المثنى صبح : جسدت الصحابة في "القعقاع" لعدم وجود

المثنى صبح : جسدت الصحابة في "القعقاع" لعدم وجود نص قرآني أو حديث شريف يمنع ذلك

قبل عرضه على الشاشة بشهر رمضان، صادف مسلسل القعقاع للمخرج مثنى صبح والكاتب محمود الجعفوري العديد من العراقيل تجسدت بتغيير أماكن التصوير المتفق عليها، فضلاً عن الانتقادات الكثيرة التي نالت العمل قبل عرضه, إذ سعت جهات عدة لمنع بثه بحجة انه مثير للفتنة.
سيريانيوز التقت المخرج مثنى صبح الذي رد على الانتقادات الموجهة لمسلسل القعقاع, معتبراً إياه من المسلسلات التاريخية الهامة التي تناولت مرحلة الفتنة الكبرى التي بدأت بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وحتى وفاة الخليفة علي بن أبي طالب .

هل ترى العمل التاريخي كتاب أو وثيقة يجب نقلها بدقة أم مرحلة زمنية يتم معالجتها من وجهة نظر معينة؟
دائما الأعمال التاريخية تتحمل أكثر مما تحتمل، فتاريخنا مصدره روايات متعددة والناس يرونه كتاب أو وثيقة، أما درامياً فهو وجهة عمل صناعه، وهناك مساحة حرية للدراما، فنضطر أن نضيف للتاريخ دراما من أجل الإمتاع والتسلية، فنقدمه من وجهة نظر معينة ونعالج المرحلة التاريخية.
وجهت انتقادات لمسلسل القعقاع منها الأخطاء اللغوية في لفظ الآيات القرآنية، هل تعتبر ذلك هفوات يجب التغاضي عنها أمام ضخامة إنتاج العمل؟
لا بالعكس، فذلك حق ولكني لست مرجعاً دينياً أو لغوياً، وكان لدي بفريق العمل مدققون لغويون أثناء التصوير، وأثناء عملية المونتاج كان هناك شيخ دين يتابع، وأيضاً عرض العمل على شيخ لقراءته وتدقيقه، فخرج ذلك عن مسؤوليتي.
هناك من وصف القعقاع بأنه مثير للفتنة وهو ياسين عبد اللطيف وطالب بوقف عرض العمل ووجه انتقادات كثيرة للعمل ومنها كتابة القرآن على الحجارة في حين أنه كتب على الجلد فما قصة تلك الانتقادات؟
ياسين عبد اللطيف كان موظفاً في التلفزيون بقسم الرقابة، وقد خان الأمانة المهنية فبعد إعفائه من العمل صرح تصريحات غير صحيحة عن العمل، وهاجمه قبل أن يعرض على الشاشة وكل ما ذكره كذب فليس هناك أي مشهد يظهر فيه القرآن مدوناً على حجارة، فقد تم تدوينه على الجلد وأكتاف الأبقار، أضف إلى ذلك جملة من المشاهد تحدث عنها وانتقدها ليست موجودة أساساً في العمل, فهو شخص متربص يريد النيل من العمل وحسب، وفيما يخص كلامه بأن العمل مثير للفتنة فهذا غير صحيح, فالعمل قد عرض على الشاشة ولم نشهد أي فتنة، وبرأيي الفتنة لا تأتي من عمل تلفزيوني بل تقوم على هشاشة مجتمعنا والعوامل المختلفة التي تأتينا من الخارج.
قمت بتجسيد الصحابة في القعقاع دون ظهور وجوههم، وهذا أمر غير مطروق في الدراما ووجه لك نقداً بسببه فبماذا ترد؟
لا يوجد نص قراني أو حديث شريف يمنع تجسيد الصحابة المقربين، وقد أجازت المرجعيات الدينية في العالم العربي ذلك كالشيخ يوسف القرضاوي و سليمان العودة ومحمد الصلابي، وهناك قياس واجتهاد بالأمر فالبعض يقول يمكن تصوير الجسد دون الوجه والبعض يجيز الوجه والجسد على أن يكونوا ممثلين غير معروفين ليجسدوا هذا الدور فقط ويبتعدوا عن التمثيل بعدها، كي لا يظهروا بشكل هزلي في أعمال أخرى.
عند تصويرك العمل واجهت مشاكل في المغرب فاضطررت للعودة لسورية وتشييد مدن إعلامية حدثنا عن ذلك؟
عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، بالفعل ذهبنا للمغرب لنصور بقرى جاهزة ولكن حدث خلاف مع المركز السينمائي المغربي، فعندنا لسورية وقمنا بتشييد مدن في تدمر للتصوير بها، وهي مدن ضخمة وتمتد على مساحة واسعة وكلفتها عالية وغير مسبوقة بالدراما السورية، ولقينا تعاوناً وتجاوباً مع بلدية تدمر.
هل هناك تفاصيل غير راض عنها في "القعقاع" لاحظتها أثناء عرضه؟ وما أكثر المشاهد التي كنت متخوفاً من تصويرها؟
عموماً أنا راض عن العمل والحمدلله، ولكن تبقى بعض الأمور أفضل لو أني قدمتها بطريقة مختلفة، وقد تخوفت قليلاً من موضوع تجسيد الخلفاء وحرصت على تقديم ذلك بأفضل صورة، وأيضاً من المشاهد التي ترقبتها مشهد ظهور الرسول لبني تميم، وأيضاً مشهد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، وفيما يخص مشاهد المعارك فقد كنا مستعدين بشكل كبير لها ولم تشكل عامل قلق بالنسبة لي.
