نهاية تمساح

من طرف **STAR** 2010-06-23, 1:09 am

(1 )

خيَم الصمت ... اختفت القهقهات ... أنفاس تعلو وأخرى تندثر في الجوف ... رائحة اللحوم انتشرت في المكان ... لاشيء يُسمع سوى صوت الملاعق التي تغلبت على صوت القبيلة المجتمعة من أجل تحديد مصير أحد أبنائها المدفوع به لمنصب ( أمانة المؤتمر)

(2)

في الصباح علت الزغاريد ... وذبحت الشياه ... فقد تمكن ابن القبيلة البار من نيل الجدارة .. وصار أميناً للمؤتمر .

(3)

بعد مرور أكثر من عام ... تغيرت مجريات حياة أمين المؤتمر ... وصار تمساحاً يأكل الأخضر و اليابس

(4)

بعد أكثر من عامين ... تزوج الزوجة الثالثة ... بعد علاقة عاطفية لا تخلو من الفسق .

(5)

وتمر الأيام ... ولازال ذاك المؤتمر كما هو عليه ... لم يطرأ أي تغيير ... الطرق محطمة ... والأرصفة لازالت قيد الإنشاء ... الشوارع تكتظ بالفوضى ... القمامة تنتشر ببراعة في جميع الأماكن ... والأزمات مازالت كما هي ... السكن... التوظيف ... المشاريع ... و و و الخ ... وتأكد الكل بأن تلك الوعود التي وعد بها الأمين المحترم بني جلدته كانت كسحب السجائر .

(6)

بعد العام الثالث ... تمكن منه (السرطان ) ... نهش جسمه السمين المحشو بالزقوم وأكل مقدرات الشعب ... وصار طريح الفراش لا يتحرك ساكناً .

(7)

أصوات ( المتسلقين ) و ( ضنى الحرام) تعلو في تلك ( المربوعة ) الكبيرة المزينة بالشهادات و الأوسمة والتي تحصل عليها حضرة جناب الأمين بفعل المجاملة و المحاباة ... وهو الذي لا يجيد نطق الحروف بطريقة صحيحة ... فالأمين في حالة حرجه و وصل به الأمر لمرحلة (( التقطير )) حيث أنه يقوم بلفظ أنفاسه الأخيرة بصعوبة ... دخل عليه (( اللقاق الكبير )) ... أقترب منه فوجده في حالة يرثى لها ... انحنى عليه... مسك بكلتا يديه ... نظر له سيادة الأمين نظرة لا تخلو من الحزن والألم ... أغرورقت عيناه ... تنهد الأمين ... علت أنفاس (اللقاق ) ... صار وجهه الأمين أكثر اصفراراً ... شفتاه تمكن منهما الجفاف ... قلبه ما عاد يخفق بشده ... جبينه يتفصد عرقاً ... جسمه صار مرتجفاً ... جحظ بعينيه في ( اللقاق ) وقال له بصوت مبحوح :

هل كل شيء على ما يرام ... انتبهوا جيداً ... جهزوا كل شيء... الخيام ... الكراسي ... الذبائح ... وحتى التمور والحليب ... هذه المرة أريد أن أكون (( أميناً للجنة الشعبية ))

منقووووووووول