إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
رحلتي من الإعدام إلى المؤبد
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رحلتي من الإعدام إلى المؤبد
بطاقة تعريف
الاسم / مسعود محمد المرغني
العمر/ 28 عاماً
القضية / القتل
الحكم / الإعدام
في مستهل حديثه بدأ بقسمه وكأن هناك شيئاً يخالج صدره … والله…. لو كنت أعلم بأنه سيموت على يديلأدرت ظهري وتركته وأكملت طريقي…ولكن لا ينفع الندم، الآن فقط… ضاع مستقبلي وتشردت أسرتي… وكل هذا سببه “مصطلحات شبابية”.
تحصلت على شهادتي الثانوية واقتربت من تحقيق حلمي في الالتحاق بالكلية العسكرية… كنت أعد الأيام التي تفصلني عن هذا الحلم ولكن شاء القدر وتغير المسار لتكون نهايتي خلف القضبان..
أحداث القضية
أتذكر جيداً تفاصيل ذلك اليوم وكأنه قد حدث ليلة أمس… كان يوم السبت من عام 2002 ف كنت متوجها إلى السوق لشراء بعض الأغراض التي سآخذها معي أثناء ذهابي إلى الكلية…. كان برفقتي ابن خالتي وصديقي في الوقت نفسه كنت طوال طريقنا إلى السوق أحدثه عن فرحتي العامة وأنني أخيرا قد حققت حلمي فبعد أيام سأكون في مطار طرابلس وبعدها أكون داخل أسوار الكلية، لم أتوقف عن الحديث طوال الطريق كنت أرسم في مخيلتي صورتي عند التخرج، وأنا واقف أمام والدي لأقول لهما دخلت طالباً وخرجت ضابطاً، وكل هذا بفضل دعواتكما لي.. استفقت من حلمي على صوت ابن خالتي وهو يناديني ” مسعود تعال انشوفو هالفترينة” كان المكان مزدحماً ببعض الشباب توقفنا لنتفرج على ما هو معروض في “الفترينة” كان واقفاً بجانبي شاب أعرفه تبادلنا أطراف الحديث خطر موقف ما فأطلق كل واحد منا دعابة من ذلك النوع من المزاح الذي ما لبث أن تحول إلى شجار وعراك ولم يقف عند هذا الحد فكل واحد منا أخرج سكيناً، بيد أن سكيني كان هو الأسرع فلم يستقر إلا في صدره وقفت مشدوهاً من هذا المشهد في الوقت الذي أسرع الشباب لإسعافه، قلت في نفسي هذا المشهد لم يكن في شريط أحلامي ، ولكن هذا حقيقة وليس حلماً… أصبح ابن خالتي وهو يهدئ من روعي قائلاً : “إن شاء الله خير وإن شاء الله ما يصير فيه شي” ولكن انتابني شعور غريب وأحسست بأنني لن أذهب إلى الكلية… في حياتي ولن أكون ضابطاً ولن يرى والديّ ابنهما وهو يرتدي البدلة العسكرية وقع خبر وفاة الشاب عليّ كالصاعقة… الشاب توفي في اليوم الثاني من الحادثة وأنا دخلت السجن من أوسع أبوابه بقضية “جريمة قتل” حدثت في وضح النهار ما زاد من وجعي وحسرتي هو ابن خالتي الذي حكم عليه بالسجن عامين لا لشيء سوى لأن هناك بعض الشباب قالوا إنه كان يمسك بقطعة “حجر” أما أنا فبعد عامين من سجني حكم عليّ بالإعدام وأصبح مصيري خلف القضبان.. بدأت معاناة أهلي الذين هجروا دارهم وتغربوا وبعد مضي أكثر من سبع سنوات وبفضل من الله وبفضل جهود القيادات الشعبية وبمساعي الشيخ الكريم “إهلال الحسوني” و مجهوداته النبيلة، تراضت النفوس وتم الصلح وحدث التنازل مقابل الدية “75″ ألف دينار ليبي، أهل المجني عليه كان شرطهم الوحيد بعد التنازل هو عدم دخولي إلى مدينة إجدابيا وأنا والله ملتزم بهذا الشرط… ولكن بدلاً من أن أحصل على عفو حكم عليّ بالمؤبد… القانون الجديد في جرائم القتل والذي تم العمل به… هو من يحصل على التنازل يحكم عليه بالمؤبد ولكن ألم يعلموا أن المؤبد هو موت بطيء !! لو كنت أعرف أنني سوف أحكم بالمؤبد لما رضيت لأهلي أن يبيعوا بيتهم ويعيشوا على الإيجار…. ألا نستحق فرصة جديدة للحياة ، نحن لسنا مجرمين لا توجد لدينا شهوة القتل… والله نخاف من ظلنا حتى داخل السجن ونقول “ياستار استر”.
