغل داخل دمشق والحصول على عينات من التربة، ثم تمكنت طائرات سلاح الجو الإسرائيلى من شل قدرة محطة ردار سورية، وقصف المنشأة وتدميرها كليا.

ووصف المدير العام، المنتهية ولايته، للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعى المنطقة التى قصفتها إسرائيل باللغز، داعيا سوريا إلى المساعدة على حله.

وتواصل الوكالة تحقيقا لتحديد إن كانت المنطقة منشأة لإطلاق الصواريخ، كما تقول دمشق أم مفاعل نووى بنته سوريا بمساعدة كوريا الشمالية كما يردد مسئولون إسرائيليون.