هل يحتاج الفكر إلى غسيل

من طرف ولد الجبل 2017-06-09, 11:03 am

إن الثقافة بصفة عامة قديما كانت هواية ولها روادها وقراؤها ثم اصبحت مهنة بعد أن اتسع مجالها وشملت كل نواحي الحياة اجتماعية وسياسية والأمور الدينية حتى اصبح المجتمع كلها متابع لكل ما يكتب.

وأن الكاتب العربي كان ينطلق من دينه الإسلامي وعروبته فكان توجهه سليما ونصائحه مقبولة ومعالجاته لأمور تخص المجتمع فهو مصلح ومرشد وموجه إلى حسن التصرف وإقامة العدل وتوضيح مواطن الخطأ وإشارة إلى الصواب في امورالحياة . ولكن بعد دخول ثقافات غريبة وفلسفات دخيلة وثقافات تعالج امور لا يعرفها مجتمعنا فامتزج فكر الكاتب العربي بهذا التيار واصبح لديه خليط لم يتجانب ولم يمتزج جيدا بل اصبح كخليط الزيت بالماء, حتى اصبحت الفضيلة تنازعها الرذيلة في مهمتها ومعناها وقد يكون العدل في بعض الأحيان ظلما وفقا لثقافة المصالح واستنادا لتغيير الزمن واسلوب الحضارة القادمة من وراء البحار تنازعنا في ثوابت الدين ومعالم العرف العربي اللذين هما صلب ثقافتنا .

ونظرا لأن إنتاج المثقف هو ملك للمجتمع ككل فيمكننا أن نشير إليه أن يقوم بتطهير فكره وثقافته مما شوهها من مفاهيم لا تنسجم مع ثقافتنا اللإسلامية العربيه وهذا الأمر لا ينقص من قدر الكاتب ولا يحد من عالميته لأن العالمية لا تنفي خصوصيته وأصوله بل عليه أن يؤثر هو في الآخرين بنشر جميل ثقافتنا وروعة فكرنا الذي يسع الجميع, إما إذا انسلخ من أصوله الثقافية الأصلية وانتمى إلى ثقافة غريبة عن واقعه فقد ابدل جلده ولسانه وفكره لخرف في عقله أو رغبة في مصالح علي حساب مهنته التي هي ملك لمجتمعه . فالفكر يحتاج إلى غسيل بين الفترة والأخرى .