وصل العميد (عبد الله السنوسي) درنة صباح أمس الأحد

في اجتماعه مع المفرج عنهم وذويهم..عبد الله السنوسي: "قد لا أكون مع قرار الإفراج باعتباري رجل أمن.. والفضل يرجع إلى القائد"

05/04/2010

درنة- (خاص) ليبيا اليوم
وصل العميد (عبد الله السنوسي) درنة صباح أمس الأحد 4/4/2010م للاجتماع بالمفرج عنهم وذويهم من المدينة.

وتوافد المفرج عنهم وأهاليهم إلى مقر أمانة المؤتمر الشعبي درنة عند الساعة العاشرة من صباح ذات اليوم، حيث بدأوا الدخول وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل جهاز الأمن الداخلي، إذ مر الحاضرون على جهازي تفتيش وسحبت الهواتف والأقلام وتم تسجيل أسماء الحضور والتوقيع عليها.

ارتقى العميد (عبد الله السنوسي) المنصة الرئيسة يرافقه كل من: (علي سعد) مدير جهاز الأمن الداخلي الجبل الأخضر، ومنسق القيادة الشعبية الاجتماعية القبة، و(مفتاح بن ناصر) منسق القيادة الشعبية درنه، و(بوشعرايه إبراهيم الشلوي) أمين شؤون اللجان درنة، و(عبد المنعم منصور الشاعري) الأمين المكلف بمؤتمر درنة.

بدأت الجلسة بالنشيد الوطني وتلاوة سورة الفاتحة، ثم شكر (مفتاح بن ناصر) العقيد (معمر القذافي) على إطلاقه سراح السجناء، وطلب من الشباب الالتفات إلى مستقبلهم ودخولهم معترك الحياة من أجل ليبيا الغد.

وقال بن ناصر نسجل شكرنا للدولة التي منحت درنه وحدها ثلاثة مليارات ونصف المليار دينار للبنية التحتية ومشاريع التنمية.

وطلب (عبد الله السنوسي) قبل الدخول في الموضوع من مجموعة من الشباب أن يقفوا مستفسرا منهم عن عدم وقوفهم عند سماع النشيد الوطني، كما سأل المسؤول عن الإذاعة داخل القاعة عن سبب عدم إذاعة كلمة الفاتحة عقب انتهاء الشيخ من قراءة سورة الفاتحة.

فأجابه أحد الشباب أنه لايوجد في هدي النبي صلى الله عليه وسلم مايدل على الوقوف للنشيد الوطني، بينما اعتذر البعض الآخر عن كونهم مرضى لا يستطيعون الوقوف، والبعض الآخر احتج كونه لم يسمع النشيد، بينما أجاب مسؤول الإذاعة بأن السورة المقرؤة هكذا تم تسجيلها.

بدا أن (عبد الله السنوسي) غير مرتاح لهذه الإعتذارات من قبل الشباب، إلا أنه تجاوزها وسمح للمفرج عنهم أو ذويهم بالتحدث عن مطالبهم ومشاكلهم على حد تعبيره.

وتحدث المفرج عنهم وأقاربهم عن مشاكلهم والتي انحصرت جلها في المطالب المادية من مسكن ومركوب وإعادة لجهات عملهم السابقة وصرف مستحقاتهم. بينما سأل البعض الآخر عن أبنائهم الذين لم يفرج عنهم، وعن سر تراجع الدولة عن الإفراج عن 12 معتقلا كان من المقرر إطلاق سراحهم مع الـ 214 الذين أطلق سراحهم.

في حين اشتكى بعض المفرج عنهم مضايقة الأمن الداخلي لهم بعد الإفراج، وعن سوء معاملة بعض الجهات الحكومية لهم، وضرب أحدهم مثلا بعميد كلية التقنية الطبية درنه الذي الذي عامله بسوء كونه سجينا سياسيا سابقا.

وطلب الكلمة الكاتب (عبد الفتاح بورواق) الذي قال، لا أحد ذا عقل يعارض المصالحة، وقد فرح الجميع بإطلاق سراح المساجين، ويجب دمج الضميرين هم ونحن، فكلنا أبناء وطن واحد، مضيفا على الدولة والأجهزة الأمنية أن تهتم بهؤلاء الشباب، فالدولة هي الراعية، منهيا مداخلته بضرورة البحث في الأسباب المؤدية إلى العنف وأن نعمل جميعا على تجفيفها، حتى لا نعود إلى المربع الأول.