نرجو من قضاتنا والمحكمة العليا في طرابلس أن ينظروا في هذا القرار وهذا القانون… فالمؤبد ما هو إلا الموت البطيء … أرجوكم يا قضاتنا أن ترحموا أبناءكم… نعلم بأننا أخطأنا وارتكبنا جريمة قتل ولكن حاكتها الأقدار ولم تكن يوما أو لحظة تأتي حتى في اللاشعور إنها قضاء وقدر وهي أقرب ما تكون خطأ دون عمد أو أدنى نية أو رغبة في القتل ولكن كان هذا سببه التهور والطيش و”المصطلحات الشبابية”
ومن خلال منبر قورينا الذي أتاح الفرصة لنا لنحكي عن مأساتنا ولتكون أخطاؤنا عبرة لغيرنا من الشباب.
أناشد كل المسؤولين والقضاة أن يمنحونا فرصة في أن نكون شباباً صالحين… ونكفر عن أخطائنا…
الاسم / مسعود محمد المرغني
العمر/ 28 عاماً
القضية / القتل
الحكم / الإعدام
في مستهل حديثه بدأ بقسمه وكأن هناك شيئاً يخالج صدره … والله…. لو كنت أعلم بأنه سيموت على يديلأدرت ظهري وتركته وأكملت طريقي…ولكن لا ينفع الندم، الآن فقط… ضاع مستقبلي وتشردت أسرتي… وكل هذا سببه “مصطلحات شبابية”.
تحصلت على شهادتي الثانوية واقتربت من تحقيق حلمي في الالتحاق بالكلية العسكرية… كنت أعد الأيام التي تفصلني عن هذا الحلم ولكن شاء القدر وتغير المسار لتكون نهايتي خلف القضبان..
أحداث القضية
أتذكر جيداً تفاصيل ذلك اليوم وكأنه قد حدث ليلة أمس… كان يوم السبت من عام 2002 ف كنت متوجها إلى السوق لشراء بعض الأغراض التي سآخذها معي أثناء ذهابي إلى الكلية…. كان برفقتي ابن خالتي وصديقي في الوقت نفسه كنت طوال طريقنا إلى السوق أحدثه عن فرحتي العامة وأنني أخيرا قد حققت حلمي فبعد أيام سأكون في مطار طرابلس وبعدها أكون داخل أسوار الكلية، لم أتوقف عن الحديث طوال الطريق كنت أرسم في مخيلتي صورتي عند التخرج، وأنا واقف أمام والدي لأقول لهما دخلت طالباً وخرجت ضابطاً، وكل هذا بفضل دعواتكما لي.. استفقت من حلمي على صوت ابن خالتي وهو يناديني ” مسعود تعال انشوفو هالفترينة” كان المكان مزدحماً ببعض الشباب توقفنا لنتفرج على ما هو معروض في “الفترينة” كان واقفاً بجانبي شاب أعرفه تبادلنا أطراف الحديث خطر موقف ما فأطلق كل واحد منا دعابة من ذلك النوع من المزاح الذي ما لبث أن تحول إلى شجار وعراك ولم يقف عند هذا الحد فكل واحد منا أخرج سكيناً، بيد أن سكيني كان هو الأسرع فلم يستقر إلا في صدره وقفت مشدوهاً من هذا المشهد في الوقت الذي أسرع الشباب لإسعافه، قلت في نفسي هذا المشهد لم يكن في شريط أحلامي ، ولكن هذا حقيقة وليس حلماً… أصبح ابن خالتي وهو يهدئ من روعي قائلاً : “إن شاء الله خير وإن شاء الله ما يصير فيه شي” ولكن انتابني شعور غريب وأحسست بأنني لن أذهب إلى الكلية… في حياتي ولن أكون ضابطاً ولن يرى والديّ ابنهما وهو يرتدي البدلة العسكرية وقع خبر وفاة الشاب عليّ كالصاعقة… الشاب توفي في اليوم الثاني من الحادثة وأنا دخلت السجن من أوسع أبوابه بقضية “جريمة قتل” حدثت في وضح النهار ما زاد من وجعي وحسرتي هو ابن خالتي الذي حكم عليه بالسجن عامين لا لشيء سوى لأن هناك بعض الشباب قالوا إنه كان يمسك بقطعة “حجر” أما أنا فبعد عامين من سجني حكم عليّ بالإعدام وأصبح مصيري خلف القضبان.. بدأت معاناة أهلي الذين هجروا دارهم وتغربوا وبعد مضي أكثر من سبع سنوات وبفضل من الله وبفضل جهود القيادات الشعبية وبمساعي الشيخ الكريم “إهلال الحسوني” و مجهوداته النبيلة، تراضت النفوس وتم الصلح وحدث التنازل مقابل الدية “75″ ألف دينار ليبي، أهل المجني عليه كان شرطهم الوحيد بعد التنازل هو عدم دخولي إلى مدينة إجدابيا وأنا والله ملتزم بهذا الشرط… ولكن بدلاً من أن أحصل على عفو حكم عليّ بالمؤبد… القانون الجديد في جرائم القتل والذي تم العمل به… هو من يحصل على التنازل يحكم عليه بالمؤبد ولكن ألم يعلموا أن المؤبد هو موت بطيء !! لو كنت أعرف أنني سوف أحكم بالمؤبد لما رضيت لأهلي أن يبيعوا بيتهم ويعيشوا على الإيجار…. ألا نستحق فرصة جديدة للحياة ، نحن لسنا مجرمين لا توجد لدينا شهوة القتل… والله نخاف من ظلنا حتى داخل السجن ونقول “ياستار استر”.
