ربع دينار..

من طرف الفهد 2010-10-19, 12:24 pm

اسمي ( ربعُ دينارٍ ) .. أُقيم في جيبِ هذا الموظف منذ أسبوعٍ تقريبًا ،

مع بعض الأصدقاء .. أما الآن ، ومنذ أربعةِ أيامٍ ، أنا وحيدٌ بعدما انفقَ صاحبي آخِرَ

أصدقـائي .

لا أخفيكم سرًا ، بأنِّي مرتاحٌ في سكنيَ الجديد ؛ فلأولِ مرةٍ أشعر بالاستقرار في

جيبٍ واحدٍ .. كما أني بدأتُ أحبُ صاحبَ الجيبِ ؛ إنه يحترمني كثيرًا .. كل ليلةٍ يُقبِّلُني

ويلامسني جبهتَهُ ، ويتأكدُ من وجودي في الجيب دائمًا ...

يُشعرني بقيمتي ...

لا أذكرُ الكثيرَ عن بدايتي .. ما أذكرهُ أني سكنتُ في محفظةٍ جلديةٍ ممتلئةٍ بالسُّكان ،

كنت أشعر بالاختناق فيها ؛ فأنا لا أحب الزحام والضوضاء .

كم شعرتُ بالإهانة عندما دفعني صاحبُ المحفظةِ ( بقشيشاً ) لعامل محطة الوقود ،

بعد أن صرَّح بأن وجود ( الأرباع ) يُرْبِكُه ، كأني – أنا – من أَثْقَلَ جيبه المنتفخ !

فتح العامل طَيَّاتِي ، وفَرَكَنِي بأصابعه ، ثم جمعني مع زمرةٍ من الرفاق جُلُّهُم من

الكادحين .. فهذا نصفُ دينارٍ ممزقٍ ، وهذا دينارٌ معتوهٌ مكتوبٌ عليه بخطٍّ رديءٍ

( كلوبة .. ملك الصوني .! ) ، لا أعرف لهذه العبارة معنىً ..! لكنِّي ، ولحسن الحظ ،

لم أمكث الكثير في المحطـة ؛ أعطـاني العـاملُ ( فكةً ) لأحـد الزبـائن ..

مـع أني ( بقشيشٌ ..! ) .

على أية حالٍ ... لم أمكث الكثير في سكنيَ الجديد أيضًا ؛ مالكي الكريم تصدَّقَ بي

على شحاذةٍ تقف عند إشارةِ المرورِ .. كم أساءت تلك العجوزُ الخَرِفَةُ معاملتي

( عجَّنتني ) حتى انقطعت أنفاسي ، ووضعتني في جيبها الفائحِ برائحةِ البَخورِ وزيوتِ

العجائز .. وسترَ اللهُ بأن وَجَدْتُ ثَقْبًا في جيبها .. أغراني خيطُ الضوءِ المتسرب خِلالَهُ ..

لم أتمالك نفسي ، فقفزت من الجيب واقعًا على الأرضِ .. كم كانت فرحتي عَارِمَةً ،

عندما تنفست هواءً نقيًا .

لكني .. سَرْعان ما شعرتُ بالخوفِ من المجهولِ ، عندما انتشلني هذا الموظف ..

تضايقت كثيرًا عندما داس عليَّ ، متظاهرًا بربطِ خيطِ حذائهِ ، والتقطني ، بعد أن تأكَّد

ألا أحد يُراقبه .. استهجنتُ نذالةَ تصرفِهِ .. لكنِّي سَرْعان ما غيَّرت نظرتي فيه

( فالذي لا يعرفك .. يجهلك ) ، اتضحَ لي أنَّه صاحبُ عشرةٍ ؛ فقد أحسنَ رفقتي .

اسمحوا ليَ الآن ..؛ توقَّفَتِ الحافلةُ التي نركبُها .. صاحبي يتأهبُ للنـزولِ . وبما أن

السائقَ لا يُوصِلُ الركابَ لمجردِ ( رحمةِ الوالدين ) ، وبما أني وحيدٌ في الجيبِ ..

فأستودعكم الله !. فإني سانتقلُ إلى سكنٍ جديدٍ على مايبدو .

من طرف محمد اللافي 2010-10-19, 12:43 pm

مشكور اخي الفهد علي القصه الرائعه والفكره الحلوة
ان شاء الله الربع اطيح عند حد قرقاض بخيل جلده ايترح شي كم سنه تحت الزليز

من طرف العبدلي 2010-10-19, 2:09 pm

ههههههههههههه مشكور خوي الفهد علي موضوعك القيم والقصه المضحكه

ياريت تلقالنا باقي قصة حياته هالربع منشغلين عليه والله هههههههههههه

من طرف الفهد 2010-10-19, 5:11 pm

انطيحوا فيه بس بيش ايكملنا القصة

من طرف المارد الأصفر 2010-10-19, 5:17 pm

هههههههههههههههههههههههه شكرا لك أخي الفهـــــــــــد

من طرف **حبة مسك** 2010-10-19, 5:39 pm

المشكلة يا فهد أن حياته كلها عطيبة ... وتوا شحتروه من بعضه وداروه زلط بعدها قالوا لا انلصقوة في بعضه ....

عندك الخمسة والعشرة رفاهية ما نحكيلك عليها اللي هضا خايف عليه عايشات في دلال ..

مشكور فهود ...على القصة اللطيفة ....