الكورنيش ونهب أموال الدراويش

عندما تنحطُ الأخلاق العامة وينتشر الكذب وتتضخم الكروش من أكل الحرام ويتحول الشرفاء فى نظر اللصوص (سُذج لا يعرفون من أين تؤكل الكتف) وتموت الضمائر الحية وتبتعد الأيادي البيضاء النظيفة عن الساحة وتغفل العيون الساهرة الرقابية عن المتابعة ويؤتى بعشاق الكراسى وتتحول الإدارات المركزية والمحلية إلى ملتقيات عائلية وشللية ومعارفيه ، فلا تستغربوا إذا سمعتم أن الفساد تحكّم فى حياة المواطنين البسطاء واستولى الفاسدون على مقدراتهم بحجة أنهم جاءوا من أجلهم ويعملون لمصلحتهم وأصبح الفهلويون الذين يلعبون بالبيضة والحجرة مرجعية القيادات الاجتماعية والمجتمع المدنى وهنا كان لزاماً علينا أن نقول (العوض على ألله بيده).

تآكل أعمدة الإنارة (كل سنة يتم تغييرها)



يبدو أن الحذاق والسماسرة لم يدخروا جهداً فى الضحك على ذقون المواطنين بمساعدة المتنفذين ومباركتهم الذين استوطنوا على كراسى السلطة والتصقوا بها لا حسيب ولا رقيب يضربون بما ينشر فى الإعلام عرض الحائط ويقولون للتاريخ (سّجل) فلم يعد يهمنا شيئاً فالكراسى لنا والسلطة لنا والثروة نوزعها كما نشاء على أقاربنا وأحبابنا وعلى الموالين لنا واكتبوا كما تشاءوا واصرخوا بأعلى أصواتكم فنحن هم نحن لن نتغير وأنتم هم أنتم سلاحكم كلمات لا تسمن ولا تغنى من جوع ، كل شيء تحت تصرفنا وسلّمولنا على الكرامة والنزاهة وعلى أجهزتكم الرقابية التى تناشدونها التدخل فلا حياة لمن تنادى ولا تعتمدوا على الديمقراطية فنحن من صنعها ، نحن نفعل الشينه فيصفقون لنا الدراويش ونزداد رفعة فى المناصب وأنتم تفعلون الزينه لا يسمعكم أحد ولا يقرأ لكم أحد ، نحن ننصحكم أن تتركوا الكلام الفاضى وتعلقوا !! فى الطابور قبل أن يفوتكم ركوب قطار العمولات والرشاوى فمن لم يغتني فى هذا الزمن (زمن الغفلة) لن يغتني مدى حياته ، (بالمال الحرام طبعاً) ويومهما ستطلبون منا العون فى علاج أو فاقة أو عازة أو حتى خروف العيد وهناك سنقول لكم اذهبوا لإعلامكم ودفاعكم عن المصلحة العامة التى ستكون أول من يتنكر لكم .

رحمك ألله يا أستاذنا الفاضل (عبداللطيف شاهين) وأسكنك فسيح جناته ، عندما كنت ترُدد أن درنه (مدينة الدراويش) وكنا أحياناً لا تعجبنا هذه العبارة ونزداد غضباً منها ولكنك كنت تشرحها لنا بهدوء بقولك أنا أقصد أن درنه مدينة الطيبين التى كانت تحتضن الدراويش الذين يشدون الرحال إليها من جميع مدن وقرى ونواجع وطننا ، ممن جار عليهم الزمان وفقدوا الأهلية فلم يجدوا مكاناً يحتضنهم سوى تلك البقعة الطاهرة (صحابة رسول الله صلى ألله عليه وسلم) فيجدون الأمن والأمان والعطف والرحمة من (جيران الصحابة) الذين يقدمون لهم الملبس والمأكل وهى الصدقة الجارية من المال الحلال ، فكل من دخل مقام الصحابة فهو آمن ومحمى ومُصان من الحرام بإذن الله تعالى . وكان دائماً يحدثنا علن موظف عام وجد عليه عجز مالي يقدّر بدينارات كان قد أقرضها لزميل له فى أمس الحاجة إليها ، فلم يتحمل ذلك الوزر وهاجر المدينة لأكثر من عقد من الزمن استحياء من ألله تعالى ومن الناس ، فأين ذلك الموظف مما نراه اليوم من تماسيح الشعبيات وفيلة الوطن حاميها حراميها.

هكذا كانت درنه .. أما اليوم فلم يعد يخلوا مكان فيها من صفقات المال الحرام ولو كان بجوار الصحابة ، حتى أيام العزاء التى تقام فى قاعة مسجد الصحابة لم تسلم من تفاهتهم وتفاهة أخلاقهم المتدنية ، تجد السماسرة والحذاق يتحدثون بصوت عال عن (البزنس) والرصف المؤقت وطلاء الواجهات ويا ليته طلاء لتلك الوجوه الكالحة من الخزي والعار ومن النهب والتزوير فربما كان ذلك تكفيراً عن ذنوب اقترفت فى حق هذه المدينة ، صفقات تعقد بجوار بيوت إلله وعقود لتوريد الإسمنت والبلوك والرمل للشركات الأجنبية تعطى بأوامر أولى الأمر لشراء الذمم ورفع الأيدي فى قاعات تصعيد المرابيع .. كل شيء بثمنه.

