اللقاء الذي طال انتظاره (الربع دينار) يتحدث عن نفسه

اسمي ( ربعُ دينارٍ )

اتحدث عن نفسي هنا واظن انها ستكون المرة الاخيرة

لان نهايتي اقتربت كورقة نقدية ..

ولن اصبح ذا هيبة اوضع في اول الرزمه النقدية قبل النصف والدينار والخمسه والعشرة


لكن يبدو ان لامكان لي في ظل وجود منافسين من الوزن الثقيل الذين ظهرو فجأة كورقة الخمسين

دينار التي لها احترامها ..

ويبدو ان الربع الجديد (الحديدي او النحاسي) سيحل محلي

وانا ساحال على التقاعد كالربع الاحمر والسابقون من قبلي


حاول اصحابي والذين يزالون يؤمنون بي الزج بي كجندي شجاع في الصفوف الامامية لكن للاسف


كنت ارجع ذليلا لان الرد كان قاسيا من ناس اعتادو على احترامي سابقا


كانو يقولون بكل برود ( معاش يمشي الربع هذا) .. يالسخرية القدر

كنت اطمأن نفسي واقول يوما ما ساصبح معشوقا لهواة جمع العملات النادرة

لكن هل فعلا لن ارى الدنيا والشوارع

هل فعلا لن اصاحب اصحاب الدخل المحدود الذين كانو يعرفون قيمتي

هل فعلا لن اجد مكاني في نهاية جيب البنطلون

كنت دائما اجلس في ذلك الجيب وحيدا وصاحبي مطمأن لوجودي لاني ورقته الاخيرة ويقدسها

كم ساهمت في اعمال الخير فكنت اول من يهون عليه صاحبه عند اعطائي كصدقة

صحيح انني ممرت بفترة انحراف لاني كنت اساعد المراهقين على التدخين .. كان سعري يحضر لهم

سيجارتين تساعدهم على تعلم التدخين

كنت معشوق البنات لانني من يحضر لهم العلكة (اللبان) لتسليهم وقت فراغهم

لكنني الان اقبع في هذا الجيب ولا اعرف ما افعل

(فاصل اعلاني ونعود)

(بعد الفاصل)
.. أُقيم في جيبِ هذا الموظف منذ أسبوعٍ تقريبًا ،

مع بعض الأصدقاء .. أما الآن ، ومنذ أربعةِ أيامٍ ، أنا وحيدٌ بعدما انفقَ صاحبي آخِرَ

أصدقـائي .

لا أخفيكم سرًا ، بأنِّي مرتاحٌ في سكنيَ الجديد ؛ فلأولِ مرةٍ أشعر بالاستقرار في

جيبٍ واحدٍ .. كما أني بدأتُ أحبُ صاحبَ الجيبِ ؛ إنه يحترمني كثيرًا .. كل ليلةٍ يُقبِّلُني

ويلامسني جبهتَهُ ، ويتأكدُ من وجودي في الجيب دائمًا ...

يُشعرني بقيمتي ...



لا أذكرُ الكثيرَ عن بدايتي .. ما أذكرهُ أني سكنتُ في محفظةٍ جلديةٍ ممتلئةٍ بالسُّكان ،

كنت أشعر بالاختناق فيها ؛ فأنا لا أحب الزحام والضوضاء .

كم شعرتُ بالإهانة عندما دفعني صاحبُ المحفظةِ ( بقشيشاً ) لعامل محطة الوقود ،

بعد أن صرَّح بأن وجود ( الأرباع ) يُرْبِكُه ، كأني – أنا – من أَثْقَلَ جيبه المنتفخ !