نرجو من قضاتنا والمحكمة العليا في طرابلس أن ينظروا في هذا القرار وهذا القانون… فالمؤبد ما هو إلا الموت البطيء … أرجوكم يا قضاتنا أن ترحموا أبناءكم… نعلم بأننا أخطأنا وارتكبنا جريمة قتل ولكن حاكتها الأقدار ولم تكن يوما أو لحظة تأتي حتى في اللاشعور إنها قضاء وقدر وهي أقرب ما تكون خطأ دون عمد أو أدنى نية أو رغبة في القتل ولكن كان هذا سببه التهور والطيش و”المصطلحات الشبابية”
ومن خلال منبر قورينا الذي أتاح الفرصة لنا لنحكي عن مأساتنا ولتكون أخطاؤنا عبرة لغيرنا من الشباب.
أناشد كل المسؤولين والقضاة أن يمنحونا فرصة في أن نكون شباباً صالحين… ونكفر عن أخطائنا…
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 57
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
amol- مستشار
-
عدد المشاركات : 36762
العمر : 42
رقم العضوية : 2742
قوة التقييم : 9
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
مواضيع مماثلة
» الخطوط الجوية الجزائرية تستأنف رحلاتها إلى ليبيا بواقع رحلتي
» قصة اصغر محكوم بالجسن المؤبد
» المؤبد لـ7 متهمين أوهموا ضحاياهم في الامارات
» المؤبد لجنرالات أتراك بقضية "المطرقة"
» السجن ما بين المؤبد في قضية مشاركة 24 شخصا من أوكرانيا وروسي
» قصة اصغر محكوم بالجسن المؤبد
» المؤبد لـ7 متهمين أوهموا ضحاياهم في الامارات
» المؤبد لجنرالات أتراك بقضية "المطرقة"
» السجن ما بين المؤبد في قضية مشاركة 24 شخصا من أوكرانيا وروسي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 11:04 am من طرف STAR
» طرق فعالة للتخلص من الناموس من دون استخدام المبيدات
اليوم في 11:03 am من طرف STAR
» اتحاد جدة السعودي يستقر على بديل صلاح
اليوم في 11:02 am من طرف STAR
» ستيك اللحم بصوص الثوم
اليوم في 11:01 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 10:36 am من طرف STAR
» جملة قالها محمد بن سلمان لمحمود عباس تثير تفاعلا واسعا
أمس في 9:48 am من طرف STAR
» تضخم "البروستاتا" عند الرجال.. إليكم أبرز طرق العلاج والوقاية
أمس في 9:45 am من طرف STAR
» سلطة جبن الفيتا بالأفوكادو والحمص
أمس في 9:44 am من طرف STAR
» ميزات جديدة في "تيليجرام"
2024-04-30, 10:15 am من طرف STAR
» هل من الضروري غسل الأرز قبل طبخه؟
2024-04-30, 10:13 am من طرف STAR
» نشاطات سياحية صيفية لا تفوت في مدينة بورصة التركية
2024-04-28, 9:56 am من طرف STAR
» مواصفات جبارة.. فيفو تبهر جمهورها بقدرات Vivo X100 Ultra
2024-04-28, 9:56 am من طرف STAR
» خطوات لسلامة طفلك عند تدريب السباحة
2024-04-28, 9:55 am من طرف STAR
» مضاعفات متعددة لقرحة المعدة.. هذه أسبابها
2024-04-28, 9:54 am من طرف STAR
» نصائح لحماية اليدين من الاسمرار خلال فصل الصيف
2024-04-28, 9:53 am من طرف STAR