أستسمجكم عذراً فقد ابتعدت كثيراً فهاجس الوضع المتردي فى مدينتي يبعدنى عنكم ولكن ليس بعيداً وأعود إلى الموضوع الذى أردت التحدث فيه وهى تلك الفاتورة المفتوحة (كل سنة) بمئات الآلاف وهى صيانة إنارة كورنيش درنه المتهاكل الذى يخاف المواطن من السير عليه راجلاً فما بالك بسيارته . كنت قد كتبت موضوعاً فى السابق حول هذه المشكلة التى أصبحت ( تُدر) الأموال وكأنها بقرة حلوب لفئة معينة أو أفراد من عائلة ، حيث يتم تركيب أعمدة الإنارة غير المطابقة للمواصفات خلال فترة الصيف وفى هذا الوقت بالتحديد شهر (يونيه من كل عام ) ويتم إزالة الأعمدة السابقة مع تركيب وحدات إنارة غير مطابقة هى كذلك وما هى إلى بضعة أشهر حتى يبدأ التآكل وتتهالك الأعمدة ووحدات الإنارة لكى يرجع طريق الكورنيش مظلماً كما كان ، وهنا يتم إصدار الأوامر من السماسرة للمتنفذين بإعطاء الإذن مرة أخرى لكى يتم البدء فى صيانة إنارة الكورنيش وهكذا ، فهى فاتورة يصرف عليها المرتشون وأصحاب المصالح كل سنه دون حياء ولا استحياء ،، فإن لم تستحي فأصنع ما شئت.

كل سنه نشاهد هذا المنظر



لا شك أنه ليس هناك من يقرأ من أولى الأمر (الكل مشغول باللهط) والمسؤول فى برج عاج لا يتابع شيئاً فالقصور العلمى والاجتماعي من أكبر المشاكل التى تواجه أى مسؤول ، وملكة القيادة لا توهب بل هى تواصل الأحفاد مع الأجداد وتحتاج إلى سنوات من الخبرة والذكاء الاجتماعي والتاريخ ، ألم نقل لكم أن هذه الأعمدة غير مطابقة للمواصفات منذ أكثر من خمس سنوات وكأن فى آذانكم وقر؟؟ الم نقل لكم أن المواصفات العالمية المطابقة تكون من الحديد المجلفن والمغطى بطبقة من البى فى سى أو من مادة الفايبر قلاس لحماية الأعمدة من التآكل لإطالة عمرها ؟؟ الم نقل لكم ابعثوا فنييكم إذا كان لديكم من يحترم نفسه إلى دول الجوار ؟؟ لكى تتعرفوا على الطرقات المماثلة لكورنيش درنه وكيف يتعاملون مع المواصفات العالمية ؟ ، حقاً فاقد الشيء لا يعطيه فإما أنكم جهلة المهنة أو أنكم تتعمدون فى نهب مخصصات هذه المدينة المنكوبة بسببكم وبسبب تصرفاتكم .

حقيقة أيها (المسؤولون الخبراء العظام ) يا من جاءت بكم صفقات التصعيد وبيع الأدوار داخل القاعات والوعود بالهبات وقضاء المصالح وإصدار التكليفات ، اعلموا أننا نحن هم نحن نقدّس الوطن ونحترمه ونسجل كل كبيرة وصغيرة ولدينا قيم وأخلاق لا تعرفون عنها شيئاً ، فمن يبيع أخلاقه وكرامته من أجل جاه أو كرسي أو مال حرام (صعدونى وإللى تبوها) !!، يمكنه أن يبيع كل شيء ولا يستحى من ألله تعالى !! وأنتم ستظلون كما أنتم همكم الوحيد (المال العام) فانهبوا فيه كما شئتم لأنكم مدعومون من حكومة لم تعد تفرق بين الحق والباطل ولا من هو الشريف ومن هو المُرتشى !! ، ولكن سنظل نحن هم نحن نسجل كل شيء وحتى يأتي يوم تشبع فيه (الدبكة من أقرون) وقلتها مرات عديدة فى السابق حتى ترجع الحقوق إلى أصحابها ويوضع كل واحد فى حجمه الحقيقي ، فتخطى الخطوط الحمر تاريخياً هو الذى أوصل السفهاء لكى يكونوا من أولى الأمر مؤقتاً !! وأبعد أهل التاريخ المشرف وجاء بمن رفع أجدادهم الرايات البيضاء للاستعمار منذ اليوم الأول لوصوله شواطئنا بل هناك من استقبله بالأهازيج وعلى ظهر قوارب الصيادين وبراميل الزيت لكي يقدم الولاء والطاعة فإذا قام الأحفاد بما قام به الأجداد فلا تستغربون من ذلك فإن العرق دسّاس .. ولا تنسوا التاريخ الذى لا يرحم .





/////////////////////////////////////////

أنظروا إلى هذه الجميلة التى لم يخصص لها مليارات ولكن

إيراداتها جاءت من الضرائب والاستثمارات والتبرعات إنها

مطروح الجميلة التى بجواركم

مشكوراخى استارعلى التغطية الرائعة

الله يعطيك العافية على المرور يا بركة المنتدى

مشكور

الله يعطيك العافية على المرور يا بركة المنتدى

مشكوراخى استارعلى التغطية الرائعة

الله لا ايغيبكم يا بركة