ننشر تفاصيل مقتل ليبيين في قصف للطيران المصري

لقي ثلاثة شباب من مدينة البيضاء مصرعهم بينما نجا رابع من قصف للطيران المصري، بعد اجتيازهم الحدود الليبية المصرية خلال الشهر الجاري.

تنفرد «بوابة الوسط» بنشر تفاصيل الواقعة عبر سماعها شهادة الناجي الوحيد، الذي لم تمكننا حالته النفسية من التواصل معه في السابق، إذ حدثنا عن رحلة صيد هو وأصدقاءه بصحراء منطقة الجغبوب جنوب مدينة طبرق قبل القصف.

بوحجز: تجاوزنا الحدود الليبية كان بسبب هروبنا من جماعات مسلحة مجهولة

ويقول سالم خطاب حمد بن علي بوحجز (24عامًا)، إنه غادر مدينة البيضاء برفقة أصدقائه معتز سالم علي بوالحاسية (19عامًا)، وحسام الجيلاني الشيخي (27 عامًا)، وسالم حسين عيسى فكيرين (30عامًا) إلى صحراء الجغبوب في رحلة صيد.

وذكر الناجي الوحيد من الحادثة أن تجاوزهم الحدود الليبية كان بسبب هروبهم من جماعات مسلحة مجهولة، إذ قام أحد رفاقهم بتغيير مسار الطريق مما جعلهم يتجاوزا الحدود الليبية هربًا من جحيم قطاع الطرق. وأوضح أنه في أحد الأيام من رحلتهم سمعوا صوتًا للطيران يحلق فوقهم، حيث «ألقيت التحية للطائر وكان ذلك الوقت مساء واستمرت الطائرة بالتحليق لساعات ثم غادرت».

وأضاف: «وفي صباح اليوم الثاني هبطت بطارية المركبة بسبب تشغيل الثلاجة، حيث استرحنا قليلاً وبدأت في إعداد الفطور لأصدقائي، وفي غضون ذلك أتى الطيران وأصبح يحلق قرابة نصف ساعة ثم سمعنا صوت إطلاق القذائف».

واسترسل بوحجز، قائلاً: «ركضت قليلاً بعيدًا عن السيارة التي انفجرت جراء قصف الطيران المصري، في الحقيقة المشهد كان مؤلمًا إذ توفي صديقي على الفور معتز بوالحاسية، بينما الآخرون ظلوا على قيد الحياة لكن أحدهم كان يعاني من حروق عميقة والآخر أصيب برصاصة».

وأشار إلى أن سالم فكيرين لقى حتفه في اليوم الثاني من الحادثة متأثرًا بجراحه، بينما توفي الجيلاني في اليوم الثالث بسبب عدم إنقاذهم ومكوثهم في الصحراء.

وأضاف: «قمت بدفن أصدقائي وأخذت معي بعضا من الماء لكي أترجل لمسافات لعلي أجد من ينقذني، حيث أنني لا أستطيع أن اتناول الطعام لأني أتقيؤه فورًا كما أصبت بهستيريا جراء الحادثة».

وأكد أنه أثناء ترجله في الصحراء وجد مجموعة من أبناء أولاد علي الذين «رفضوا أن ينقلوني إلى الجغبوب فورًا خوفًا من الطيران، إذ قالوا لي أنهم سينقلوني لمطروح ثم يجدون لي حلاً».

وقال بوحجز إنه بعد التواصل مع آمر المنطقة العسكرية بالجغبوب، قام أولاد علي بإيصاله إلى واحة سيوة، ومنها إلى الجغبوب، حيث استقبل من قبل الأهالي ومنها رجع إلى البيضاء.

واستنكر بوحجز خلال حديثه «تجاهل السفارة الليبية في مصر الحادثة وعدم اكتراثها طيلة أيام وجوده هناك»، كما شجب تجاهل «الحكومة الموقتة» والقيادة العامة للجيش الليبي، قائلاً: «لم تحاول الحكومة الموقتة والقيادة العامة للجيش التواصل معي لمعرفة تفاصيل الحادثة، ولا حتى الاطمئنان علي رغم أني أعد من رجال الشرطة، وأثنان من الذين لقوا حتفهما يعملان بجهاز الاستخبارات العسكرية. في الحقيقة أشعر بأنني لست مواطنًا ليبيًا حقاً أنها دولة محتلة»، على حد قوله.