مسؤول أمني يكذب مانشر حول وجود عصابة تخطف لسرقة الأعضاء

اطلعت صباح اليوم عن التوضيح الذي صدر عن مدير إدارة الإعلام الأمني باللجنة الشعبية العامة للأمن العام حول ما قيل عن وجود عصابة تسرق أعضاء بشرية ، وقد وصف تلك الأخبار التي نشرتها أويا وبعض المواقع في الخارج بأنها "شائعات أثارت الشكوك في نفوس الكثيرين" ، ويمكن تلخيص ما حصل في التالي:

ـ يوم 14 اكتوبر 2010 خرج أحد شباب منطقة سوق الجمعة من بيته ولم يعد طوال الليل ، وبعد البحث عنه لدى الأقارب وفي المستشفيات ومراكز الشرطة تبين أنه مختطف أو مختف أو حصل له مكروه. وتبين أنه متعود على الغياب وقد سبق له أن ترك منزل اسرته في السابق

ـ يوم 15 اكتور قام عم الشاب المدعو امحمد أحمد إبراهيم المقريف (من مواليد 72) بتحرير محضر في مركز شرطة سوق الجمعة بشأن فقدان ابن أخيه. وفي نفس اليوم قامت الشرطة باتخاذ الإجراءات اللازمة من إصدار تعميم لبقية المراكز وللجهات المختصة متضمنا أوصاف المفقود لغرض البحث عنه ومعرفة مصيره.

ـ الحكاية التي فبركها الشاب أمام أقربائه أنه خرج من منزل أسرته بسبب تعرضه لسوء معاملته من قبل أهله وأنه خرج رفقة شخص صديق له وبقي معه بمزرعته بمنطقة غوط الرمان طيلة فترة غيابه. وعندما سئل عن صديقه الذي كان برفقته قال أنه غادر طرابلس إلى تونس!!

ـ عاد الشاب إلى منزله بعد اسبوع من اختفائه وقام عمه يوم 23 اكتوبر 2010 بالإبلاغ عن عودته للبيت سالما. وذكر للشرطة بعد عودته أن سبب مغادرته منزل ذويه لأجل الذهاب إلى شخص صديق ويرغب في المبيت لديه بمنزله.

ـ عند التحقيق مع الصديق الذي أشار إليه من قبل الشرطة، ذكر أنه يعرف هذا الشخص (المفقود) وهو صديق شقيقه لكنه لا تربطه أية علاقة وأنه لم يسبق له أن قام بزيارته ولا يعلم بواقعة فقدانه.

ـ ذكر الشاب للشرطة بأنه أثناء بقائه وعندما قرر العودة إلى منزله طلب من صاحب المزرعة شريطاً لاصقاً وكذلك إبرة طبية وقام بوضع الشريط اللاصق ناحية جنبه الأيمن وقام بوخز ذراعه الأيمن بواسطة إبرة (كما أكد مأمور الضبط مشاهدته لهذه الآثار من خلال معاينته).

ـ ذكر الشاب أيضا أنه قام بالذهاب إلى محطة الوقود بغوط الرمان واتصل هاتفياً بأحد أقاربه وأخبره بمكان وجوده وعندما حضر إليه أقاربه واستفسروا منه عن سبب غيابه وأين اختفى، أخبرهم الرواية المفبركة التالية: قال أنه بعد خروجه من منزل أسرته و أثناء سيره على الأقدام ناحية طريق 11 يونيو تفاجأ بوقوف سيارة نوع هونداي موديل حديث على متنها شخصان قاما بإرغامه على الصعود على متن السيارة وذهبا به إلى مزرعة لم يستطع معرفة مكانها ولا تحديد وصفها ، وذكر أنه قد تم وضعه بداخل حجرة وأنه قد قام الشخصان بأخذ عينة من دمه وإقفال الحجرة عليه وأنه كان يسمع أصوات أطفال ، وفي اليوم السادس من وجوده بذلك المكان تمكن من الفرار واتجه إلى أقرب مكان من المزرعة وهي محطة وقود بمنطقة غوط الرمان واتصل بأحد أقاربه وأخبره بمكان وجوده.

