متابعة الحمل والكشف الدوري ضرورة لسلامة الأم والجنين

في فترة الحمل قد تحدث بعض المتاعب، وهي متاعب مألوفة من الممكن مواجهتها، بل ومنع حدوثها أصلاً في أغلب الحالات. من هنا تأتي أهمية متابعة الحمل والكشف المبدئي والدوري له لتحقيق السلامة للأم والجنين. وتشير الإحصاءات إلى أن برامج متابعة الحمل في غاية الأهمية بالنسبة لجميع الحوامل، حيث يتم اكتشاف أية مضاعفات أو مشكلات يمكن علاجها بأساليب بسيطة منذ البداية.
تقول استشارية الجراحة النسائية والتوليد في مستشفى الكِندي التخصصي الدكتورة منى أبوطعام إن متابعة الحمل يجب أن تبدأ في وقت مبكر جدا أي في الأيام الأولى لانقطاع الطمث، وتضيف أن بعض النساء يحتجن رعاية خاصة ومكثفة لتفادي مشكلات الحمل، مثل السيدات اللاتي ينحدرن من عائلات يعاني أفرادها من مرض السكري، حيث يجب التأكد من ضبط مستوى السكر بالدم قبل الحمل.
كذلك هناك سيدات تتعرضن للإجهاض المتكرر وهن يحتجن فحوصات خاصة لمعرفة السبب ومواجهته قبل الحمل مرة أخرى.

كيف تتم متابعة حمل المرأة وما أهدافها العامة؟
ـ يتابع حمل المرأة الطبيب المختص عبر وضع برنامج شامل للعناية بالحمل يتضمن زيارات متكررة بهدف مراقبة وضع الحامل على الصعيدين الطبي والنفسي.
تكون متابعة الحمل مثالية عندما تبدأ قبل الحمل وتستمر في فترة الحمل على الشكل الآتي:
- التقييم الشامل لوضع المرأة قبل فترة الحمل.
- تقييم الحامل في الزيارة الأولى.
- التقييم من خلال الزيارات المتتابعة أثناء الحمل.
ويجب أن تبدأ متابعة الحمل عند احتمال حدوثه ''في الأيام الأولى لانقطاع الطمث'' وتهدف المتابعة المبكرة للحمل إلى معرفة الحال الصحية للأم والجنين، وتقدير سن الحمل، ووضع خطة مناسبة لتدبير الحمل.

ما الذي يتم التركيز عليه في الزيارة الأولى للحامل؟
- في الزيارة الأولى يجب تحديد:
- سن الحمل بشكل دقيق كي يتم تدبير الحمل بشكل مثالي ويقاس عادة سن الحمل بالأسابيع التي تمضي على فترة الحمل. كما يقسم الحمل إلى ثلاثة أقسام وهي:
الثلث الأول: ويستمر حتى أربعة عشر أسبوعاً على بدء الحمل.
الثلث الثاني: ويمتد من الأسبوع الخامس عشر إلى الثامن والعشرين.
الثلث الأخير: ويمتد من الأسبوع التاسع والعشرين إلى الواحد والأربعين.
- القصة السريرية: يجب أخذ معلومات مفصلة ودقيقة عن الحامل. وتتعلق المعلومات بالولادات السابقة لأن الكثير من اختلاطات الحمل السابقة ممكن أن تتكرر، وهناك القصة الطمثية فعندما تكون الدورة الطمثية غير منتظمة يقدر سن الحمل بشكل خاطئ، ومن المهم معرفة ما إذا كانت الزوجة تستخدم موانع الحمل قبل حدوث الحمل. إضافة إلى ضرورة معرفة ما إذا كانت تضع لولباً داخل الرحم إذ أن وجوده في فترة الحمل يؤدي إلى حدوث اختلاطات مرضية معينة. كما يجب الاستفسار عن عادات الحامل، هل هي مدخنة أو مدمنة على الأدوية والمخدرات، وهل تتناول الكحول أو تتعرض للعنف المنزلي.
- إجراء بعض الفحوص المخبرية في الزيارة الأولى: مثل فحوص الهيموغلوبين (Hb)، وتحليل وزرع البول وزمرة دموية وعامل (RH)، ومسح مضادات الأجسام والحصبة الألمانية ومسحة عنق الرحم، وتحليل لمعرفة ما إذا كانت المرأة حاملاً لفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي.
من المهم التدقيق على وجود حالات حمل عالية الخطورة. من هنا يجب تحضير أفضل الظروف لحدوث الحمل.
فهناك أنواع من النساء الحوامل يحتجن لرعاية خاصة ومكثفة لتفادي مشكلات الحمل. ومن هذه المشكلات السيدات اللاتي ينحدرن من عائلات يعاني أفرادها من مرض السكري، ويجب على السيدات في هذه الحالة إجراء فحوصات مبدئية قبل الحمل للتأكد من ضبط مستوى السكر بالدم في فترة حدوث الإخصاب، حيث إن هذه الفترة تعد من أهم الفترات في تكوين أعضاء الجنين الذي يتم تخليقه في تلك الفترة، وضبط السكر في دم الأم يمنع حدوث التشوهات الخلقية.
كذلك هناك سيدات تعانين من الإجهاض المتكرر، وينصح إذا تكرر الإجهاض 3 مرات متتالية، إجراء بعض الفحوص العملية والمخبرية والفحص بالموجات الصوتية، لمحاولة معرفة سبب الإجهاض المتكرر، هل هو وراثي أم بسبب فيروس أو وجود عيوب بالرحم، سواء كانت خلقية أو مكتسبة، وفي هذه الحالات يكون العلاج دوائياً أو جراحياً كإزالة بعض الأورام الليفية أو ربط عنق الرحم.
هناك أيضاً السيدات اللاتي تم إجراء عمليات ولادة قيصرية لهن من قبل، حيث يكن أكثر عرضة لبعض المشكلات أثناء الحمل.

