سنين بلا رؤوس...........

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-01-14, 8:47 pm

سنين بلا رؤوس
قديمــآ كان للسنوات رؤوس وكان الناس
يمشون ويسيرون ويركضون على أقدامهم
فلم تكن العيون تعلو على الحواجب
لكن بعد إن إنقلب كل شيىء
أصبح الناس يمشون على رؤوسهم وعلت عيونهم على حواجبهم
فالغد يصبح مثل الأمس ما دام هناك من ينوب عن مليارات البشر في التفكير والأحلام وكل شيىء إسـتثناء الموت
ذيول الأعوام السابقة كانت مبلولة بالدم وليس بالماء
كما يقال عن أشهر الشتاء.
ومن يحتفلون ببدء عام جديد فأن الأكثرية تحتفل بإنتهاء عام أعجف . وحين يكون ثلث هذا الكوكب من الجياع والمشردين والمتسولين والثلث الثاني من المرعوبين فإن الحياة كلها تصبح في مهب الريح . لا أقول ذلك من باب التشاؤم أو التركيز على النصف الفارغ من زجاجة الدم
فالعالم فقد الكثير من الأمن والأمان الذي كان يشعر به
ولو على صعيد الوهم والخيال
وحين يتعانق عقربا الساعة قد يلدغ كل منهما الأخر
ما دام الزمن كله أصبح مفعمآ بالريبة والشك .
ولم تعد الأصابع في اليد الواحدة تأتمن بعضها
أنها أيام ســلام من عبر الأثير وعلى الورق الأبيض لكنها
أيام صعبة بمقياس واقعي .
فطبول الحروب والتفسخ والإنقسامات والتشتت والسجالات والتناحرات والإعتيالات والإقتتال والمراهنات لم تتوقف عن القرع والدق . والنايات الشجية في عطلة طويلة حتى يفرغ الناس من إحصاء ما فقدوا . لكن التاريخ ليس له وجهآ واحدآ فقط ، فمقابل كل ورقة صفراء تذبل وتسقط هناك عنقود براعم يتشكل ويقاوم الأعاصير والرياح العاتية ومناقير الغربان .
وهناك من يحتلون ويسطون ويسلبون ويقتلون ويدمرون حتى الشجر والحجر ويستوطنوننا ، ومقابلهم ناشطون من كل أنحاء الأرض يتظاهرون ويصرخون شاجبين هذه الجرائم بإسم الإنسان والإنسانية . وهناك من يقطعون الطرق ويتفننون بالقرصنة مقابل دلافين بشرية تجوب البحار بحثآ عن غرقى تحملهم إلى الشاطىء . أسباب الدمار والموت كثيرة لكن دوافع البقاء والتثبت بجمرة الحرية ليست شحيحة
لم نعد نعرف رؤوس السنوات من ذيولها لأن ما يحدث في أخر اليوم من العام يكملونه في اليوم الجديد من السنة الجديدة .
أنه صراع أبدي بين الفحيح والحفيف وبين الأخضر والرمادي وبين الإنسان وخصومه الأشرار على إختلاف اشكال المخالب والأنياب .
الأجمل والأحلى لم يأتي بعد ولكن التاريخ موشك على مخاض أعسـر من مخاض النسـاء ليلد التوءم الآخر المؤجل لذلك الإبن الشرير الذي حول النعمة إلى نقـة .
مع تحيات
نجيب ايوب
دمتم بالعوافي