تكنولوجيا زراعه الانسجه

تكنولوجيا زراعه الانسجه
مثل اختلاف البشر فان النباتات تتميزعن بعضها بصفات مثل اللون،المحصول،او مقاومه الافات. و قد ظل العلماء لسنوات عديده مهتمون بايجاد طرق تسمح بانتاج نباتات متماثله من النباتات ذات الصفات المتميزة .
و عاده ما تتكاثر النباتات بالبذور عن طريق التكاثر الجنسى ، حيث تلقح البويضات فى الزهور بواسطة حبوب اللقاح و كل من حبوب اللقاح و البويضات تحتوى على مواد وراثيه فى شكل حامض نووى DNA، و اثناء عمليه التكاثر الجنسى يتحد الحامض النووى من كلا الابوين ويؤدى ذلك الى انتاج نباتات جديدة قد تختلف عن الاباء .
و تمثل النباتات ذات الصفات غير المتوقعه هذه مشكله للمربيين حيث يستغرق مربى النباتات سنوات عديده للوصول الى نبات به صفات مرغوبه . و قد يعتقد البعض ان جميع النباتات تنمو من البذور، و لكن نجح العلماء فى الوصول الى طرق مختلفه للحصول على نسخ مطابقه من النباتات دون الحاجه الى بذور، و يتم ذلك من خلال تقنيه يطلق عليها زراعه الانسجه .
ما هى زراعه الانسجه ؟
زراعه الانسجه هى زراعه خلايا او انسجه او اعضاء نباتية فى بيئات صناعيه ذات عناصر غذائيه معينه بغرض الحصول على نبات كامل .
و زراعه الانسجه النباتيه هى تقنيه تطبق منذ حوالى ثلاثون عاما. فهى تعتبر تكنولوجيا هامه للبلاد الناميه لانتاج نباتات خاليه من الامراض
وعاليه الجوده ، كما تتميز بالانتاج السريع لنباتات متماثله تماما.

الاكثار الدقيق :
هو شكل من اشكال زراعه الانسجه يهدف الى الاكثار السريع للنباتات لزراعتها على نطاق واسع. و بهذه الطريقه يمكن ان تنتج الاف من النسخ المتماثلة من النباتات فى وقت قصير. و من الملاحظ ان النباتات المنتجه بالاكثار الدقيق تتميز بنمو اسرع و اقوى و اطول و تأخذ دوره انتاجيه اقصر
و تنتج محصول اعلى واكثر جودة من تلك المنتجه بطرق الزراعه التقليديه.
و تتميز تقنيات زراعه الانسجه النباتيه بانها غير معقده مما شجع الكثير من الدول الناميه على اتباعها . و تحتاج زراعه الانسجه الى مكان معقم و حضانات و صوبات و الى أيدى عامله مدربه، و لكنها للاسف تحتاج ايضا الى عماله مكثفةوفترات طويلة من الوقت والجهد وتكاليفها مرتفعة.
و من النباتات الهامه للدول الناميه و التى يتم اكثارها بواسطه زراعه الانسجه هى نخل الزيت، الموز، البلح، الباذنجان ، الجوجوبا،الاناناس، اشجار المطاط ، الكاسافا، و البطاطا و الطماطم . و تعتبر زراعه الانسجه النباتيه من اكثر تطبيقات التكنولوجيا الحيويه التقليديه فى قاره افريقيا.
استخدام تكنولوجيا زراعه الانسجه فى قاره اسيا
لقد ا دخلت بعض التعديلات على تكنولوجيا زراعه الانسجه لتلائم احتياجات انواع وهجن الاوركيد المعروف بنموها فى جنوب شرق اسيا . و تعتبر تجاره نباتات الزينه و زهور القطف فى كل من تايلاند و سنغافورا و ماليزيا ، مصدرآ رئيسيآ لجلب العمله الصعبه و زياده الدخل لصغار المزارعين.
ففى تايلاند مثلا تستخدم زراعه الانسجه للتغلب على مشكله النمو البطىء لنبات الاوركيد وتأثرة الشديد بالظروف البيئية. و مما هو جدير بالذكر ان تايلاند تحتل المركز الاول فى زراعه الانسجه من بين دول جنوب شرق اسيا،
حيث تنتج 50 مليون شتله فى السنه و يمثل الاوركيد الغالبيه العظمى منها و قد أدى ذلك الى ان تحتل تايلاند الصدارة على مستوى العالم فى تصدير الاوركيد .
تم تطوير تقنيه زراعه الانسجة باستخدام لبقمة النامية للاكثار السريع للموز فنجد ان الفلبين على سبيل المثال استخدمت هذه التقنيه للحصول على نباتات موز خاليه من الامراض الفيروسيهللحد من انتشارها مثل فيروس تورد القمه الناميه فى الموز BBTV و فيروس BBrMV حيث ان طرق الاكثار التقليدية بالخلفة تساعد على انتشار هذه الفيروسات.