في حين تساءل المواطن (سليمان عبد الحميد الشاعري) عن مصير أخيه السجين (فتحي عبد الحميد الشاعري) لأكثر من ثلاثين عاما، ولا يعرف أحد من أقاربه إن كان حيا أو ميتا.

من جهته أبدى العميد (عبد الله السنوسي) ارتياحه لصراحة المفرج عنهم وذويهم.

وقال إن الفضل الأول والأخير في إطلاق سرح المساجين يرجع إلى شجاعة القائد وتوجيهه الدائم في إطلاق سراح المساجين وهدم السجون، مشيرا إلى أنه أو الدكتور سيف الإسلام ليسا لهما سلطة اتخاذ قرار الإفراج، وإنما صاحب هذه السلطة الوحيد هو العقيد (معمر القذافي)، "مع أنني لست مع قرار الإفراج باعتباري رجل أمن".

كما أضاف في تعليقه على المداخلات السابقة بأن الأجهزة الأمنية لم تقبض على بريء، وإنما كل من قبض عليه هو مدان، منوها إلى أن الأجهزة الأمنية برأت بشكل أو بآخر هؤلاء الشباب حتى يتم الإفراج عنهم، وأن مسألة البراءة ليست دقيقة كما يفهمها الناس أو الشباب.

ونبه السنوسي أولياء المفرج عنهم إلى أن التعهدات التي وقعوها ملزمة لهم شرعا وقانونا. كما أمر أهالي الشباب الموجودين بالجزائر أو الذين عادوا منها وما زالوا مختبئين بضرورة المسارعة بتسليم أنفسهم للسلطات الأمنية، متعهدا بأنهم سينالون حريتهم فورا "عليهم أمان الله"- على حد تعبيره.

كما أشار إلى أن الرسالة يجب أن تكون فهمت على وجهها الصحيح، وأن الدولة لن تتهاون مع أية محاولة لتقويض أمنها، قائلا "لقد تحاورنا طويلا مع قيادات الجماعة المقاتلة، وقد أصدروا كتابا بعنوان (دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس).. "، وقلت لهم الآن بعد هذا التراجع، كيف ترون قضية من قتلوا في العمليات من الأمن، ألم يكن ذلك بسبب فتواكم، فقال لي أحدهم، لقد شعرت كثيرا بالندم على ما فات".

وقد أمر (عبد الله السنوسي) أحد معاونيه بتوزيع نسخ من كتاب المراجعات على الحضور.

وقال مجيبا عن استفسارات بعض الحضور بخصوص أبنائهم الذين لا يزالون داخل السجن، بأن هؤلاء المساجين عليهم أن يقنعوا الأجهزة الأمنية بتراجعهم عن أفكارهم الهدامة حسب قوله.

وتحدث طويلا عن الإسلام السعودي والطريقة الوهابية، وكيف أن الوهابيين كانوا يساندون الجهاد بأفغانستان أيام الاحتلال الروسي، بدعم أمريكي، وكيف هم يحرمون الجهاد بأفغانستان الآن.

أيضا هدد وتوعد المفرج عنهم في حال عودتهم لأفكارهم القديمة، وأنه شخصيا لن يرحمهم في حال الرجعة عن وعودهم.

ودافع (عبد الله السنوسي) عن الأجهزة الأمنية، حيث أن "الاندفاع وراء هذه الأفكار هو ما أعطى فرصة للمرضى نفسيا من الأجهزة الأمنية لارتكاب الممارسات التي شكى منها بعض الناس". ثم طلب من الأهالي مغادرة القاعة، وبقاء الشباب المفرج عنهم.

وعلمت صحيفة (ليبيا اليوم) أنه قال للشباب إن سيف الإسلام سيمنحهم 5000 دينار ليبي، مما أثار عاصفة من الاستنكار إذ طلب المفرج عنهم 10000 دينار، فوعدهم بصرف هذا المبلغ خلال أسبوع.

وطالبه الشباب يإعانات زواج، فاقترح عليهم عرسا جماعيا تتكفل به الدولة، فوافق الشباب على ذلك.

وأنهى حواره معهم بنصحيته إياهم بعدم العودة لسابق أفكارهم والانتباه إلى مستقبلهم الشخصي.

مشكور

مشكورين جميعا على المرور اجعنكم ماتغيبو