لافتقارهم أهم مرافق الحياة الخدمية

لافتقارهم أهم مرافق الحياة الخدمية
سكان منطقة الجبل يطالبون بإعادة مؤتمرهم الشعبي الأساسي
2010-05-22
img

قورينا- المرج- فاتح الخشمي/تصوير- محمد الشيخي





طالب مواطنو منطقة الجبل الواقعة في نطاق المؤتمر الشعبي الأساسي المبني بشعبية المرج أمانة مؤتمر الشعب العام بفصل المنطقة عن المؤتمر المذكور، وإعادة المؤتمر الشعبي الأساسي "الجبل" لسابق عهده، حتى يتسنى لهم - بحسب قولهم - ممارسة السلطة الشعبية، والاستفادة من الخدمات المقدمة من قبل الدولة الليبية بمعزل عن احتكار القبيلة أو الأفراد.

وفي حديثه لصحيفة قورينا قال عبد الرازق سعد مسعود: نقطن بهذه المنطقة منذ ما يقرب القرنين أو يزيد في تحاب وتآخي، إلا أن هناك ما يجعلنا نشعر بأن حقنا "مهضوم" للاستفادة بما هو مقدم من خدمات من الدولة الليبية أسوة بغيرنا من المؤتمرات والمناطق، وهذا راجع إلى "هيمنة القبيلة الواحدة" على مقدرات المنطقة، سواء من حيث ممارسة السلطة الشعبية "التي يساء التصرف بها" أومن حيث تقديم الخدمات التي تعد من الضروريات، وليست من الكماليات لهذه المنطقة.

وأضاف مسعود " إن تعدادنا السكاني كبير ونحن في أشد الحاجة إلى أن تنشأ داخل المنطقة وحدة صحية، وشبكتي طرق ومياه ومخطط سكني، ومدرسة ثانوية، وهذا الأمر نعلم أنه لن يقام إلا بإقامة مؤتمر مستقل، فلولا بيوت المزارع التي قامت الدولة بإنشائها في الثمانينيات لكنا جميعاً من سكان بيوت "الصفيح".

سلطة شعبية وليست قبلية

وقال مسعود: "نحن لا نريد أن نتقاتل من أجل الحصول على مركز من المراكز أو خدمة من الخدمات نحن سلطتنا سلطة شعبية - والتي للأسف استغلت استغلالاً سيئاً من قبل بعض الأفراد - وليست سلطة قبلية، لذا


فإننا نطالب الجهة المخولة بهذا الأمر أن تقوم بزيارتنا وتتعرف على المنطقة وتنظر لأحوال مواطنيها".

وطالب عطية محمد هاشم أمانة مؤتمر الشعب العام أن تلبي طلباتهم بإعادة مؤتمر "الجبل" لسابق عهده، مضيفاً بالقول: "لأننا للأسف لم نستفد من المؤتمر

الحالي، إذ أن كل الخدمات المقدمة من الدولة استفاد منها القليل أصحاب النفوذ والمصلحة الفردية، والتي منها القروض الريفية وفرص العمل وغيرها من الخدمات".

واعتبر مفتاح المبروك صالح أن السلطة الشعبية يساء فهمها وتستغل من قبل أفراد، وأنه ليس من حق الجميع التمتع بالخدمات، مضيفاً بالقول: " بصدق نقول حقنا مهضوم ونحن عبارة عن عدد مكمل،وليس لنا أن نتمتع بما هو حق لنا، إذ أن أبنائنا ليس من حقهم تولي الأمانات رغم وجود الكفاءات من مختلف المستويات ومن الجنسين.





وقال صالح: "جميع الخدمات المقدمة من الدولة تقدم لـ"عمر" دون "زيد"، وهذا نتيجة لهيمنة القبيلة الواحدة على مقدرات المنطقة.

إعادة مؤتمر الجبل

وقال أحمد عطية محمد: "نحن مواطنون ليبيون ومن حقنا أن نتمتع بما هو مشروع لنا، بموجب الشرع والقانون، وبما جاء في النظرية العالمة الثالثة، ما نطالب به هو إعادة مؤتمر "الجبل" ولا نريد أن نكون تابعين

لمؤتمر آخر، لأن ذلك يجعلنا تحت هيمنة القبيلة الواحدة، ويجعلنا في عوز دائم من كل الخدمات، والتي منها المرافق الخدمية، التعيينات، القروض، المخططات السكنية، الطرق وغيرها".