كيف تنظم الحامل زياراتها اللاحقة للطبيب؟
- تنظم الزيارات اللاحقة على أساس زيارة كل أربعة أسابيع حتى الأسبوع الثامن والعشرين، ثم زيارة كل أسبوعين حتى الأسبوع السادس والثلاثين، ثم زيارة كل أسبوع بعد ذلك.
في بعض حالات الحمل الخطر، كالنزيف الرحمي، التهديد بالإسقاط يتطلب الأمر تكثيف الزيارات حسب الحالة الصحية.
وفي كل زيارة يجب القيام بالاتي:
- سماع دقات قلب الجنين: ويمكن سماعه في الفترة التي تبدأ من الأسبوع الحادي عشر.
- قياس ارتفاع مقر الرحم.
- توثيق سن الحمل: إذ أن علاج بعض الحالات يعتمد على سن الحمل: فمثلاً عند ارتفاع الضغط الحملي بعد الأسبوع السادس والثلاثين فإن العلاج يكون بالولادة. وأما عند حدوثه في الأسبوع الثامن والعشرين يحاول تدبير الحمل بشكل محافظ وإعطاء فرصة أكبر لنمو الجنين.
- إجراء الأشعة الصوتية ثلاثة مرات أثناء الحمل، الأولى في الثلث الأول حيث يتم قياس سماكة عنق الجنين. الثانية بين الأسبوع 18-22 لإجراء الصورة التفصيلية للجنين لكشف التشوهات الخلقية. والثالثة في الثلث الأخير من الحمل لمتابعة نمو الجنين وكمية السائل الامنيوسي.
ويمكن تكرارها في حال حدوث حمل عالي الخطورة كالنزيف، تأخر في نمو الجنين، النقص في حجم السائل الامنيوس، وغيرها.

كيف يتم التأكد من صحة الأم والجنين؟
- بالنسبة للجنين يجب أخذ معلومات دقيقة حول: دقات القلب، حجم الجنين، حجم السائل الامينوس، نشاط الجنين. وهناك الأساليب الحديثة لمتابعة الجنين وتجنب حدوث التشوهات الخلقية أو الوظيفية، ومن الملاحظ تزايد احتمال حدوث العيوب الخلقية لدى الأطفال عند حدوث الحمل مع تقدم سن الأم نتيجة بعض المشكلات.
وتوجد حالياً أساليب حديثة تكشف عن حالة الجنين للتأكد من مدى سلامته كما يمكن تحليل دمه وملاحظة أية عيوب بالكروموزومات بأخذ عينة من السائل حول الجنين. كما يمكن تحديد حالة الجنين بدقة بالدلالات الكيميائية لدم الأم لعلاج أية مشكلات يتعرض لها الجنين قبل ولادته.
بالنسبة للأم يجب قياس ضغط الدم ومراقبة معدل التغيير ومعرفة الوزن الأساسي ومقدار الزيادة، كما يجب مراقبة بعض الأعراض المهمة مثل: الصداع، تغيرات الرؤيا، غثيان، تقيء، نزف سيلان سائل مهبلي، عسر التبول، وإجراء الفحص المهبلي في نهاية الحمل للتأكد من الوضع وشكل الحوض واتساعه وقوام عنق الرحم واتساعه.
وكذلك توجيه العناية الخاصة لبعض الحالات مثل حمل الفتاة في سن المراهقة بين 11-15 سنة إذ تكون عرضة لخطر ولادة مبكرة أو تطور حالات نفسية متعدد

بارك الله فيك على المشاركه شكرأ
على التميز
اقبل مرورى على مساهمتك الجميله

مشكورين على المرور