حقوق الأبناء علي الآباء

حقوق الأبناء علي الآباء

بسم الله الرحمن الرحيم

كثيرا ما نسمع في حديث الفقهاء والوعاظ توضيح حقوق الوالدين وتنبيه الأولاد إلى ذلك والوعيد الشديد في مخالفة أمرهم وعدم طاعتهم , وهو أمر عظيم المكانة في الدين .. ومعروف للجميع .
ولكن أريد أن أطرق حقوق الأبناء علي الآباء , وهو موضوع رغم اهميته فالحديث فيه قليل , لأننا تعودنا الحديث عن حقوق الوالدين ونسينا حقوق الأبناء..
قالوا الإبن عمل من أعمال أبيه , إن كان صالحا تجني ثوابه , وإن كان سيئا ينالك عقابه .. ابنك إن عاش معك فهو زينة الحياة الدنيا , يعينك علي شدائد الدهر‘ ويحمل معك وعنك الكثير من مصاعب الحياة , فهو ساعدك وأنت قوي وهو خادمك وأنت ضعيف... وإن مات قبلك كان رصيدك في الآخرة ونلت أجر الصبر علي فقده , وإن غادرت الحياة قبله حمل إسمك وأحيا ذكرك , وقضى ديونك ونفذ وصيتك وبر بأصدقائك ووصل رحمك , وكان لك من عمله نصيب حتى وإن قال له الناس " رحم الله والديك " والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له " ... فما هي حقوقه عليك التي ستسأل عنها يوم القيامه .
سُئل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث طويل وقصة مشهورة عن حق الإبن علي أبيه فقال : أن يحسن اختيار أمه , وأن يحسن اختيار طعامه , وأن يؤدبه للدنيا والآخرة ".
فختيار الأمهات الصالحات من أساسيات حقوق الأبناء علي الأباء , فالمرأة الصالحة المباركة كالشجرة الطيبة لا تنبت إلا طيبا , والمراة الخبيثة كالشجرة الخبيثة لا ظل فيها ولا حلاوة لثمارها .. من أجل ذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم علي اختيار الزوجة الصالحة التي هي رفيقة رحلتك ومكان سرك وأمينة بيتك ومربية أولادك , فقال صلى الله عليه وسلم " تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس " وقال أيضا : إياكم وخضراء الدمن " وهي المرأة الجميلة في المنبت السئ . فالطفل ظل أمه يقضي في حجرها وعلي صدرها سنين حياته الأولى فإن كانت الأم سيئة الخلق طويلة اللسان قصيرة الفستان رضع منها الطفل وانعجنت عجينته بماء غير مبارك , وهيهات ان يستقيم الظل والعود أعوج .
أما حسن الطعام فهو تحري الحلال في الكسب فإن الرجل يقذف اللقمة الحرام في جوفه لا يتقبل منه عمل اربعين يوما ( لقمه ) والإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول : إنك إن تضع في فمك وفي فم اهلك حفنة من تراب خير لهم من أن تضع في أفواههم طعاما حراما .. ويقول المصطفى " من جمع مالا من غير حله , فإن تصدق به فلن يقبل منه , وإن اكله مع أهله لن يبارك الله لهم فيه , وإن إدخره كان رفيقه إلى النار ... بينما الحلال ينور القلب ويزكي الجوارح وينشط علي العبادة وهو سبب لقبول الدعاء .
وأما تأديبه يعني الآداب الإسلامية , أي يتعهده منذ الصبا بتعليمه الأخلاق الإسلامية بتحفيظه شئ من القرأن وتعليمه الصلاة وأحكامها واجباره علي آدائها في أوقاتها وتعويده علي الصيام حتى ينشأ رجلا مسلما له رصيد من الإيمان وصدق العقيدة تحفظه من الانحراف ويأمن عليه من مزالق السوء ووساوس الشيطان , فبذالك يكون له عونا في دنياه وثوابا له في أخراه .
نأمل أن نكون قد أضأت شمعة علي طريق هذا الموضوع ليسلكه غيري لإثرائه بعظيم الحقوق وجمال الأسلوب وتوضيح ما خفي علي في طرق هذا الباب .

