الإعلام الإسرائيلي يعترف بنجاح سيف الإسلام في مهمة "الأ

من طرف فرج احميد 2010-07-21, 10:10 am

أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية سيف الإسلام معمر القذافي، قد نجح في إعادة وضع حصار غزة في جدول الأعمال، من خلال حصوله على موافقة إسرائيلية بإدخال مواد البناء للقطاع، وذلك بما يملكه من حنكة ورصانة.
وقد اعترف كبير المراسلين السياسيين لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بن كاسبيت، بهذا النجاح خلال حديثه في برنامج المساء "عوسيم سيدر"، الذي يقدم في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي.

وأوضح كاسبيت أن قيادة وحنكة ورصانة سيف الإسلام القذافي في توجيه سفينة "الأمل" الليبية، مكّنته من الحصول على موافقة إسرائيلية لإدخال مواد بناء لمبانٍ عامة ومساكن، مشيراً إلى قوله "أريد عنباً ولا أريد مقاتلة الناطور"!
يأتي هذا التعليق على خلفية نجاح مهمة مؤسسة القذافي التي سيّرت سفينة المساعدات الإنسانية "الأمل" إلى قطاع غزة، حيث وافقت المؤسسة على توجيها إلى ميناء العريش المصري، بعد تقديم إسرائيل تنازلات عدة.
نجاح المهمة
وكانت المؤسسة قد أعلنت خلال مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي أن إسرائيل قد قبلت بشروطها التي لم تكن لتُقبل قبل إرسال سفينة "الأمل"، لتكشف بعد ذلك النقاب عن تفاصيل استجابة إسرائيل للشروط الليبية، ولتؤكد حصولها على عدد من الضمانات التي بها استطاعت أن تحقق حلم الآلاف في غزة.
واستطاعت مؤسسة القذافي من خلال هذه المبادرة أن تتحصل على موافقة إسرائيل لتنفيذ أربعة شروط تتمثل في دخول مواد البناء من إسمنت وحديد لإعادة الإعمار، الأمر الذي كانت ترفضه باستمرار، والسماح لليبيا بإنفاق 50 مليون دولار لتنفيذ مشاريع إسكانية، ونقل المرضى للعلاج خارج القطاع، فضلا عن تنفيذ مبادرة المؤسسة المتعلقة بتوفير 500 مسكن جاهز كدفعة أولى قبل حلول فصل الشتاء.
وتعتبر موافقة إسرائيل على الشروط المذكورة، تحقيقا لتنازلات انتزعتها سفينة "الأمل" لصالح الفلسطينيين المحاصرين.
رحلة "الأمل"

ولم تكن مهمة إيصال المساعدات إلى قطاع غزة بالأمر الهيّن، فطريق سفينة "الأمل" لم تكن سهلة، والجيش الإسرائيلي فعل ما بوسعه للحيلولة دون وصول السفينة إلى شواطئ غزة، وأصوات الحكومة الإسرائيلية تعالت مرارا وتكرارا لمطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل لوقف إبحار سفينة الأمل باتجاه غزة.
واستمر الجيش الإسرائيلي في إرسال تهديداته وإنذاراته بضرب السفينة إذا لم تحد عن أهدافها المرسومة، كما أنه لم يكف عن قيامه بأعمال التشويش وقطع الاتصالات التي واجهها النشطاء الذين كانوا على متن "الأمل"، فضلا على المحاصرة اللصيقة التي قامت بها بوارج القوارب الحربية الإسرائيلية للسفينة الليبية التي لم تكن تحمل سوى المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وعلى الرغم من كل ما واجهته السفينة وما تعرضت له مؤسسة القذافي من ضغوط لتغيير مسار السفينة، إلا أنها رفضت ذلك حتى حصلت من إسرائيل على "تنازلات" لم تكن مسبوقة.