فوائد تكنولوجيا زراعه الانسجه لصغار مزارعى الموز بكينيا
كينيا مثلها مثل معظم الدول الناميه التى تقع بالمناطق الاستوائيه و شبه الاستوائيه ، و يمثل محصول الموز فيها مصدرآ غذائيآ هام . و قد شهدت العشرون عاما الاخيره انخفاضآ ملحوظآ فى انتاجية الموز و ذلك بسبب تدهور التربه و اصابه مزارع الموز بالافات و الامراض. و قد تفاقمت هذه المشكلات بسبب استخدام خلفات مصابة و حامله للعدوى مما تسبب فى تهديد الامن الغذائى و فرص العمل و تأثير الدخل فى مناطق انتاج و زراعه الموز. و لهذا تعتبر تقنيات زراعه الانسجه الخيار الامثل لتوفير الكميات الكافية من نباتات الموز ذات الجودة المرتفعة. .
و بالاداره الحكيمه و رعايه حقول الموز تم الحد من خسائر المحصول الناتجه عن الافات و الامراض.
و الجدير بالذكر ان تكنولوجيا زراعه الانسجه ساعدت المزارعين فى توفير الاتى:
- كميات كبيره من نباتات الموز الخالية من الامراض والمبكرة فى النضج اى فى غضون من 12الى 16 شهر مقارنه بالموز المربى بالطرق التقليديه الذى يستغرق من 2 الى 3 اعوام
- سباطات من الموز ذات اوزان كبيرة تصل الى (30-45 كيلو جرام مقارنه بالموز التقليدى الذى يزن10 الى 15 كيلوجرام)
- انتاجيه اكبر من وحده المساحة المزروعة (40الى 60 طن لكل هكتار فى مقابل 15 الى 20 طن من محصول الموز التقليدى)
هذا بالاضافه الى تجانس مزارع الموز الناتجة والتى يسرت نظام التسويق وانتظامه، كما انها اتاحت ايضا امكانيه تحويل زراعه الموز من مورد بسيط للاعاشة الى مشروع تجارى مربح وهذا ما توصلت اليه نتائج دراسات الجدوى كما استفادت النساء بصفه خاصه من هذا المشروع نظرا لدورها الاساسى فى العنلية بهذا المحصول مما ادى الى تقليص الفجوة النوعية.