تقبلوا تحياتي .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر الخليفة الولد وأنَّبه على عقوقه لأبيه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه ؟ فقال: بلى، أن ينتقي أمه، ويحسن اختيار اسمه، ويعلّمه الكتاب، فقال الولد: إنَّ أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، فأُمي زنجية كانت لمجوسي، وقد سمَّاني جُعلاً"خنفساء"، ولم يعلّمني من الكتاب حرفاً، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: لقد عققته قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يُسيء إليك.

كان طلحة بن عبيد الله يسمِّي أولاده بأسماء الأنبياء، والزبير بن العوّام يسمِّي أولاده بأسماء الشهداء ( عبدالله ، جعفر، عبيدة، خالد، عروة ، مصعب ، عاصم ، حمزة ) فقال طلحة للزبير: ألا أعجب مما تصنع! أسمِّي ولدي بأسماء الأنبياء وتسمِّيهم بأسماء الشهداء ؟ فقال الزبير: أمّا أنا فإنِّي أرجو أن يكونوا من الشهداء، ولا ترجو لولدك أن يكونوا من الأنبياء.

معنى الزبير في اللغة :
الشديد من الرجال ، الداهية ، العنيد ، القوي ، العقل ، الحجارة ، الكتابة ، والكلام ، والمِزْبَر ( القلم ) .
مما اطلعت عليه . فاردت ان اضيفه لعله يكمل المشاركه التى كنت فيها مبدعا استاذى الفاضل .
حفظك الله وبارك فيك وفى ذريتك وتقبل مرورى

كثيرا من الاباء من يهمل هدا الجانب ظنا منهم الا حقوق للابناء عليهم

وانهم الوحيون دوي تلك الحقوق حتي يصلوا في نهاية المطاف الي نتائج لاتحمد عقباها نتيجة داك التجاهل او الاهمال...فآمل من جميع الاباء مراعاة تلك الحقوق حتي يصلوا الي النتائج المرجوة لكلا الطرفين

وجزاك الله خيرا عزيزي الغالي علي اثارة هدا الموضوع

تقبل مروري

أخي عبد : لقد ابدعت واكملت النقص كعادتك دائما , وكم انا سعيد بإضافتك التي نورت الموضوع وزاد وضوح المعاني وأكدت بالأمثله علي حرص الآباء علي فهم حقوق الأبناء حتى يستقيموا في حياتهم ويكونوا لهم سندا في الدنيا والآخرة ....... بارك الله فيكم ... ودمت في صحة وعافيه .... تقبل تحياتي

ابنتي مثيل القمر : أشكرك جزيل الشكر وأثمن فيك تلمس المفيد في الموضوع وتوضيح الكلمات الدالة علي ذلك من خلال ملاحظاتك وإضافاتك التي اسعدتني حيث أن قارئ الموضوع مثقف واعي يجيد فهم المعاني والرموز فينشر برؤيته خلاصة المقالة في مختصر مفيد ..
اشكرك مرة أخرى ... وتقبلي تحياتي

أخي عبدالحفيظ : لك شكري وتقديري علي مرورك الطيب والمشجع
تقبل تحياتي

موضوع متميز تشكر على هذا الطرح الجد قيم

شكرا ابنتي جلنار علي المرور والإطلاع ..... تقبلي تحياتي

شكرا استاذي الفاضل علي ماتنقل لنا من مواضيع ذات اهميه في حياتنا

تقبل مروري ولك تحياتي

ابنتي زهرة اللوتس الموضوع علي عكس ما تصورتيه فهو يتحدث عن حق الأبن علي الأب .. ولكن تكفيني إطلالتك ع.لي الصفحة... تقبلي تحياتي

ابنتي عطر المنتدى اشكرك علي ما نثرتي من كلمات نورت صفحتي .... بارك الله فيك.... تقبلي تحياتي

موضوع مميز كالعادة ... الآن لا فية حقوق ولا 3/4 الا ما رحم ربى

موضوع مميز كالعادة ... الآن لا فية حقوق ولا 3/4 الا ما رحم ربى

شكرا أمول علي زيارتك صفحتي بكلماتك الجميلة والمعبرة ..... تقبلي تحياتي

وشكرا لك استار علي مرورك الثاني .... تقبل تحياتي

شكراً لك وجزاك الله خيرآ على موضوعك الرائع اخى الكريم