أعضاء جسم الحية

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2010-12-20, 6:06 pm

أعضاء جسم الحية

عندما
ننظر إلى أفعى نشاهد حيواناً طويلاً نحيلاً ليس له أرجل. ويبدو وكأنه كله
ذيل مع رأس ملتصق بالمقدمة. إلا أن بين الرأس والذيل هناك جسد طويل ومعقد
للغاية. فبالإضافة إلى العمود الفقري الذي تتمتع به الأفعى كما ذكرنا،
فهناك جهاز هضمي وكبد وقلب وجميع العضلات الأخرى والغدد، والأعضاء التي
تتواجد في معظم الحيوانات الفقرية.
إنما أكثر مظاهر الأفعى الأخّاذة
هو حاجتها للأرجل، وكذلك غياب الجفون المتحركة، الأمر الذي يعطي الأفعى
ذلك التحديق المذهل الذي لا يرف أبداً الشبيه بالزجاج.
معظم الأفاعي لديها رئة واحدة ونتيجة لذلك هناك مزيد من المكان في الجسم النحيل لأعضاء داخلية أخرى.
وليس للأفاعي أي آذان على جانبي رأسها. إلا أنها شديدة الحساسية للذبذبات
التي تصلها عبر الأرض، ولديها حواس أخرى تعوضها عن حاسة السمع.
وتستطيع معظم الأفاعي أن ترى بصورة جيدة جداً، فهي تلاحظ فريستها عن طريق الحركة أكثر ما تلاحظها عن طريق الشكل أو اللون.
كما أن للأفاعي حاسة شم ممتازة وتستطيع التعرف على فريستها وكذلك على أعدائها.
وتستطيع الأفاعي أيضاً التقاط ذرات الهواء أو الأرض أو جسم ما. ولديها
أعضاء محددة تمتلك حاسة كيماوية تمكنها من التعرف على هوية الذرات
الكيماوية كالطعام أو العدو أو الصديق، أيهما كان.

كيف تسلخ الأفعى جلدها؟

تتنوع الأفاعي قليلاً لكن جميعها أكانت صغيرة أم كبيرة تسلخ جلودها.
عندما تقوم بهذا، حتى الغشاء الذي يغطي العينين يُرمى خلال عملية الأهراق
(سلخ الجلد). تسلخ الأفعى الجلد بعد أن ينقلب بواسطة الفرك على أسطح خشنة.
والأفاعي تهرق جلودها عدة مرات في السنة.
جلد الأفعى كثير الحراشف،
وهذا هام جداً لها بوجه عام، ليس للأفاعي أرجل، مع أن عدة أنواع، مثل
البوا والصل، لديها بقايا أرجل خلفية. هذه الأرجل مطمورة في العضلات،
وتظهر فقط مخالب على الجانب الخارجي للسم.
إنها الحراشف التي على الجلد هي التي تمكن الأفعى على التنقل برشاقة وحتى بسرعة.
تتحرك الحراشف العريضة على الجانب السفلي إلى الأمام بطريقة أن الحافة
الخلفية لكل حرشفة تدفع على شيء ما غير منتظم في الأرض. وعندما تدفع إلى
الوراء على تلك الأشياء، تنتقل الأفعى بكاملها إلى الأمام.
وعندما
تريد الأفعى الانتقال بسرعة كبيرة، هي توحد هذه مع طريقة أخرى. هذه تتألف
من تأرجح الجسم جانبياً إلى أنشوطة، وبالدفع على أية صخرة أو نبتة
تلامسها، تنزلق على طول طريق متعرج تشكل الأنشوطة.
تنتمي الأفاعي حسب علم الأحياء إلى فقاريات أخرى ذات الدم البارد مثل السحالي والقواطير والتماسيح والسلاحف والضفادع.

هل للأفعى حواس؟

هل تستطيع الأفاعي أن تسمع وكيف؟ سؤال غامض يثير الدهشة والاستغراب. ليس
للأفاعي آذاناً على الجانب الخارجي لرؤوسها وهذا يعني أنها لا تستطيع سماع
الأصوات المحمولة في الهواء مثلنا.
لكن الأفاعي شديدة الحساسية
للذبذبات عبر الأرض. وهكذا عندما تبدو الأفعى بأنها تسمعك قادماً، فذلك في
الواقع هو شعورها بالأرض تهتز تحت أقدامك.
ورغم أن الأفعى تبدو بأنها ليس لها حاسة للسمع فهي تعوّض الكثير عنها بالحواس الأخرى.
تستطيع أكثرية الأفاعي بأن ترى جيداً. لأن عيون الأفعى دائماً مفتوحة وذلك يعود إلى أنها لا تملك جفوفاً متحركة.
إذاً كيف تلاحظ الأفعى فريستها؟ تلاحظ الأفعى فريستها بالحركة أكثر من
الشكل أو اللون. للأفاعي حاسة شم حادة تمكنها من التعرف على حيوانات
الفريسة، والأعداء وبعضها البعض بواسطة الرائحة.
وللأفاعي أيضاً حاسة
أخرى تنتمي إلى كل من الشم والذوق والتي لا تمتلكها الكائنات البشرية.
تستطيع الأفعى التقاط ذرات كيماوية من الهواء ومن الأرض أو من حيوان أو
جسم آخر برؤوس لسانها الطويل المتشعب.
عندئذٍ تقذف الأفعى هذه الرؤوس إلى زوج من الفتحات في سقف فمها.
هاتان الفتحتان تحتويان على خلايا عصبية بالغة الحساسية وبها تستطيع
الأفعى تحديد هوية الذرات الكيماوية كطعام أو عدو أو صديق أو مهما كان.
في الحقيقة، للأفاعي مثل هذه الحاسة الكيماوية البالغة التطور لدرجة أنها
تستطيع اقتفاء آثار حيوان آخر مثل الكلب البوليسي الجيد التدريب. بالإضافة
إلى ذلك هناك أفاعي محددة مثل صل الحفرة وبعض أنواع البوا والصل، لديها
حاسة لم يطورها حيوان آخر. وهي تستطيع أن تحس بحيوان الفريسة الذي يكون
أكثر دفئاً أو أقل برودة من محيطها.
هذه هي حاسة الحرارة، وهي تمكن تلك الأفاعي من تحديد موقع الحيوان الفريسة وضربه في الظلام بدون رؤيته.