فتح العامل طَيَّاتِي ، وفَرَكَنِي بأصابعه ، ثم جمعني مع زمرةٍ من الرفاق جُلُّهُم من

الكادحين .. فهذا نصفُ دينارٍ ممزقٍ ، وهذا دينارٌ معتوهٌ مكتوبٌ عليه بخطٍّ رديءٍ

( الناجي الباكو ) ، لا أعرف لهذه العبارة معنىً ..! لكنِّي ، ولحسن الحظ ،

لم أمكث الكثير في المحطـة ؛ أعطـاني العـاملُ ( فكةً ) لأحـد الزبـائن ..

مـع أني ( بقشيشٌ ..! ) .

على أية حالٍ ... لم أمكث الكثير في سكنيَ الجديد أيضًا ؛ مالكي الكريم تصدَّقَ بي

على شحاذةٍ تقف عند إشارةِ المرورِ .. كم أساءت تلك العجوزُ الخَرِفَةُ معاملتي

( عجَّنتني ) حتى انقطعت أنفاسي ، ووضعتني في جيبها الفائحِ برائحةِ البَخورِ وزيوتِ

العجائز .. وسترَ اللهُ بأن وَجَدْتُ ثَقْبًا في جيبها .. أغراني خيطُ الضوءِ المتسرب خِلالَهُ ..

لم أتمالك نفسي ، فقفزت من الجيب واقعًا على الأرضِ .. كم كانت فرحتي عَارِمَةً ،

عندما تنفست هواءً نقيًا .



لكني .. سَرْعان ما شعرتُ بالخوفِ من المجهولِ ، عندما انتشلني هذا الموظف ..

تضايقت كثيرًا عندما داس عليَّ ، متظاهرًا بربطِ خيطِ حذائهِ ، والتقطني ، بعد أن تأكَّد

ألا أحد يُراقبه .. استهجنتُ نذالةَ تصرفِهِ .. لكنِّي سَرْعان ما غيَّرت نظرتي فيه

( فالذي لا يعرفك .. يجهلك ) ، اتضحَ لي أنَّه صاحبُ عشرةٍ ؛ فقد أحسنَ رفقتي .



اسمحوا ليَ الآن ..؛ توقَّفَتِ الحافلةُ التي نركبُها .. صاحبي يتأهبُ للنـزولِ . وبما أن

السائقَ لا يُوصِلُ الركابَ لمجردِ ( رحمةِ الوالدين ) ، وبما أني وحيدٌ في الجيبِ ..

فأستودعكم الله !. فإني سانتقلُ إلى سكنٍ جديدٍ على ما يبدو


النهـــــــــــــــــــــاية


..... قبل الفاصل تاليف (محمد المرتجع) .. وبعد الفاصل تاليف (حسام الثني)

مشكووووووووووووووور اخى محمد على هذا الكلام الواقعى الذى اشبة بسيناريو او مقطع من قصة درامية

بينما هو واقع وحقيقة 100%

مشكور محمد على طرح هذا الموضوع

مشكور يا ستار على ردك

وشكرا للاخت شمس المنتدى على مرورها الكريم

نهاية حزينة ؟لأكثر العملات شيوعا ، لم يرتاح عاش كثيرا في المخابز وفي حافلات الأجرة وفي أيدى الأطفال لم يعرف الإستقرار يوما كباقي العملات التي رأت دلال مثل الخمسة والعشرة وهي أكثر إستقرارا ......


شكرا يا بوحميد على القصة الرائعة

لك شكري

تسيت 5 فردات خبزة

حبة مسك - زهرة اللوتس - ياسين الرفادي

مشكورين على مروركم الرائع

خسارة الانتر من توتنهام 3/1 ......... تقبل تحياتى

كانت رحلة الربع شاقة ومتعبة كرحلة الموظف البسيط الذي يجري وراءه ويرى فيه قوت يومه , ولكنه رحل كغيره ولكنه ترك ذريته الخمس والعشرة قروش , واللي خلف ما مات ..!!
اشكرك علي هذا السناريو الذي يحتاج إلى مخرج ليظهره عملا سينمائيا جميلا ..... تقبل تحياتي

شكرا لولد الجبل على المرور والتعليق