هل تعرفين أين زوجك وماذا يفعل الآن؟

يشير الموجّه الأسري ومدير «أكاديمية الفرحة لعلوم المرأة والأسرة» الدكتور محمود لملوم، في حديث له إلى أن «شغف المرأة بمعرفة مكان ووجود زوجها، يُخفي إفراطاً في حب الزوج، ويتحوّل إلى هاجس مَرضي، يدخل فيه الشك والغيرة وقلّة الثقة بالنفس، وبالزوج، خصوصاً حين يكون الزوج صاحب إمكانات عالية، سواء أكان ذلك من حيث الشكل، أم المركز، أم الوضع الاقتصادي، أم خفّة الدم، أم دَمَاثة الأسلوب، والأخلاق، ما يُشعرها بأنه أفضل منها ويخلق عندها هاجس التملُّك والسيطرة، فتبدأ في لعب دور المحقِّق».

ويلاحظ د. لملوم أنَّ «العديد من الأزواج يقصدون المستشارين الأُسريين بسبب مشكلات ترتبط بهذه المسألة». ويذكر أنه، كصاحب تخصص، يتعامل مع هذه المشكلة من خلال أسلوبين: «الأسلوب الأول يرتكز على علم النفس المعرفي، وفيه نقيم مواجهة مع هذه الزوجة، لتعريفها بسيكولوجية المرأة النفسيّة، كما نُعرِّفها إلى الأخطار المحيطة بها، إذا استمرت في هذا السلوك. ونعطيها البدائل لحلّ هذه المشكلة. إذن نحنُ نبني على جميع هذه الجوانب المعرفيّة، التدرُّج في زرع الثقة في نفسها تجاه الزوج.

أما الأسلوب الثاني، فيرتكز على الجانب الوجداني، ونتطرّق إليه من خلال تذكير المرأة أن زوجها يتمتع بخلق ودين، ولا يجوز أن نضعه في مَوضع الشُّبهات، لاسيَّما في وجود نهيٍ واضح في الدين عن هذه الأمور». ويتوجّه الدكتور لملوم إلى الزوج بكلمة، يقول له فيها: «يجب أن تُقدِّر شعور زوجتك، وأن تعلم أن ما تفعله يَنبُع من حبّها ووفائها لك. وبالتالي، ليس عيباً أن تخبرها أين تكون عندما تخرج من البيت. وفي المقابل، عليها أن تَعِي أنك تريد الانطلاق والشعور بالحريّة، وأن تتفهّم أن لكل شخص منكما، ميوله وطموحاته وأهواءه وأحلامه، بمعزل عن الآخر، وليس بالضرورة أن تكون كل هذه الأمور ، قاسماً مشتركاً بينكما»