هل يتحمل المخرج مسؤولية عرض مسائل خلافية في المسلسل أم أن ذلك يقع ضمن مسؤولية الكاتب كونه ألف النص؟
المخرج يتحمل مسؤولية كاملة عن كل شئ ، ودليل ذلك أني تصديت لكل الانتقادات التي وجهت لمسلسل القعقاع، وكان بإمكاني تحويلها للمؤلف والخروج من الموضوع، ولكن عندما يكون لدى الكاتب وجهة نظر ويعطيها لمخرج ما، فالمخرج يقدم وجهة النظر بطريقته فكلاهما مسؤول، ولكن أود القول للأسف هناك قاعدة خاطئة في الدراما تقول للنجاح أكثر من أب وللفشل أب واحد، فعند نجاح العمل يتقاسم النجاح المخرج والمؤلف والممثلين وشركة الإنتاج، وعند فشله يتحمل المخرج مسؤولية كل شئ وهذا غير مقبول، فالنجاح والفشل يجب أن يكونا مسؤولية الجميع.
هل راجعت كاتب العمل أثناء قيامك بالإخراج؟
الكاتب ينتهي عمله بتقديم النص للمخرج الذي يتفق معه على العمل بصيغة معينة، ولم أعد لكاتب العمل كونه كان مضغوطا،ً فقد بدأنا بالتصوير وهو ما يزال يقوم بكتابة العمل فكنا نتواصل تلفونياً.
بعد عرض العمل هل ترى تفاعل الجمهور ومتابعته للعمل ــ بحسب ما سمعت ــ يعادل الجهد المبذول للإنتاج والتكلفة الضخمة؟
أولا أود القول يجب عدم مصادرة رأي الجمهور، فهناك صحفيون وفنانون يقولون أن المشاهدين لا يرغبون بمتابعة المسلسلات التاريخية، وهناك استطلاعات ولكنها خاطئة فالمزاج العام لا أحد يعرفه، فعلى سبيل المثال ما أحدثه باب الحارة خيالي ولم يمر بتاريخ الدراما السورية، وأيضاً قد نجد عمل كوميدي مصور بمكان واحد حصد متابعة هائلة وبنفس الوقت عمل آخر كلف الشركة المنتجة الكثير ولم يحظ بمتابعة، فالمزاج العام غير معروف، وفيما يخص القعقاع فقد تلقيت ردود إيجابية وتم متابعة العمل في العديد من الدول كمصر والجزائر والخليج والمغرب وسورية، وبسبب الأصداء التي أحدثها القعقاع ستفتح شهية المخرجين والمنتجين لإنتاج أعمال تاريخية وسنرى في العام القادم أكثر من عمل تاريخي.
هل ترى مسلسل القعقاع أفضل من أعمالك السابقة كالدوامة وليس سراباً؟
جميع الأعمال السابقة توازي بعضها، ولكن في القعقاع اعتبر الخبرة التي اكتسبتها كانت كبيرة على الصعيد الإنساني، فقد شعرت كأني كبرت أكثر من عشر سنوات بسبب المشاكل التي واجهتني أثناء إخراج العمل، وتعلمت أكثر كيف أتعامل مع الناس واكتشفت حقيقة الكثير من الأشخاص.
ما الذي أضافه القعقاع للدراما التاريخية؟
كان أول عمل ديني يجسد الخلفاء فهو ثورة بالدراما والرقابة العربية، و يعد أول عمل يتعرض لتاريخ الفتنة الكبرى منذ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وحتى مقتل الإمام علي كرم الله وجهه، وأنجز الغرافيك فيه بفرنسا على يد أهم الشركات العالمية، وشيدت أكثر من مدينة من أجل التصوير، فكان هناك خبرات وإمكانيات وإضافات هامة قدمها القعقاع للدراما التاريخية لم تشهدها من قبل.
ما الأعمال التي تابعتها برمضان، وما أكثر ما لفت نظرك؟
تابعت الكثير منها كأهل الراية وأبو جانتي وما وراء الشمس وما ملكت أيمانكم وذاكرة الجسد، وبعض المسلسلات المصرية، بغض النظر عن السوية الإخراجية والإنتاجية لهذه الأعمال، ولا يوجد عمل محدد أحببته، ولكن الملفت في الدراما لهذا العام أنها كانت متنوعة وعالجت قضايا هامة وجديدة.
ما الأعمال الجديدة التي تحضر لها؟ وهل هناك أكثر من عمل لهذا العام؟
هناك عمل اسمه"جلسات نسائية" للكاتبة أم حنا، وما زلت أقرأ حلقاته، وأعتقد أنه بمنتصف الشهر القادم سنبدأ بالتحضيرات، وأود الإشارة إلى أن الكاتبة أمل حنا تكتب بمستوى عال من الصدق والحس الإنساني، وكان هناك تعاون مسبق بيننا في مسلسل" على حافة الهاوية"، وقد تطابقت طريقة كتابتها مع مزاجي الشخصي، أما فيما يخص أحمد شوقي فهو مشروع مؤجل وهناك محاولة لإعادة إحياؤه، وفي حال انتهينا من تصوير جلسات نسائية وعرض علينا نص جيد من الممكن تقديم أكثر من عمل لهذا العام.

مشكور علي الطرح الفني

لكي كل الشكر على مرورك الراااااااااائع