وأضاف محمد : "نحن طالبنا بذلك أكثر من مرة وخاطبنا جميع الجهات المختصة، ابتدأ من القيادات الشعبية الاجتماعية والمؤتمر الشعبي الأساسي المبني والمؤتمر الشعبي لشعبية المرج، لكن كل الردود للأسف كانت سلبية، وهذا ما ينعكس سلباً على أحوال المواطنين الاجتماعية بلدرجة الأولى، حيث أن
أغلب السكان يسكنون الأكواخ" الحلاليق"، وجل الشباب أصحاب الكفاءات، وغيرهم عاطلون عن العمل، وأرباب الأسر يعانون الأزمات، لا وجود لمركز صحي، لا وجود لمدرسة ثانوية، لا وجود لطرق معبدة، وإن وجدت فهي ليست مطابقة للمواصفات" مغشوشة" حتى المسجد الذي نعمل على بناءه هو من باب التبرعات".

وقال محمد: "نحن نعيش تحت وطأة أصحاب "المرابيع"، "الكولاسة" الذين يبيعون أوطانهم ببطونهم، والذين كمثل "الذي سرق مال أبيه ويعطيه إلى اللص فلا أبيه يغفر له خطيئته، ولا اللص يكافئه".

وأضاف محمد: "حقوقنا مهضومة ونعامل على أننا طبقة دنية، إذا تكلمت وطالبت بحقوقك المشروعة لا تسمع إلا كلمة"هذه منطقتي وليست منطقتك" ليس من حق أي فرد الانتفاع بما هو مقدم من خدمات!!".


دعوة للزيارة

ودعا محمد أمانة مؤتمر الشعب العام واللجنة الشعبية العامة والقيادات الشعبية الاجتماعية ومؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية وجمعية حقوق الإنسان بقوله: "نريد وقفة جادة منكم وتقوموا بزيارة

المنطقة للوقوف على أوضاع مواطنيها"، معتبراً أن كل العطاءات لم تنجز سواء أكانت آبار مياه، مدرسة، طرق أو غيرها من العطاءات، ومضيفاً بالقول: "مازلنا نورد المياه عبر الخزانات المتنقلة أو الجالونات، المواطنين يعانون من بعد المرافق الخدمية عن مقر سكناهم، والتي من أهمها العيادات الطبية، أليس هذا وضع ينده له الجبين؟!!"

وقال صالح أمنينة أجويزي: "آلاف الأسر تعيش في هذه المنطقة، وهو ما يعطيها الحق في إقامة مؤتمر مستقل، نريد من الدولة أن تراعي الوضع الذي

نعيش فيه، السلطة الشعبية تحولت إلى سلطة القبلية الكبيرة وبالتالي هي من لها حق التمتع بخدمات الدولة، أما الأقلية الباقية عليها أكل الفتات أو أن يكون حقها مهضوم".

وأضاف أجويزي: أهل المنطقة يعانون، بسبب افتقار المنطقة للمرافق الخدمية والتي من أهمها وحدة صحية ومدرسة ثانوية، كما أن الكثير منهم مازال يسكن بيوت "الصفيح".

وقال محمد أرجيعة "الذي كان يسير خلف حماره المحمل بالحطب": كما ترى نجمع الحطب على الحمار ونقوم ببيعه، لسد حاجات الأسرة.



وأضاف أرجيعة كما ترون لا وجود لأية خدمات، أغلب الطرق ترابية، ولا وجود لوحدة صحية، ما يجعلنا نقوم بمعالجة مرضانا في مناطق أخرى بعيدة عنا عشرات الكيلومترات، والمياه نجلبها عن طريق سيارات البيع، لذا فإننا نرغب في إعادة مؤتمر "الجبل" حتى تتاح لنا المطالبة بالخدمات المقدمة من الدولة، لأن تبعيتنا لمؤتمر آخر لم نستفد منها.


أين الحكومة

وبسؤال "قورينا" الحاجة عزيزة سعيد - وهي عجوز في العقد السابع - عن وضعها أجابت قائلة: " كما ترون هذا هو وضعنا منذ عقود، وهذا هو مقر


إقامتنا" حلاق" من "الزينقو" وبالكاد نلبي احتياجاتنا بواسطة المعاش الأساسي، والمياه نقوم بتوريدها إما عبر سيارات البيع أو عن طريق الجالونات، والثروة لم نحصل عليها، فيما سألت بقولها: ماذا نفعل، أين "الحكومة" ألا تأتي لتنظر لحالنا؟!
وهذه هى حالتنا:

مشكورين على المرور اجعنكم ماتغيبو