تسريبات «ويكيليكس» المصرفية: هل تثير فضائح مالية في أميركا؟

تسريبات «ويكيليكس» المصرفية: هل تثير فضائح مالية في أميركا؟


اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المنظمين الماليين للشركات سيكونون أكبر المتضرّرين من احتمال أن يكشف موقع «ويكيليكس» عن وثائق مصرفية متعلّقة بـ«بنك أوف أميركا».
وكتب المحلل الاقتصادي في الصحيفة أندرو روس سوركين أن وثائق «ويكيليكس»
قد تكشف عن عمليات خدع خلالها المصرفيون العملاء والمنظمين على حد سواء،
مشيراً إلى أن المشكلة الأكبر هي في أن يكون المنظمون قد وجدوا هذه
الوثائق، ولم يفعلوا شيئاً حيالها. واستهلّ سوركين مقاله بمقتطفات نشرتها
مجلة «فوربس» التي حاورت مؤسس موقع «ويكيليكس»
جوليان اسانج الشهر الماضي، حيث قال إن عشرات الآلاف من الوثائق الداخلية
للمصارف ستنشر على الموقع من دون إرسال طلبات للحصول على إذن المديرين
التنفيذيين أو تحذيرهم.
ولفت سوركين إلى أن هذه المقتطفات أثارت حملة تكهنات عالمية بأن يكون مصرف
ما ـ ومن المرجّح أن يكون «بنك أوف أميركا» ـ الهدف التالي لـ«الإرهابي ذي
التكنولوجيا العالية»، في إشارة الى الوصف الذي أطلقه نائب الرئيس
الأميركي جو بايدن على أسانج في نهاية الأسبوع الماضي.
وتابع سوركين أن حديث أسانج، الاثنين الماضي، الى مراسل صحيفة «تايمز أوف
لندن» عن امتلاكه ما يكفي من البرقيات التي تدفع إدارة أحد المصارف الكبرى
الى الاستقالة، قد دفع الى الاعتقاد بأن المديرين التنفيذيين للمصرف هم
مَن سيرتعش خوفاً، ولكن «احزروا من سيكون أكثر توتراً حيال نشر هذه
البيانات؟».
المنظمون في واشنطن
وأشار سوركين الى أن هناك إمكانية للإطلاع على محتويات البريد الإلكتروني
والوثائق الأخرى للمؤسسات المالية من خلال طريقتين: تدقيق «كنز» المعلومات
للمنظمين، أو إحراج حكومة الولايات المتّحدة التي صرفت ملايين الدولارات
في التحقيق في أسباب انهيار «وول ستريت» خلال السنتين الماضيتين.
وتستعدّ لجنة الأوراق المالية والصرف في الولايات المتحدة «أس إي سي» لمواجهة احتجاجات الرأي العام، على خلفية احتمال تسريب «ويكيليكس»
لوثائق مصرفية. وفي هذا الإطار، قال مارك زاودرير، وهو مستشار قانوني في
شركة فليمينغ زولاك ويليامسون زاودرير»، إن «لجنة الأوراق المالية والصرف
مقبلة على معضلة».
وبالطبع، فإن أحداً لا يدرك طبيعة المعلومات التي يملكها أسانج فعلياً، أو
مدى الضرر الذي يمكن أن يلحقه بأي شركة مالية. ومن الصعب التصديق أن أي
بريد إلكتروني يمكن أن يكون صادماً. وتشير شائعات إلى أن «ويكيليكس»
سيكشف عن وثائق ناقش خلالها المصرفيون كيفية قيامهم بخداع عميل، وتبديل
أرقامهم، أو حتى محاولة خداع المنظمين أنفسهم... وكل هذا يمكن توقّعه
تقريباً. لكن المفاجأة الكبرى هي أن تكون السخرية من العملاء والمنظمين
موثّقة، وألا يكون المنظمون قد اكتشفوها بعد، والاحتمال الأسوأ أن يكونوا
قد اكتشفوها ولم يفعلوا شيئاً حيالها.
ويقول خبراء قانونيون إنه في حال ظهرت الأدلة على التعاملات المشبوهة،
فسيواجه المنظمون مشكلة كبرى تتمثّل في الشرح العلني عن عدم توجيههم أي
تهم ضد مصرف ما.
وقال المدعي العام الاتحادي السابق، روبرت مينتز إن «العامّة سينظرون الى المعلومات خارج سياقها العام ولن يفهموا شيئاً».