إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالة تستحق القراءة
+2
عبدالحفيظ عوض ربيع
ابن الباديه
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مقالة تستحق القراءة
متى ومن سيبدأ النهوض؟
د. علي محمد فخرو
2010-10-20
يا ليت الروائي الجزائري ـ الفرنسي ألبير كامو يبعث من موته من جديد ليرى كيف أن ظاهرة سقوط بطل روايته الشهيرة 'السقوط' باتت سمة العصر العولمي الذي نعيش، وأنها ما عادت ظاهرة مقتصرة على بعض الأفراد وإنًّما امتدَّت لتشمل الكثير من المؤسسات العتيدة. فالمنظر المفجع للتهاوي الأخلاقي والقيمي لأشهر المؤسسات أصبح مثل قطع لعبة الدومينو التي تتساقط الواحدة تلو الأخرى. البشرية الآن تطرح على نفسها هذا السؤال: هل بقيت مؤسسة في عصرنا لم يشملها السقوط الأخلاقي والقيمي بعد؟ والجواب مفجع كما سنرى.
لقد اعتقد الإنسان بأن المؤسسة التشريعية الديموقراطية، كونها ممثٍّلة للناس ومعتمدة على رضاهم، ستكون في منأى عن خيانة الأسس القيمية التي قامت عليها وجاءت لتحميها، لكنّه شاهد قمّة سقوطها المدوّي عندما عاونت أعرق مؤسستين ديمقراطيتين في العالم، الانكليزية والأمريكية، حكومتي بلديهما لتمارسا الكذب والخداع والبلطجة من أجل احتلال العراق للاستيلاء على ثروته البترولية ولتمزيقه خدمة للمصالح الصهيونية.
لقد وضع الإنسان ثقته في قلب المؤسسات المالية، البنوك، لتكشف له الانهيارات البنكية، التي رافقت انهيارات مؤسسات الاستثمار والعقار إبّان الأزمة المالية الاقتصادية ـ العولمية الأخيرة، مدى الفساد والجشع والتلاعب الذي ينخر عظام مؤسسات المال.
لقد خدع الإنسان بشعارات المؤسسة الرياضية القائلة بأهمية المنافسة الشريفة بين اللاعبين ليفاجأ يومياَ بأخبار المئات من فضائح أخذ الأدوية المنشّطة، وفضائح الرشاوى للاعبين وللأندية لتغيير نتائج المباريات، وصفقات بيع وشراء اللاعبين في مزادات علنيّة مبتذلة.
لقد خيٍل للناس أن المؤسسة الدينية ستكون أكثر طهراً وعفّة من غيرها من المؤسسات المجتمعية ليصدموا بالمآسي الأخلاقية والجنسية التي طالت أطفالاً أبرياء على يد قساوسة الكنائس، أو ليفاجأ بتكالب رجالات وعلماء الدين للدخول في المعارك السياسية على أسس طائفية بغيضة أو على أسس خدمة هذه الحكومة أو ذاك الدكتاتور أو تلك المنظّمات الأمنية الاستعمارية.
وبعد الحرب العالمية الثانية تراءى للإنسان بأن المؤسسات الدولية ستكون عوناً له في محنه وأوجاعه في داخل بلدانه، وعلى الأخص مؤسسات هيئة الأمم المتحدة. واليوم يقف هذا الإنسان مشدوهاً تجاه السقوط المذهل لهذه المؤسسة أمام الدول الكبرى كما حدث بالنسبة لاجتياح العراق أو كما حدث ويحدث من ضعف الهيئة بالنسبة لحقوق الشعب العربي في فلسطين المحتلّة، أو كما يحدث اليوم بالنسبة لتمثيلية المحكمة الدولية بشأن مقتل المرحوم رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري.
ولا حاجة للدخول في ألوف التفاصيل للفساد المالي والذّممي والأخلاقي والانتهازي الذي طال المؤسسة الحكومية التنفيذية أو القضائية أو الأمنية أو العسكرية أو الصناعية من مثل صناعة الأدوية والتبغ والسيارات والأغذية أو الفنيّة أو الإعلامية الخ. فكلُّها تشير إلى تجذُّر وانتشار وقبول عاهات الفساد والغشّ وخيانة الذمّة، واعتبار كل القيم والفضائل أمراً نسبياً قابلاً للأخذ والعطاء والتبرير، والقدرة الفائقة على إسكات صوت الضمير، والانغماس الهستيري في كل صنوف البربرية الاجتماعية.
