كوشنير: المحكمة قرار دولي ولبنان لا يقرر..

بيروت - نبيه البرجي
لم يستطع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير اخفاء توتره بسبب تمنع رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تحديد موعد له، فكان رده على سؤال أن بري «ليس هنا وقد التقيت شقيقه (أمس الأول)، ولطالما كانت الصداقة تربطنا منذ زمن كالشمس المشرقة، ولكن لا أعرف ما الذي أعمى العيون اليوم».
وبدا أن بري غادر الى منزله في المصيلح (جنوباً) مستاء لكون الرئيس نيكولا ساركوزي لم يتبنَّ أيا من طروحاته التي عرضها أمامه منذ عشرة أيام حول مقاربة القرار الظني.
وهذا ما عاد وأكده وزير الصحة محمد جواد خليفة الذي أشار الى أنه لا شيء جديداً يستدعي اللقاء، فيما عبرت أوساط بري عن خيبتها لأن باريس عادت وتماهت مع موقف واشنطن في ما يتعلق بالمحكمة الدولية.

سليمان وصفير
وكان كوشنير قد التقى الرئيس ميشال سليمان ناقلاً اليه رسالة دعم فرنسية. كما التقى البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ليصف من هناك الوضع بــ«المتشنج بعض الشيء»، مشدداً على الدعم الفرنسي للمحكمة الدولية.
ولفت الى أنه أثار مع صفير «الوضع الخطير لمسيحيي الشرق، خصوصاً بعد مجزرة الكنيسة في العراق»، معتبراً «أن المسيحيين ليسوا وحدهم في خطر، لا بل ان التوتر الحقيقي القائم بين السنة والشيعة في المنطقة التي يعصف بها الصراع العربي - الاسرائيلي، وعملية السلام التي تعثرت، كل هذا يجعل الوضع صعباً».
واستغرب كوشنير الجدل حول المحكمة بعدما ولدت بقرار دولي.

لغز عدم استقباله
وكما في بكركي، كذلك اثيرت مسألة عدم استقباله من قبل بري، وايضا في الخارجية حيث تحادث مع الوزير علي الشامي، رافضاً ما تردد عن أن بري رفض استقباله، قائلاً ان هذا الأخير ليس في لبنان.
وحين قيل له انه في منزله في المصيلح، والمصيلح في لبنان، أجاب «لو كان في لبنان لكنت طلبت لقاءه».
والطريف أن الوزير الفرنسي دعا الاعلاميين الى عدم قراءة الصحف أو تصديق ما تردده وسائل الاعلام.

مع حزب الله
ومساء أمس، التقى كوشنير مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله عمار الموسوي، الذي انتقد بعض التصريحات الفرنسية، وجاء في بيان للحزب أن الموسوي أكد أن الحزب «كان أكبر المتضررين من الجريمة، خصوصاً أن التداعيات شكلت نوعاً من الحصار للمقاومة». وتابع «أن مسار التحقيق تعرض لانتهاكات خطيرة أخرجته عن مهنيته وموضوعيته».
وقبيل مغادرة لبنان اعلن كوشنير ان «اي قرار لبناني بشأن المحكمة مستحيل، فقد اصبحت قرارا دوليا.. وان المعاقبة على الجريمة (اغتيال الحريري) امر رئيسي، والدولة ستخرج اقوى عبر تحقيق العدالة».

مشكور على ماقدمت