فوائد تكنولوجيا زراعه الانسجه لمزارعي الارز بغرب افريقيا
لسنوات طويله و العلماء يحلمون بالجمع بين قوه احتمال الارزالافريقى Oryza glaberrima)) و الانتاجية العالية للارز الاسيوى ( Oryza sativa)
و لكن هناك اختلاف واضح بين النوعان و بائت جميع محاولات التهجين بينهما بالفشل نظرا لانتاج نباتات عقيمه. و فى خلال التسعينات قام مربى الارز باتحاد غرب افريقيا لتنميه الارز ( WARDA) باللجوء الى البيوتكنولوجيى فى محاولات للتغلب على مشكله العقم و كان المفتاح الرئيسى هو وجود بنوك الجينات التى تحتوى على حبوب 1500 صنفا من الارز الافريقى و الذى واجه الاندثار نظرا لعزوف المزارعين عنه وإحلال الاصناف الاسيويه ذات الانتاجيه العاليه.
و لقد ساعد التقدم فى مجال الابحاث الزراعيه العلماء على تهجين هذان النوعان. وبعد اجراء التهجين النوعى تم ازالة الجنين و تنميتة فى بيئه صناعيه باستعمال ما يعرف بطريقة انقاذ الاجنه(embryo – rescue) و نظرا لان معظم النباتات الناتجة غالبا ما تكون عقيمه لذلك يتم اعاده تهجينها للاب من النوع sativa و( هو ما يعرف بالتهجين الرجعى )كلما امكن ذلك. وعند تحسين الخصوبه فى نباتات الانسال الناتجه(و هو عادة ما يكون بعد العديد من عمليات التهجين الرجعى )
و لقد استخدمت زارعة المتك لمضاعفة محتوى الجينوم للخلايا المذكرة وبالتاى الحصول على سلالات أصلية.
و باكوره انتاج هذا النوع من أطلق علية الأرز الجديد لافريقيا (NERICA) وتم اختبارة فى عام 1994 و منذ ذلك التاريخ ، تم انتاج العديد من السلالات الجديده و التى تجمع بين صفات المحصول الوفير مثل الاب (sativa) و الاحتفاظ بقدرتها على التأقلم مع الظروف البيئية و التى اكتسبتها من الاباء (glaberrima).
و عموما يتميز الارز الافريقى الجديد (NERICAs) بالصفات التالية:
- اوراق عريضة و متدلية تغطى على الحشائش فى المراحل الاولى من النمو مما يقلل من تواجد الحشائش .
- سنابل طويله بفروع مدببه forked branches تحمل حوالى 400حبه
-عدد الافرع كثيرة مع سيقان قويه لتتحمل السنابل الثقيله
- يبلغ اجمالى محصول الارز 2.5 طن لكل هكتار فى الاراضى الضعيفة و قد يصل الى 5 طن او اكثر و ذلك بتوفير الحد الادنى من التسميد
( و تقدر الزيادة فى الانتاجية بحوالى 25% الى 250%).
- مبكره فى النضج بحوالى 30 الى 50 يوم بالمقارنة بالانواع الاخرى التقليديه، الامر الذى يسمح للمزارعين بزراعه محاصيل اضافيه من
الخضروات و البقول.
- اطول من معظم اصناف الارز الاخرى و مقاومة للافات و اكثر تحملا لظروف الجفاف.
- قدرتها على النمو فى تربه غير خصبة او حامضيه و التى تشكل 70% من مساحه الارز فى غرب افريقيا.
- يحتوى على 2% او اكثر من البروتينات التى تدخل فى بناء الجسم عن السلالات الابوية الاسيويه والافريقيه.
وبسبب هذا النجاح للارز الافريقى الجديدNERICAs)) تم استخدامه بسرعه فائقه من المزارعين , و فى عام 2000 بلغت المساحة المنزرعة بهذه الاصناف الجديدة حوالى 8000 هكتار فى غينيا منها 5000 هكتار قام بزراعتها حوالى 20.000 مزارع تحت اشراف وكالات ارشادية زراعية محليه. و فى عام 2002 تنبأ اتحاد غرب افريقيا لتنميه الارز (WARDA) بأنه سيتم زراعة 330.000هكتار من الارز الافريقى الجديد(NERICAs) مما سيؤدى الى الاكتفاء الذاتى من الحبوب و التقاوى مع فائض للتصدير للدول المجاورة.

لك كل الشكر للمتابعة الدائمة والمرور الرائع ...

لك كل الشكر لمرورك الرائع والمميز

مشكورة زهرة على هذا التميز

جهود مميزة تستحق المتابعة والشكر الجزيل