الحريق يودي بحياة الشقيقات الثلاث

الحريق يودي بحياة الشقيقات الثلاث… ورجال الإطفاء آخر المنقذين!











بعد مضي 23 يوماً فقط من حلول الكارثة التي تحولت إلى فاجعة آلمت
قلوب سكان فزان جميعاً، جراء الحريق الذي شب في منزل المواطن “ق ب ي”
بمدينة سبها، وسرق ما كان يعم في أرجاءه من ابتسامة طفولية تعد من أجمل
وأروع الصور زينة للحياة الدنيا وأغلاها في وجدان المرء… هذا إلى جانب
إتلاف محتويات المنزل بالكامل.. ذات المشهد الأليم تكرر أيضا بمنزل
المواطن “م ح ي “63 عاماً بشعبية مرزق إثر “إلتماس كهربائي من مدفأة
زيتية” أدت إلى نشوب الحريق وتصاعد الأدخنة الكثيفة في كافة الأرجاء،
الأمر الذي أدى إلى وفاة الشقيقات الثلاث اختناقاً حيث حاولن عبثاً فتح
الباب والشباك بحثاً عن هواء نقي والتشبث بسبل النجاة ودفع شبح الموت
عنهن، بعد أن بحت حناجرهن وخفتت أصواتهن شيئاً فشيئاً طلباً لاستغاثة الأم
والشقيقين الذين كانا نائمين كل في حجرته، وسط ألسنة النيران وكثافة
الدخان الذي انتقل من حجرتهن ليعم كافة أرجاء المنزل ، ومع تعالي الصراخ
والدخان الكثيف ومنبهات السيارات خلت منازل تراغن من سكانها، فتداعوا
شيباً وشباباً “بالقلالين، وخراطيم المياه والبانقات إلخ” في محاولة
لإنقاذ الفتيات ونجدة الأسرة المنكوبة.. كما يتداعى سائر الجسد بالسهر
والحمى إذا ما اشتكى أي عضو منه، وعند إحداث فتحة في الجدار سارع المنقذون
لحجرة الشقيقات ليجدوهن تحت السرير وبين أيديهن “المصحف” وهن جثث هامدة!!
أما رجال الإطفاء فكانوا آخر المنقذين وذلك بسبب تعطل سيارة الإطفاء
الموجودة بالمؤتمر، مما جعلهم يستغيثون بمرزق التي تبعد عنهم 53 كلم
تقريباً!! وحضروا بالفعل ولكن بعد مضي ثلاث ساعات ونصف من بداية اندلاع
الحريق..
قورينا… زارت منزل الأسرة (المنكوبة) بتراغن وقدمت واجب العزاء واطلعت
على محضر استدلالات الشرطة (5 صفحات) وتقرير نيابة مرزق ، وتقارير الطبيب
الشرعي… كما استمعت لرب الأسرة الذي أضاف قائلاً:
أنا مستغرب ومستاء جداً من أن مدينة كبيرة “كتراغن” والتي تحيط بها أكثر
من (12) قرية متباعدة المسافة.. لا توجد بها سيارة إطفاء يعول عليها عند
اللزوم!!
وهذا يعد تقصيراً واضحاً ولا مبالاة من قبل إدارة الإطفاء والسلامة..
فلو كانت هنا سيارة للإطفاء لربما استطاعوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه…وحتى
أسطوانة الإطفاء التي أخذناها من مركز الشرطة وجدناها فارغة تماماً.
أما منسق القيادة الشعبية الاجتماعية بالمؤتمر عبدالهادي القذافي قال إن
هذه الحادثة رغم جسامتهم وحجم أضرارها لم تكن الأولى داخل المؤتمر بل هي
السابعة أو الثامنة، وقمنا بإعداد مذكرات للجهات المعنية لتزويدنا بسيارة
أو أكثر لمواجهة مثل هذه الكوارث رغم وجود أكثر من “12″ متدرباً، لكن حتى
الآن لم نر أي تجاوب!! كلمة أخيرة أحب أن أوجهها وهي أن ولي أمر الفقيدات
هو أحد الرواد والجنود المجهولين الذين أسهموا بفعالية في إنجاح البرامج
الثورية والخيرية داخل المؤتمر، وأن الفقيدات لهن دور إيجابي داخل المجتمع
نسأل الله أن يلهم أهلهن جميل الصبر والسلوان في مصابهم الجلل.
حول هذا الموضوع وموضوعات أخرى تتعلق بالإطفاء والسلامة.. قريباً
ستطالعون عبر قوينا لقاء موسعاً مع مدير إدارة الإطفاء والسلامة بفزان .
وكانت قورينا الحوادث قد نشر هذه القضية في عددها “389 ”