سقط مبارك عن عرش الكلام ... الياسمينة "مصر" لم تنحني

قبل أن يسقط الحاكم تساقطت أحرفه وإنحسرت معانيها رويدا رويدا عن البلاد وعن العباد.. تساقطت الحاء أول الأمر وما أدراكم ما هي الحاء..هي حاء الحرية حاء الحب.. هي حاء الحياة وهل أوسع من حاء حياة حرف آخر؟؟ ثم تهاوت ألف الإنسان ألف أمل وأحلام ألف الإمتداد والسمو نحو ألف الله... إلى أن سقطت الكرامة مع سقوط الكاف إنخسفت الكلمة وخرس الكلام وعمت كآبة على كاف الكلّ.. كلّ الكلّ.. أما الميم هذه الحلقة المغلقة هي ميم المنتوج والمصنوع في ميم المكان.. لم تعد البلاد جنة العباد صارت جنة الغرباء واللصوص والدخلاء.. صارت ميم المُلك ملكية النظام ضاقت الميم وضاقت وضاقت حتى تفجرت منها ميم موت... هي ميم الموت الذي حرك نبض المكان.. فاهتز العرش وطاحت الأركان الأربعة من كل حد وصوب فعم الموت وطاب في سبيل البلاد.

سقط مبارك عن عرش الكلام وصار هذراً ولغواً ضاقت به الأرض وعافته السماء... فلا قبر له يصير مبصقة الشعوب ولا فسحة في سماء الذكرى للعنات ولا حتى في سماء الله....



الياسمينة "مصر" لم تنحني

نجومه كثيرة

خطوطه حمراء

خطوطه طويلة عمرها عمر الرذيلة

جاء يلون الياسمينة

ظل بياضها مزعجاً

لم تقبل أن تنحني لكي تحصل على الألوان الجميلة

و اليوم عاد هذا الحاخام

ليلون الياسمينة

لكنها لا تنحني

و نحن نصيح انحني قبل أن يقطفك

لكنها لا تنحني

و نحن نصيح

انحني و تلوني

البعض شامت

و البعض حزين

كلنا نريد أن تنحني، فانحني و تلوني

كي لا يقال

أن الياسمينة |"مصر" لم تنحني

لكنها لا تنحني

الياسمينة "مصر" لم تنحني لشى غير الله سبحانه و تعالى



أبناء الحاخام

حملت السماء حقيبة غيومها وغادرتكم

ركب البحر ..سفينته، ورحل عنكم

أعلنت الجبال انتحارها

زرعت ألأودية أقفالها

التفت الغيوم بثياب عصيانها

وانحبست الأمطار خلف قضبانها

حتى الشمس غيرت شروقها

عودوا لصوامع خذلانكم

أبناء القحط والهوان

أبناء الصمت والنسيان

تستحقون الموت البطيء

تستحقون رحيل الأوطان

عودوا من حيث أتيتم

الى رحم أمهاتكم

عودوا تلاحقكم اللعنة

تواروا عن أعين أطفالكم

عودوا لنهايتكم المحتومة

خذوا سفود ذلكم وادخلوها

آمنين بسيوفكم الخشبية

مزدانين بقلائدكم النحاسية

ادخلوها جنتكم الخرافية

لاتحملوا سوى عاركم

وخيانة التاريخ لأحفادكم

بشرايين تمتليء ماء وقطرانا

وجباه معفرة بالسجود للسلطان

مصريين أنتم؟؟ أم رعيل قطعان؟؟

الياسمينة "مصر" لم تنحني .......