«ويكيليكس»: تواطؤ بريطاني مع واشنطن سهّل لها استخدام القنابل

من طرف جلنار 2011-02-10, 12:42 pm

«ويكيليكس»: تواطؤ بريطاني مع واشنطن سهّل لها استخدام القنابل العنقودية المحظورة

كشفت وثائق سربها موقع «ويكيليكس» ونشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية، النقاب عن تواطؤ مسؤولين بريطانيين وأميركيين في عملية خداع للبرلمان البريطاني في ما يتعلّق بمعاهدة حظر القنابل العنقودية
المقترحة، إذ قام وزير الخارجية البريطانية أثناء حكم حزب العمّال ديفيد
ميليباند، بالموافقة على إيجاد منفذ للالتفاف حول معاهدة حظر القنابل العنقودية والسماح للأميركيين بإبقاء الذخائر على الأراضي البريطانية.
وخلافاً للبريطانيين، رفض الأميركيون التوقيع على معاهدة دولية تحظر استخدام القنابل العنقودية نظراً لما تخلّفه من أضرار جسيمة على المدنيين حول العالم.
واقترح مسؤولون في البيت الأبيض، بحسب وثائق «ويكيليكس»، أن يُحجب المنفذ
الذي تمّ إيجاده لضمان اليد الطولى للأميركيين في هذا المجال، عن البرلمان
في حال «تعثّر» المناقشات النيابية بهذا الخصوص. ولدى مناقشة مشروع قانون
التصديق على المعاهدة في البرلمان البريطاني هذه السنة، أعلن المسؤولان في
وزارة خارجية حزب العمل حينها غلينيس كينوك وكريس براينت مراراً ضرورة
إزالة ترسانات القنابل العنقودية الأميركية عن الأراضي البريطانية بحلول الموعد النهائي المعلن في العام 2013.
غير أن الإجتماع بين المسؤولين البريطانيين والأميركيين في أيار من العام
2009 خرج بصورة مغايرة وبحسابات سريّة، إذ أفضى الاجتماع بين الحكومتين
الى طبخ «فكرة» السماح للقوات الأميركية بتخزين أسلحتهم العنقودية «كاستثناء موقت» وعلى أساس دراسة «كل حالة على انفراد» في ما يتعلّق بالعمليات العسكرية بعينها.
وأكد مسؤولون في وزارة الخارجية أن هذه الفكرة قد لقيت قبول الحكومة على
مستويات عالية على أساس أنها أُدرجت في مسودة الرسالة الموجّهة من الوزير
ميليباند الى وزيرة (الخارجية الأميركية هيلاري) كلينتون. وتشير الوثائق
التي سربها «ويكيليكس» الى أن القنابل العنقودية
الأميركية تخزّن على بواخر مقابل ساحل القاعدة الجوية دييغو غارسيا في
المحيط الهندي. وينحصر عمل هذه القاعدة الجوية في المهمات العسكرية
الأميركية في الشرق الأوسط، في دييغو غارسيا.
ولم يدرج مفهوم بريطانيا لـ«الاستثناء الموقت» الذي يجبر الولايات
المتّحدة بتنفيذه ضمن الاتفاقية البريطانية - الأميركية. لكن البريطانيين
رتّبوا لأن يتطلّب «أي نقل للقنابل العنقودية
من السفن الراسية في دييغو غارسيا الى الطائرات هناك، سواء بهدف الاستخدام
أو النقل الموقت من الأراضي البريطانية، اللجوء إلى مبدأ الاستثناء
الموقت».
ونُقل عن رئيس وحدة السياسة الأمنية في وزراة الخارجية نيكولاس بيكارد
قوله: «من الأفضل للحكومة الأميركية وحكومة صاحبة الجلالة (الحكومة
البريطانية) الا تصلا الى اتفاق نهائي حول تفاهم «الاتفاق الموقت» هذا الى
أن تكتمل عملية التصديق على معاهدة الحظر في البرلمان، كي يتمكنوا من
إبلاغ النواب أنهم طالبوا الحكومة الأميركية بإزالة القنابل العنقودية في نهاية العام 2013 في محاولة لتجنّب تعقيد النقاش بالإعلان عن أن هذا الاتفاق مفتوح على الاستئناءات».