غياب عبد الله السنوسي عن الساحة

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-03-02, 10:31 pm

غياب عبد الله السنوسي عن الساحة
خاص - ليبيا اليوم
يرى كثير من المحللين أن استبعاد القذافي لرئيس جهاز الاستخبارات العميد عبد الله السنوسي في الظروف الراهنة من الأمور التي يجب أن نقف عندها طويلا ونحن نتابع كل ما يصدر عن القذافي في هذا الوقت، خاصة وأن للعميد السنوسي حياة حافلة بمواقف الولاء للقذافي، فهو المسؤول الأول عن تنفيذ مذبحة بوسليم التي راح ضحيتها 1200 سجين في ليلة واحدة، و تفجير طائرة UTA الفرنسية فوق النيجر 1989 و التي راح ضحيتها 170 راكب ولشدة عنفه وولائه أيضا فقد كان مبعوثه إلى بنغازي خلال الأيام الأولى للثورة ، وإذا وزعنا الكتائب التي كانت تقود القمع على أبناء القذافي فقد نال السنوسي نفس الثقة ومنح قيادة كتيبة الفضيل بو عمر جنبا إلى جنب مع الساعدي ابن القذافي .
ويقولون : إن غياب السنوسي عن مسرح الأحداث الآن- بهذه الكيفية- بالرغم من مكانته ،وتاريخه ، وولائه يفتح الباب لعدة احتمالات منها :
الإخفاق في بنغازي
لقد كانت سرعة سقوط بنغازي بين أيدي الثوار أمر يمكن أن يجعل من عبد اله السنوسي ضحية غضب القذافي ، لأن عودة السنوسي إلى طرابلس يجر أذيال الخيبة كفيل بأن يدفع القذافي إلى إعدامه في الحال ، وكتمان الأمر لعدة أيام ثم يعلن عن تنحيته من منصبه ، ليشاع بعد ذلك أنه قتل على أيدي الثوار .

خارج دائرة الثقة
الاحتمال الآخر الذي يمكن أن نتوقعه هو ما يتعلق بأشكال الدوائر الأمنية المحيطة بالقذافي، فمن المعروف أن ثقته تشتد في نطاق أبنائه، أو أبناء عمومته ( القحوص ) المقربين، ثم تتسع الدائرة لتشمل عناصر مقربة أخرى ولكنها أقل ولاء من أبنائه ، وإذا حاولنا تصنيف السنوسي من خلال معيار الدوائر هذا فإننا سنجده في مكانة مباشرة لمكانة أبنائه ، وعملية استبعاد السنوسي ربما تشير إلى نوع من انحسار مساحات الثقة إلى دوائر أضيق ، ومن المعروف عن القذافي أنه إذا عزل ، أو استبعد ، أو غيب أحد في ظروف استثنائية فإن ذلك يعنى تصفيته .

شاهد إثبات
إن استبعاد السنوسي، أو قتله، أو إخفائه، أمر ربما يعين القذافي على عملية الإعداد للاستجواب ربما في الأيام القادمة، فالعميد المقرب كان المنفذ الأول لعدة جرائم كان القذافي هو من أصدر الأوامر إليه لتنفيذها، وغيابه الآن يوصد الأبواب عن مجموعة كبيرة من المماراسات العنيفة التي يمكن أن تكون كفيلة بإدانته أمام المحاكم الدولية .
إن تاريخ القذافي فيما يخص تصفيته لمن حوله يفتح الأبواب أمام احتمال إضافي يكمن أن يكون السنوسي من ضمن من كانوا ضحية لحظة غضب جعلته في مرمى فوهة القذافي كما حدث مع حسن إشكال ، وزير الداخلية إبراهيم بكار، وزير الخارجية الليبي إبراهيم البشاري، ولن يتوقف القطار عند السنوسي فقد تطال نار القذافي كل المقربين منه .
وفي انتظار أن يظهر المخبوء ، وينكشف المستور، ويظهر الموقف الأمني المتواصل الذي يكتنف حياة العقيد، تظل كل الاحتمالات قاصرة عن بلوغ الحقيقة التي ستفوق تصور الجميع .التاريخ : 2/3/2011