الرقم القومي والاعتداء على الحرية الشخصية

الرقم القومي والاعتداء على الحرية الشخصية



عبدالرزاق سرقن

المنارة – 29/3/2010





فى حوار نقلته المنارة عن التلفزيون الليبي دار النقاش فيه حول مدى أهمية الرقم القومي ، والأسباب التي دعت إليه، والحاجة الماسة الى مثل هذه التقنيات المتقدمة للدفع بالمجتمع إلى الأمام، ومما لاشك فيه أن مثل هذه البرامج سوف تساعد في تسريع الإجراءات الإدارية ، وتخفف من كثرة الروتين المرهق وطلب مستندات إثبات الهوية عند استخراج واستصدار التراخيص و الشهادات والوثائق الثبوتية الرسمية ، إلى جانب ما قد يستفاد منه في ضبط الأمور الأمنية ، واستتباب الأمن ، كما هو المعمول به فى العديد من دول العالم.



غير أن النقاش لم يتناول عنصرين مهمين أردت التنبيه عليهما وهما:

أسباب التأخير في استصدارا لرقم واستكمال البيانات والتي لم يكن السبب فيها المواطن ، فعلى سبيل المثال وليس الحصر هناك تأخير غير مبرر لمن أراد استخراج او تجديد كتيب العائلة الذي لا يمكن بدونه الانتقال إلى المرحلة الثانية من مراحل التسجيل والحجة التى يرددها المسؤولون هى عدم وجود كتيبات (جلدة). هذه العلة المكرورة والاسطوانة المشروخة التي أبت ان تفارقنا عند عملية استصدار كل كتيب ابتداء من كتيب العائلة وجواز السفر وحتى أيام كتيب الاقتصاد ـ لا رده الله ـ

أما العنصر الثاني وهو الذي غاب عن نقاش المسئولين أو غيب هو الاعتداء الغير مبرر على الحرية الشخصية وخصوصية المسلم بل والإنسان بشكل عام ، وذلك بطلب حلق اللحية الغير مفهوم والغير مبرر فى آن معا ، إذ ما علاقة ذلك بالرقم الوطني ، لا سيما وأن السادة المسئولين تحدثوا عن وجود تقنية متقدمة تحدد شخصية حامل الرقم وتمنع عمليات التلاعب به ، وكالمعتاد تأتي الإجابة التقليدية المعدة سلفا وبكلمة واحدة موجزة ' تعليمات '.

لذا فإننا نتوجه من هذا المنبر بهذه الكلمة إلى الإخوة المسئولين وأصحاب هذه التعليمات المتعلقة بهذا الإجراء الذي نرى بأنه لم تراعى فيه الحرية الفردية احترام الخصوصية وتعد تجاوزا وفقا لعدة اعتبارات:

فهو مخالفة شرعية ظاهرة واعتداء على سنة من سنن الفطرة ، وتدخل فى خصوصية من خصوصيات الانسان وهى طريقة تعامله مع جسده ، واختياره لمظهره الخارجي الذى يحب أن يلقى الناس به ، طالما أن هذا السلوك ليس به تعد على حرية الاخرين أو الاضرار بهم.



نتمنى أن تجد هذه الهمسات الصادقة قبولا حسنا عند السادة المسئولين ، وأن يستدركوا ما وقع ، ويرفعوا عن الكثيرين هذا الحرج ، المتجلبب بحجة التعليمات الغير مفهومة لنا جميعا.



عبدالرزاق سُرقن

ليبيا – الزاوية

مشكورين على المرور بارك الله فيكم

مشكوراخى بوفرقة لهذا الجهد

مشكورين على المروراجعنكم ماتغيبو