السؤال الثاني الذي يجب أن يطرح نفسه هو: هل أننا أمام طريق مسدود لا يمكن اجتيازه، وبالتالي العودة إلى ما طرحه فلاسفة الوجودية، كردّ فعل لأهوال وفظائع الحرب العالمية الثانية، من عبثية هذا الوجود الإنساني، أم أن هناك أملاً في استرجاع إحدى المؤسسات لعافيتها للبدء بإخراج الإنسان العادي مــــن اليأس الذي يعيشه؟ إن أية متابعة جديًّة للمسرح الفكري العالمي تشير إلى أن الأمل في أن تبادر الإنسانية لإنقاذ نفسها من ورطتها الحالية يضعف يوماً بعد يوم. وعلينا أن لا ننسى أن العالم لم يفق بعد من الصّدمة التي عاناها من جرّاء خذلانه من قبل مشروع الأنوار الأوروبي. فشعار الأخوة الإنسانية دمّره الاستعمار الغربي، وشعار الحرية فضحته النازية والفاشستية، وشعار المساواة تفضحه يومياً العولمية الاقتصادية التي زادت فقراء العالم فقراً وأغنياء العالم غنى. أما شعارا العقلانية والتقدم فقد عرّت عورتهما حركة ما بعد الحداثة. وفي أرضنا العربية لا حاجة للتذكير بما حلّ بصفاء وعدالة وثورية الإسلام من تشويه وضياع على أيدي الجهل والاستبداد والانتهازية. وكان الناس يعتقدون بأن روحانيات الشرق الأقصى تحمل بعض الأمل ولكنّها تتساقط اليوم أمام الرأسمالية المتوحّشة العولمية التي تنتشر في بلدانه كانتشار النار فــي الهشيم.
يظهر أنه كتب على الإنسانية أن تعيش حلقات النهوض والسقوط المتتالية، والسؤال متى سيبدأ النهوض من جديد؟
د. علي محمد فخرو
2010-10-20
يا ليت الروائي الجزائري ـ الفرنسي ألبير كامو يبعث من موته من جديد ليرى كيف أن ظاهرة سقوط بطل روايته الشهيرة 'السقوط' باتت سمة العصر العولمي الذي نعيش، وأنها ما عادت ظاهرة مقتصرة على بعض الأفراد وإنًّما امتدَّت لتشمل الكثير من المؤسسات العتيدة. فالمنظر المفجع للتهاوي الأخلاقي والقيمي لأشهر المؤسسات أصبح مثل قطع لعبة الدومينو التي تتساقط الواحدة تلو الأخرى. البشرية الآن تطرح على نفسها هذا السؤال: هل بقيت مؤسسة في عصرنا لم يشملها السقوط الأخلاقي والقيمي بعد؟ والجواب مفجع كما سنرى.
لقد اعتقد الإنسان بأن المؤسسة التشريعية الديموقراطية، كونها ممثٍّلة للناس ومعتمدة على رضاهم، ستكون في منأى عن خيانة الأسس القيمية التي قامت عليها وجاءت لتحميها، لكنّه شاهد قمّة سقوطها المدوّي عندما عاونت أعرق مؤسستين ديمقراطيتين في العالم، الانكليزية والأمريكية، حكومتي بلديهما لتمارسا الكذب والخداع والبلطجة من أجل احتلال العراق للاستيلاء على ثروته البترولية ولتمزيقه خدمة للمصالح الصهيونية.
لقد وضع الإنسان ثقته في قلب المؤسسات المالية، البنوك، لتكشف له الانهيارات البنكية، التي رافقت انهيارات مؤسسات الاستثمار والعقار إبّان الأزمة المالية الاقتصادية ـ العولمية الأخيرة، مدى الفساد والجشع والتلاعب الذي ينخر عظام مؤسسات المال.
لقد خدع الإنسان بشعارات المؤسسة الرياضية القائلة بأهمية المنافسة الشريفة بين اللاعبين ليفاجأ يومياَ بأخبار المئات من فضائح أخذ الأدوية المنشّطة، وفضائح الرشاوى للاعبين وللأندية لتغيير نتائج المباريات، وصفقات بيع وشراء اللاعبين في مزادات علنيّة مبتذلة.
