عفواً أيها المتسلقون؟..

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-09-01, 10:02 am

عفواً أيها المتسلقون
الثورة لغةً مصدرها ثار وجمعها ثورات وتعني بمفهومها العام اندفاعاً قوياً نحو تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية و الاقتصادية و حتى الفكرية تغييراً أساسياً و هـذا هو الهدف من ثورتنا .
لقد ثار الليبيون ضد الظلم و القمع و التجهيل و مصادرة الحريات , ثار الليبيون من أجل الكرامة و الحرية , بعد أن عاش الشعب الليبي أكثر من أربع عقود طويلة مظلمة كتمت فيها أنفاسهم و كممت أفواههم و صودرت حرياتهم و نهبت أموالهم و في كثير من الأحيان أزهقت فيها أرواحهم .
نشر بصحيفة الكلمة العدد (16) 14 أغسطس 2011 .
و اليوم بعد السابع عشر من فبراير صِرنا نستشرف مستقبل ليبيا الجديد بكثير من الأمل و التفاؤل ، ذلك المستقبل الذي سنبني فيه دولتنا ليبيا الحرة ، الدولة التي تُحفظ فيها كرامة المواطن و لا تصادر فيها حرياته ، الدولة التي يخضع فيها الجميع لحكم القانون , لا مكان فيها للوساطة و القرابة و المحسوبية , و لا حصانة فيها لأحد ، دولة يحترم فيها المثقفون و المتعلمون والكفاءات و يشارك الجميع في بنائها .
و بينما نستشرف نحن هذا المستقبل و تخالج أفكارنا هذه الأحلام ببناء ليبيا الحرة , ننشغِلُ عن مجموعة من هـواة التسلق , تلك الوجوه التي تقفز إلي الواجهة من وقت لآخر وتعلن الانضمام إلي الثورة ، وتؤكد عزمها علي دعم أحلام الليبيين الذين يقدمون أرواحهم رخيصة كل يوم من أجل تحقيق غايتهم , بعد أن كانوا يصفونهم قبل وقت قصير في بداية الثورة بأنهم مخربون و مفسدون قد زعزعوا استقرار البلاد و أمنها ، هذه الوجوه هي نفسها التي صفقت وهتفت للقذافي طيلة أربعين عاماً و امتلأت حناجرهم بقول ”سير يا قايد و احنا امعاك ” ، خاصة و إنهم إلى جانب هواية التسلق يجيدون القفز فتجدهم يقفزون من مكان لآخر لكي يثبتوا وجودهم و يلفتوا الأنظار إليهم , إنهم هم ذاتهم الذين نراهم اليوم يشاركون في إدارة الأزمة في كثير من المؤسسات و الشركات و الهيئات بعدما كانوا هم أصلاً سبب الأزمات طوال عقود طويلة , يتسلقون و يقفزون على أمل أن يجد كل منهم نفسه بعد سقوط القذافي وتحرير كامل تراب ليبيا ”وزيرا” أو “مديراً” أو “مسؤولاً ” !!!! …… في الوقت الذي لم يتقلدوا فيه منصباً و لا إدارة في النظام السابق بحكم كفاءتهم أو خبرتهم أو لأن مؤهلاتهم تؤهلهم لذلك بل لقدرتهم على التسلق و التملق أو صِلة قرابتهم بفلان أو عِـلان من رموز و أزلام النظام السابق هي التي دفعت بهم ورفعت من مكانتهم الوضيعة .
فهل يمكن لمثل هؤلاء أن يقودوا المرحلة القادمة مرحلة الشفافية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية ؟
وهل التغيير الذي نسعى إليه يمكن أن تحدثه أيــدٍ تلطخت بدماء الليبيين أو بأيدٍ سرقت أموال الليبيين ؟ .
وهل يمكن لمن دعم الاستبداد والظلم لسنوات طِوال أن يكون اليوم من قادة التغيير أو من دعاة العدالة والديمقراطية ؟ .
وهل يمكن لأشخاص تربوا في مدرسة القـذافي وتشبعوا بأفكاره الهدامة و أتقنوا وسائلها في الخديعة والتضليل والانتهازية أن يحققوا طموح الليبيين في التغيير ؟ .
نعم إننا ندعم مبدأ التسامح , و لكن جاء في الحديث الشريف (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ), فالتسامح لا يعني أن كل من شارك في دعم نظام القذافي أصبح الآن ملاكاً منزلاً و علينا أن نسَـلّـم له , و له أن يتقلد المناصب و يدير الإدارات , نعم نتسامح معهم في إطار المعقول و المقبول من لم ينهب أموالنا و لم تتلطخ يداه بدمائنا يكفيه أن يكون مواطناً ليبياً عادياً يعمل في مؤسسات الدولة و يتقاضى مرتباً كبقية الليبيين ….
فهؤلاء الأقزام – أقزام هذا الزمان – امتلأت بهم الساحات و عجت بهم المؤسسات و الشركات من جميع القطاعات , لقد تمادوا وكثروا لأنهم لم يجدوا من يوقفهم عند حدود سفاهتهم و يقطع حبالهم التي يتسلقون بها .
لا أيها السادة المتسلقون لم نقدم عشرات الآلاف من الشهداء لكي تتسلقوا أنتم على جثثهم الطاهرة و أن يرضخ لكم البقية و يقدموا لكم الولاء و الطاعة ، وإن كان الشعب الليبي شعباً طيباً فإنه ليس مغفلاً .
أيها المتسلق اسأل نفسك بصدق , هل أنت شخص سوي ؟ أم لص وضيع ؟ … غفل عنه التشريع و القانون في دولة قديمة بالية غاب عنها القانون !!!!!!!
هل من حقك أيها المتسلق ما نلته و ما تسعى الآن لكي تناله ؟
حين تجد الإجابة أمام نفسك على هذه الأسئلة , فعليك أن تمد يدك إلى وجدانك بصفعة قوية لعلك تستفيق وتفيق وجدانك وعقلك و تعلم أن الليبيين لن يمهلوك طويلاً , و عليكم أن تراجعوا أنفسكم و تعيدوا حساباتكم و تبحثوا لكم عن هوايات أخرى غير التسلق و القفز تكون أقل خطورة منها .
بقلم : محمود الرجوبي

من طرف ولد الجبل 2011-09-01, 11:09 am

لقد أجاد الكاتب ووضع النقاط علي الحروف كما يقولون فيجب ألا يكون لهؤلاء مكان في مراكز السياسة والاقتصاد لأنهم يمثلون خطرا علي هذه المرحلة بالذات.. شكرا للكاتب .... وشكرا لمن نقل هذا المقال إلينا

عفواً أيها المتسلقون؟..

عفواً أيها المتسلقون؟..

رد: عفواً أيها المتسلقون؟..