مســــــــرح لبـدة معلم يحكى تاريخ شعب

من طرف **بوفرقه** 2010-01-31, 9:19 am

مســــــــرح لبـدة معلم يحكى تاريخ شعب
2010-01-30
img

تقرير: سيدة السراوي / تصوير : محمد الشيخي

في إحدى ليالي ذاك الزمن القديم، تجمّع رجال في مقلع للحجارة طلباً للدفء حول نار مشتعلة وتبادلوا القصص والأحاديث. وفجأة، خطر في بال أحدهم الوقوف واستخدام ظله لتوضيح حديثه. ومن خلال الاستعانة بضوء اللهيب، استطاع أن يُظهر على جدران المقلع شخصيات أكثر جسامة من أشخاص الواقع. فانبهر الآخرون، وتعرّفوا من دون صعوبة إلى القوي والضعيف، والظالم والمظلوم، والإله والإنسان البائد. وفي أيامنا هذه، حلت مكان نيران المباهج التي توقد في المناسبات الخاصة والأعياد الأضواء الاصطناعية، وجرى الاستعاضة عن جدران المقلع بآلات المسرح المتطورة.

كانت المسارح الرومانية على شكل نصف دائرة مثل الإغريقية ولكن كانت تبنى على مواقع مسطحة مقامة على عقود من الحجر ونقط ارتكاز معمارية وإنشائية بالطرق العادية المستعملة .

يعتبر مسرح لبدة النصف دائري من معالم المدينة الأثرية حيث عرفت معظم المدن الليبية القديمة المسارح و من أهم هذه المسارح مسرح مدينة لبدة الذي أسس عام 1 إفرنجي على يد (( حنو بعل روفس )) أحد أثرياء مواطني لبدة و يتكون المسرح من مدرج نصف دائري يستعمل لجلوس المشاهدين تتخلله فتحات الدخول و الخروج وقد وزعت بطريقة هندسية منتظمة بين تلك المدرجات و قبالة المدرج توجد خشبة المسرح، و عند طرفي المدرج من ناحية الخشبة يوجد مدخلان يؤديان عبر أروقة معقودة إلى قاعة الجوقة الموسيقية "الاوركسترا" و هي على شكل نصف دائري أيضاً ، و يحيط بها درجات منخفضة كانت مخصصة لوضع مقاعد بعض المشاهدين من وجهاء المدينة ، و يلاحظ أن خشبة المسرح كان يحيط بجانبها ساتران جداريان نصب عليهما تماثيل للمؤلهين ديونسيوس- هرقل وهما الإلهان الحاميان للمدينة ، و على طول جدار خشبة المسرح في مواجهة المشاهدين توجد جنيات تأوي تماثيل الآلهة مثل إله التجارة " ميركودى " و آلهة الحكمة " أثينا " و إله الجمال " فينوس " أما خلفية الخشبة فتكون من جدار مزخرف مزودان بأعمدة مندمجة في الجدار مشكلة ثلاث جنيات كبيرة شبه دائرية بكل منهما مدخل يتقدمه رواق ذو أعمدة و يوجد خلف المسرح رواق رباعي الشكل تقريباً بداخله معبد خصص لعبادة الأباطرة المؤلهين يعود تاريخ بنائه إلى عام 42 ف، و قد شيده أحد مواطني لبدة الأثرياء و الجدير بالذكر أن مبنى المسرح في ذلك الزمن غالباً ما كان يستعمل في سماع الموسيقى مع مشاهدة مشاهد من التمثيل الصامت ، عادة ما يقوم بالتمثيل شخص واحد يؤدي مختلف الأدوار مع ارتداء القناع المناسب لكل دور فيما تصحب حركاته الإيقاع الموسيقي و ترانيم فرقة الإنشاد الخاصة بالمسرح .

تقرير: سيدة السراوي /