ـ ذكر للشرطة أنه لا يستطيع التعرف علي الذين اختطفوه لأن وجوههم مغطاة بقطعة قماش ولا يتحدثون اللغة العربية ، وذكر كذلك أن الأشخاص الخاطفين كانوا ينوون استئصال إحدى كليتيه حيث قاموا بوضع شريط طبي لاصق ناحية جنبه الأيمن وتوجد بحوزتهم أجهزة طبية وشاشة تصوير و معدات طبية مختلفة.

ـ الخبر التي نشرته "أويا" وتناقلته مواقع المنارة وغيرها جاء فيه أن الشاب اختطف من قبل عصابة تتاجر في الأعضاء البشرية وأن العصابة اجرت عليه كشوفات طبية ولكنه استطاع الهرب بعد أن ترك أحدهم الباب مفتوحا!!

ـ أخذ الشاب من قبل ذويه إلى مستشفى طرابلس المركزي لإجراء فحوصات وتحاليل طبية بمستشفى طرابلس المركزي من قبل ذويه وبسؤاله عن صديقه الذي كان برفقته ذكر أنه قد غادر على جمهورية تونس.

ـ بعد الكشف عليه تبين أنه لم يتعرض لعملية جراحية وأنه لم يفقد أي جزء من أعضائه ولم يكن على جسده أي آثار تعذيب أو إصابات أو آثار لحقن طبية أو أثار تدخل جراحي.

ـ الخلاصة أن الشاب اعترف للشرطة أن الرواية التي ذكرها ليس لها أساس من الصحة وأن الحقيقة هي أنه كان مختبئاً في قطعة أرض تخص والده ( سانية) بسبب سوء معاملته بالمنزل وأن هناك تمييزاً في المعاملة ما بينه وبين شقيقه من قبل والده وأنه يتعرض لسوء المعاملة بالمنزل الأمر الذي جعله يقوم بترك المنزل وذكر أن رواية تعرضه للخطف ومحاولة الاعتداء عليه وسحب عينه من دمه ليست صحيحة وقد سردها لتبرير مغادرته وتركه للمنزل وأنه اختلق هذه الرواية من خلال مشاهدته للأفلام التي تتم عرضها عبر الفضائيات.

وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن هناك أنواع كثيرة من الأخبار التي تنشر في المواقع والتي قد تبنى على معلومات خاطئة ، فهناك الأخبار المسربة المضللة، وهناك الأخبار التي يصعب التأكد من صحتها بسبب غياب إمكانية التأكد من مصادرها أو الإتصال بهم، بالرغم من تاكيد جماعة الأمن على أنهم على استعداد للإجابة على أية استفسارات وهو من الأمور التي يصعب تصديقها، كما أن هناك أخبار هي أقرب للتصديق منها إلى التكذيب، ولكن المزعج في هذه القصة أنها لا تملك أية مقومات الواقعية في بلد مثل ليبيا، ولذلك من الصعب تصديقها مهما كان مصدرها وخاصة أن الكاتب الذي نشر الخبر هو من صحافي ليبيا الغد العاملين في صحيفة أويا .

لقد ذكرت بعض التفاصيل حول عدم امكانية حدوث الرواية المذكورة في تعليق على الحادثة عنونته بـ " بوادر انتشار جريمة "الإبتزاز" في الشارع الليبي ..الأثرياء الجدد سيدفعون الثمن" وذلك لأن إمكانية الاختطاف بهدف الابتزاز هي أقرب للواقعية من الإختطاف بهدف سرقة أعضاء الجسد، وهذا ما تؤكده بعض الحقائق ..

الشفافية ـ ليبيا / 17 نوفمبر 2010

مشكور علي التوضيح