لقد خيٍل للناس أن المؤسسة الدينية ستكون أكثر طهراً وعفّة من غيرها من المؤسسات المجتمعية ليصدموا بالمآسي الأخلاقية والجنسية التي طالت أطفالاً أبرياء على يد قساوسة الكنائس، أو ليفاجأ بتكالب رجالات وعلماء الدين للدخول في المعارك السياسية على أسس طائفية بغيضة أو على أسس خدمة هذه الحكومة أو ذاك الدكتاتور أو تلك المنظّمات الأمنية الاستعمارية.
وبعد الحرب العالمية الثانية تراءى للإنسان بأن المؤسسات الدولية ستكون عوناً له في محنه وأوجاعه في داخل بلدانه، وعلى الأخص مؤسسات هيئة الأمم المتحدة. واليوم يقف هذا الإنسان مشدوهاً تجاه السقوط المذهل لهذه المؤسسة أمام الدول الكبرى كما حدث بالنسبة لاجتياح العراق أو كما حدث ويحدث من ضعف الهيئة بالنسبة لحقوق الشعب العربي في فلسطين المحتلّة، أو كما يحدث اليوم بالنسبة لتمثيلية المحكمة الدولية بشأن مقتل المرحوم رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري.
ولا حاجة للدخول في ألوف التفاصيل للفساد المالي والذّممي والأخلاقي والانتهازي الذي طال المؤسسة الحكومية التنفيذية أو القضائية أو الأمنية أو العسكرية أو الصناعية من مثل صناعة الأدوية والتبغ والسيارات والأغذية أو الفنيّة أو الإعلامية الخ. فكلُّها تشير إلى تجذُّر وانتشار وقبول عاهات الفساد والغشّ وخيانة الذمّة، واعتبار كل القيم والفضائل أمراً نسبياً قابلاً للأخذ والعطاء والتبرير، والقدرة الفائقة على إسكات صوت الضمير، والانغماس الهستيري في كل صنوف البربرية الاجتماعية.
السؤال الثاني الذي يجب أن يطرح نفسه هو: هل أننا أمام طريق مسدود لا يمكن اجتيازه، وبالتالي العودة إلى ما طرحه فلاسفة الوجودية، كردّ فعل لأهوال وفظائع الحرب العالمية الثانية، من عبثية هذا الوجود الإنساني، أم أن هناك أملاً في استرجاع إحدى المؤسسات لعافيتها للبدء بإخراج الإنسان العادي مــــن اليأس الذي يعيشه؟ إن أية متابعة جديًّة للمسرح الفكري العالمي تشير إلى أن الأمل في أن تبادر الإنسانية لإنقاذ نفسها من ورطتها الحالية يضعف يوماً بعد يوم. وعلينا أن لا ننسى أن العالم لم يفق بعد من الصّدمة التي عاناها من جرّاء خذلانه من قبل مشروع الأنوار الأوروبي. فشعار الأخوة الإنسانية دمّره الاستعمار الغربي، وشعار الحرية فضحته النازية والفاشستية، وشعار المساواة تفضحه يومياً العولمية الاقتصادية التي زادت فقراء العالم فقراً وأغنياء العالم غنى. أما شعارا العقلانية والتقدم فقد عرّت عورتهما حركة ما بعد الحداثة. وفي أرضنا العربية لا حاجة للتذكير بما حلّ بصفاء وعدالة وثورية الإسلام من تشويه وضياع على أيدي الجهل والاستبداد والانتهازية. وكان الناس يعتقدون بأن روحانيات الشرق الأقصى تحمل بعض الأمل ولكنّها تتساقط اليوم أمام الرأسمالية المتوحّشة العولمية التي تنتشر في بلدانه كانتشار النار فــي الهشيم.
