رئيس تحرير ناشيونال جيوغرافيك: "الإخوان" الإماراتيون استغلوا

قال رئيس تحرير الطبعة العربية من مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" الكاتب الإماراتي محمد الحمادي إن جيلاً من شباب الإمارات تعرض للخداع من قبل تنظيم الإخوان المسلمين الإمارتي، مؤكداً أن التنظيم استغل المدارس والمناشط اللاصفية واتحاد طلبة الإمارات لتنفيذ أجندته.

وقال الحمادي إنه شخصياً واحد من جيل وقع ضحية لاستغلالهم، وتورط في فترة كانوا فيها قادرين على التأثير وتجنيد الكوادر تحت شعار حب الوطن.
تنظيم الإخوان المسلمين

وكشف الحمادي، وهو صاحب عمود أسبوعي في جريدة "الاتحاد" الإماراتية، عن سبب إيقافه عن الكتابة عام 2002، وقال: كنت عضواً نشطاً في اللجنة الإعلامية التابعة لاتحاد طلبة الإمارات في التسعينات، واتحاد الطلبة كان ومازال يهيمن عليه الإخوان المسلمون.

وأوضح الحمادي أن الحكومة تنبهت لخطر التنظيم، وقال: إن الإخوان المسلمين كانوا يعملون على تطعيم الشباب الذين لا يتجاوزون السابعة عشرة بأفكار تجعلهم جاهزين لإعطاء بيعة الولاء للمرشد العام للتنظيم.

وأكد الحمادي أن هدف الجماعة غير المعلن هو الوصول إلى السلطة، لافتاً إلى أن الحكومة لم يحدث منها أي تقصير في حق أعضاء الجماعة رغم أخطائهم حسب قوله. وقال إن الجماعة لا تعترف بأجندتها الخفية بالوصول إلى السلطة، ولأنني كاتب عارف بخفايا الأمور، فأنا لا أسمح أن يعمل أحد على الإضرار بأمن بلدي.

ولفت الحمادي إلى أن قيام أعضاء من الإخوان الإماراتيين بجمع أموال من الناس باسم أيتام غزة والمحتاجين من أهلها، ثم تسليمها لتنظيم الإخوان في مصر هو جريمة في حق الوطن وخداع للمواطنين وتصرف شائن، موضحاً أن هناك تنظيماً سرياً للجماعة، ولكن الإمارات لا تسمح بتشكيل أحزاب أو تنظيمات.
مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية

وحول صدور العدد الأول من الطبعة العربية لمجلة "ناشيونال جيوغرافيك" التي تصدر من شركة أبوظبي للإعلام، قال الحمادي إن البداية ستقتصر على ترجمة المادة العلمية، لأن الهدف هو تعويد القارئ والصحافيين العرب على طريقة المجلة العريقة، وبعدها سوف تنشر المجلة تقارير من المنطقة العربية.

وأشار الحمادي إلى أن بعض تقارير المجلة تلامس مسائل حساسة سياسياً ودينياً يصعب قبولها عربياً، مثل تسمية الخليج العربي بالفارسي وهو الذي اعتمدته خرائط الناشيونال جيوغرافيك، وكذلك الموقف من إسرائيل.

وقال "توصلنا إلى اتفاق مع الجمعية الناشرة بعد مفاوضات"، مؤكداً أن مواد المجلة ستنشر مترجمة من دون التصرف فيها أو إعادة تحريرها.

وعلى غرار قناة ناشيونال جيوغرافيك العربية التي تبث من العاصمة الإماراتية أبوظبي قال الحمادي إن المجلة سيكون لها دور اجتماعي وثقافي وعلمي، وقد بدأنا اتصالاتنا مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، للعمل على مشروع لنشر الثقافة العلمية عند الأطفال العرب، ولكن البدء به سيكون بعد سنة.

ونشر محمد الحمادي مقالة في عام 2001، تمتدح الداعية المصري عمرو خالد وتصفه بالداعية الحقيقي على عكس علماء الدين التقليديين الذين فشلو في الوصول إلى شرائح المجتمع المختلفة، لكن الحمادي اليوم يرى أن الداعية اليوم ليس هو من كتب عنه قبل تسع سنوات، وقال: إن عمرو خالد تحول إلى ظاهرة تجارية.

وحذر الحمادي من استغلال جماعات الإسلام السياسي لتدين الناس الشعبي، وأكد أن الحكومات مطالبة أحياناً بالتدخل لحماية الأفراد والوقوف دون الانفلات، مشيراً إلى أن الفضائيات الدينية نشرت مفهوماً وممارسة للتدين مختلفين عما عرفته مجتمعات في عهدها القريب.

وحول تاريخ الإمارات قبل قيام دولة الإمارات قال الحمادي إن هناك فجوة في معرفة تاريخ البلاد قبل قيام الاتحاد 1971، وقال لقد طالبت بكتاب مدرسي رسمي، فالأجيال يجب أن تعرف تاريخ بلدها القديم قبل الإسلام وبعده وقبيل نشوء الدولة.

وكشف أن الإماراتيين قبل الإسلام كانوا يعبدون القمر، وأن الكشوفات والحفريات أكدت قيام مجتمعات متحضرة في التاريخ السحيق في المنطقة.
ديمقراطية الإمارات

وأصدر الحمادي عام 2008 كتاباً بعنوان (ديمقراطية الإمارات)، تضمن 34 مقالة. وفي حديثه لإضاءات قال الحمادي إن مقالاتي ليست إلا مطالبات بوجود تمثيل أكبر للشعب في المجلس الوطني، مشيراً إلى أن بعض زملائه الكتاب لاموه على ملامسته للخطوط الحمراء، وقال إنني أطالب بانتخابات لكامل أعضاء الاتحاد، ورفع عدد الأعضاء إلى ثمانين عضواً.

وقال الحمادي إن الصحافة الإماراتية تمر بمرحلة رمادية، وهي حالة عامة تعيشها الصحافة العربية باستثناء الصحافة السعودية التي تعيش انفتاحاً بشكل ملحوظ، مؤكداً أن القانون الجديد للإعلام في الإمارات فضفاض ولا يلبي طموحات الصحافيين، وقال: إذا خُيِّرنا فسنختار القانون السابق لأنه أقل ضرراً.