طرد عائلة من منزلها بأمر إداري

طرد عائلة من منزلها بأمر إداري

مريم العجيلي

2010/11/12


جاء في الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان في ليبيا:

• أبناء المجتمع الجماهيري أحرار وقت السلم في التنقل والإقامة.
• أبناء المجتمع الجماهيري أحرار من الإيجار، فالبيت لساكنه، وللبيت حرمة مقدسة، على أن تراعي حقوق الجيران (الجار ذي القربى والجار الجنب) ولا يستخدم المسكن فيما يضر بالمجتمع.

المبدأ الأول يشير إلى إن أبناء المجتمع الجماهيري لهم كامل الحرية في التنقل والإقامة فهل هذا مايحدث لأبناء هذا المجتمع؟ والمبدأ الثاني أعطى لليبيين حرمة مقدسة للبيت.

فهل هذا ما يحدث لأبناء هذا المجتمع الجماهيري؟.
يوم الإثنين ..

ذهبت يوم الإثنين الماضي الموافق 9/11/2010 إلى منزل عائلة جاءها أمر بإخلاء الشقة الكائنة بعمارة الضمان في شارع عمر المختار مقابل مصرف الوحدة.

إلتقيت بالعائلة صاحبة هذه الشقة وتحدثت مع صابرين، فقالت: "نحن لا نمانع من الخروج من العمارة، ولكن شرط توفر بديل مناسب، فهذه الشقة كما ترينها بها ثمان غرف ونحن ثلاث عائلات نقطن بها، أخي ياسر وأسرته، وأخي نبيل وأسرته، وبقية الإخوة والأخوات".

وعن سبب رفض البيت البديل تقول صابرين: تم توفير شقة لنا في بيت مكون من طابقين، تقطن احد الطابقين عائلة معروفة ببيع الخمور والمتاجرة بالمخدرات والكل يعرف ان هذه العائلة لا أحد يرغب بالسكن معها، فأحد ابنائها منذ ايام القى والدته من الشرفة فكيف نجاورهم ونسكن معهم؟.

هذا ما طلبناه، فلم نطلب المستحيل، نحن لا نريد ثلاث شقق، مع أن هذا هو المفترض توفيره لنا، بل نريد بيتا آمنا، لا تجورنا فيه مثل هذه العائلة، فنحن فتيات ولا نستطيع العيش مع جيران من هذا النوع.

أمر الإخلاء كان إداري ..

قالت صابرين أن أمر الإخلاء الذي احضره رجال الأمن معهم، أمر إداري، أي ليس أمر من النيابة، فالأمر الإداري عبارة عن أمر صدر من الإدارة ولم يعتمد من قبل المحكمة أو لجنة مختصة، وبالتالي لن نخرج من البيت.
يوم الخميس مساء ..

ذهبت إلى شارع عمر المختار، ووقفت أمام العمارة، ووجدت العائلة تفترش الأرض، بعد أن تم إخراجها بالقوة والسلاح.

إلتقيت بالإين الأكبر ياسر، وهو متزوج، ولديه أطفال، ويسكن مع والدته في نفس الشقة.

يقول ياسر بأنهم تفاجؤوا في الصباح بعدد من الرجال المسلحين من شرطة مركز المدينة، وفور فتح الباب، تم إعتقال ياسر وأخيه نبيل، ومعهم أختهم صابرين، وتم حجزهم داخل المركز، ثم قام رجال الشرطة بإخلاء المنزل بالكامل.

وتؤكد صابرين كلام أخيها ياسر، وتقول بأنهم أخلوا المنزل في لحظات وبشكل غريب، حيث أحضروا معهم مجموعة من العمال المصريين، وبعض السيارات المخصصة للنقل (داينات) ومجموعة من علب الكرتون، وقاموا بإفراغ المنزل في غضون دقائق على حد قولها.

مشردون في الشارع ..

وتكمل صابرين قائلة: "لا نعلم أين هي مقتنيات البيت الآن، مع العلم بأن أموالنا وبعض الذهب من ضمن الأشياء التي تم أخذها ونحن الآن في الشارع كما ترين، واليوم خميس وغدا الجمعة والسبت عطلة رسمية، فماذا سنفعل، وأبناء إخوتي وأخواتي في الشارع. فهل أصبحنا مشردين؟!". وتؤكد بأنهم لا يزالوا ممتنعين جدا عن سكنهم في ذاك البيت البديل لشقتهم.

ويجدر ذكر أنه تم بناء جدار من الطوب والإسمنت بدل الباب الرئيسي للعمارة، لمنع العائلة من الدخول.

أخيرا ..

عائلة تقطن الشارع، وأفراد من الشرطة ينامون بجانبهم على بعد خطوات معدودة، خوفا من كسر الجدار والعودة للمنزل!! والأطفال يلتحفون الليل، وينظرون للكاميرا بإبتسامة، والأم تحتضن عكازها، والأخوة لا حول لهم ولا قوة.