يظهر أنه كتب على الإنسانية أن تعيش حلقات النهوض والسقوط المتتالية، والسؤال متى سيبدأ النهوض من جديد؟
ابن الباديه- لواء
-
عدد المشاركات : 1788
العمر : 59
رقم العضوية : 648
قوة التقييم : 34
تاريخ التسجيل : 24/10/2009
رد: مقالة تستحق القراءة
مشكورعلى هذا النقل الرائع والهادف
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: مقالة تستحق القراءة
إن سقوط الإنسانية في معارك الحياة سمة كانت ثم مضت قبل ظهور الإسلام , أما الآن فمن سقط فلا يلوم إلا نفسه لأنه ترك حبل النجاة الذي ظهر لكل الناس منذ بداية الدعوة الإسلامية , فمن تمسك به نجا في الدنيا والاخرة ومن تركه تركه الله لنفسه .. هذا صلب الموضوع في رأيي .
اشكرك , فالموضوع قيم وذو نكهة علاجية لسقوط الإنسانية في متاهات الحاية العصرية التي هي اقرب إلى العصر الجاهلي .. تقبل تحياتي
اشكرك , فالموضوع قيم وذو نكهة علاجية لسقوط الإنسانية في متاهات الحاية العصرية التي هي اقرب إلى العصر الجاهلي .. تقبل تحياتي
ولد الجبل- مشير
-
عدد المشاركات : 7030
العمر : 80
رقم العضوية : 2254
قوة التقييم : 133
تاريخ التسجيل : 05/07/2010
رد: مقالة تستحق القراءة
طرح يستحق الاطلاع حقيقتا وهذه هى سمة الحياه مابين السقوط والنهوض فى مستنقعات الحياه............مشكور ابن الباديه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 57
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
جلنار- مستشار
-
عدد المشاركات : 19334
العمر : 35
رقم العضوية : 349
قوة التقييم : 28
تاريخ التسجيل : 19/07/2009
رد: مقالة تستحق القراءة
موضوع جيد ومميز يستحق الاطلاع والوقوف عندة ..شكراً للمجهودات
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» ماليزبا ..كيف كانت وكيف أصبحت ... مقالة تستحق القراءه
» عبارات تستحق القراءة!!
» عبارات رائعة تستحق القراءة
» قصة وعبرة تستحق القراءة
» كلمات تستحق القراءة
» عبارات تستحق القراءة!!
» عبارات رائعة تستحق القراءة
» قصة وعبرة تستحق القراءة
» كلمات تستحق القراءة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-04-25, 10:39 am من طرف STAR
» واتساب تختبر ميزة جديدة لنقل الملفات ومشاركتها دون اتصال بالإنترنت
2024-04-25, 10:36 am من طرف STAR
» تشافي يتراجع عن قراره!
2024-04-25, 10:36 am من طرف STAR
» ماسك الأفوكادو والموز للشعر.. كنز غني بالفيتامينات والعناصر الغذائية
2024-04-25, 10:35 am من طرف STAR
» شرائح اللحم مع صوص المستردة
2024-04-25, 10:34 am من طرف STAR
» مباريات اليوم الاربعاء 24/4/2024 وقنوات الناقلة
2024-04-24, 10:16 am من طرف STAR
» قائمة بأغلى الدول للإقامة في أوروبا... تعرفوا إليها
2024-04-24, 10:13 am من طرف STAR
» عصر جديد .. بتقنية QPower شيري تتواجد في معرض بكين الدولي للسيارات
2024-04-24, 10:13 am من طرف STAR
» يحارب البكتيريا والحساسية والسرطان.. بالأبحاث العلمية زيت مذهل يحميك من الأمراض
2024-04-24, 10:12 am من طرف STAR
» دون اتصال بالإنترنت | واتساب تختبر ميزة جديدة.. فما هي؟
2024-04-24, 10:11 am من طرف STAR
» نصف العدد بالقاهرة .. مصر الثانية إفريقيًا في عدد الأثرياء
2024-04-24, 10:11 am من طرف STAR
» دجاج بالبطاطس والصلصة
2024-04-24, 10:09 am من طرف STAR
» مباريات اليوم الثلاثاء 23/4/2024 وقنوات الناقلة
2024-04-23, 6:28 pm من طرف STAR
» سيدة روسية تثير دهشة الأطباء بعدما أنجبت للمرة الثالثة طفلا بـ12 إصبعا في قدميه
2024-04-23, 6:26 pm من طرف STAR
» أربعة أخطاء رئيسية منك تتسبب في تعطل سيارتك.. كن حذراً ولا تهملها
2024-04-23, 6:25 pm من طرف STAR