في حالة نادرة ...... رجل يستعيد النطق بعد 25 عاماً

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-02-28, 8:21 pm

في حالة نادرة ...... رجل يستعيد النطق بعد 25 عاماً

أستعاد شاب من أهالي قرية تل سكين في محافظة حماة في حالة نادرة الحدوث قدرته على النطق بعد أن كان قد فقدها منذ 25 عاماً نتيجة عاهة سببتها حمى سحائية أدت إلى تعطيل مركز النطق في الدماغ.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أنه بعد أكثر من 25 عاماً أمضاها وهو غير قادر على الكلام معتمداً على لغة الإشارة والإيماءات للتواصل مع محيطه الأسري والاجتماعي عادت قدرة النطق لموسى العاني 33 عاماً من أهالي قرية تل سكين في محافظة حماة.
واستطاع موسى نطق بعض الحروف والكلمات وخاصة أن إصابته بهذه العاهة سببتها حمى سحائية أدت إلى تعطيل مركز النطق في الدماغ.
وأوضحت دارين محمد زوجة أخيه التي كانت أول من اكتشف عودة نطقه أنه "حينما دخلت عليه صباحاً فوجئت بسماع عبارة تفوه بها بلسان ثقيل وهي (كيف حالك) ولتتأكد من سماع هذه العبارة طلبت منه تكرارها مجدداً وعندما تمكن من ذلك أيقنت فعلاً بما لا يدع مجالاً للشك أن موسى استعاد قدرته على النطق".
وأضافت دارين أن موسى كان لديه رغبة جامحة ومحاولات عدة لاستعادة نطقه في السنوات الماضية وخصوصاً أن حاسة السمع عنده كانت سليمة كونه يختلف عن باقي الأشخاص البكم الذين يشكون على الأغلب من عاهتي النطق والسمع معاً الأمر الذي كان يدفعه دوماً إلى الرغبة في مشاركة الآخرين ممن حوله الحديث الذي يدور بينهم والتعبير عما يجول في خاطره من أراء وأفكار من خلال قدرته الفائقة على تجسيدها إشارات وحركات وجهه ويديه مع محاولته لفظ بعض الكلمات البسيطة التي يتعذر فهمها أو إدراك معناها بشكل دقيق.
ومن جهته, قال أحد أقارب موسى الذي كان إلى جانبه في مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية غياث العاني إن "موسى أصبح أبكم جراء تعرضه لمرض الحمى في السنة الثامنة من عمره حيث ارتفعت درجة حرارة جسمه فجأة وتفاقمت حالته الصحية رغم كل محاولات أهله آنذاك لخفضها بالاعتماد على وسائل إسعاف وعلاج بدائية عبر وضع الكمادات المبللة بالماء البارد على جبهته ما دفعهم إلى إسعافه إلى عدة مستشفيات في محردة وحماة وحمص دون جدوى حيث فقد القدرة على النطق نهائياً منذ ذلك الوقت الأمر الذي أدى إلى تركه المدرسة وهو في الصف الثالث الابتدائي".
وأضاف العاني أن "موسى عقب إصابته بتلك العاهة أصبح أكثر خجلاً وانطوائية رغم أنه كان قبل مرضه يتسم بشخصية محببة فضلاً عن تميزه بذكاء حاد وقلب طيب واستعداد دائم لتقديم المساعدة للآخرين".
ومن جانبه, قال موسى الذي ما زال يجد صعوبة في لفظ بعض الكلمات والعبارات إنه "بادر إلى الحديث فور بدء قدرته على النطق بالهاتف مع بعض إخوته البالغ عددهم 6 لعدم تواجدهم في القرية والذين لم يصدقوا للوهلة الأولى عند سماع صوته على الهاتف نظراً لعدم اعتيادهم عليه ولكن ما إن نطق بالمزيد من الكلمات بنبرة صوته حتى تأكدوا أن ما يسمعوه هو صوت أخيهم موسى".
وعبر موسى عن رغبته بالزواج وتكوين أسرة قريباً بغية ممارسة حياته بشكل طبيعي.
من جهته, أشار الدكتور وهبة زيدان المتخصص بأمراض الأذن والأنف والحنجرة وتخطيط السمع والدماغ إلى أنها حالة نادرة وحتى الآن لا يوجد تفسير علمي أو طبي إن "المريض كان يعاني من عدم القدرة على النطق جراء إصابته بمرض الحمى السحائية التي أدت إلى تعطيل مركز النطق في الدماغ مدة تزيد على 25 سنة ", لافتاً إلى أن "هناك إمكانية لتحسن مستوى النطق لديه بشكل تدريجي نتيجة الممارسة اليومية والتمرين على ذلك من خلال التواصل وتبادل الحديث مع الآخرين".