جمعية الهيلع بين الإستمرار والإغلاق

جمعية الهيلع بين الإستمرار والإغلاق



تعتبر جمعية الهيلع للدراسات الميدانية بمدينة درنة من أكثر الجمعيات الأهلية التي مازالت تكافح من اجل استمرارها وهي أول جمعية أهلية علمية ليبية تأسست على يد الأستاذ الفاضل محـمد حسن الهنيد، الذي يعتبر المؤسس الأول لها سنة 1976 م بمدينة سوسة.

كان الأستاذ محمد مدرسا للتربية الفنية، وكانت هوايته جمع المقتنيات والأشياء القديمة، التي كان يستخدمها الأجداد، وكذلك جمع العملات القديمة والحديثة، وقد خصصت لها مدينة درنة مكانا، أصبح اليوم من الاماكن المهمة التي يزورها طلبة الجامعات والشباب الكشافة والوفود السياحية، وكذلك تقام فيها جميع الأنشطة الثقافية والندوات عن الجهاد وإحياء المعارك، ويبلغ عدد المشتركين بالجمعية 1000 عضوا.
ومن اكتشافات الجمعية كهف الصخرة، والذي يبعد عن ساحل مدينة سوسة حوالي 7 كيلومتر، ففي احد أيام شهر رمضان سنة 1957 م اخذ الهنيد عدته ومصباحه الكهربائي وقصد ذاك الكهف المغلق بالحجارة، ووجد نفسه أمام فوهة الكهف المغلق، وبدأ بإزالة الحجر عن الكهف، وعندما أتم ذلك وجد نفسه أمام كهف مظلم، فتشجع وقتل الخوف، ودخل الكهف المظلم، وأضاء مصباحه وسار ولاحظ انه في ممر طويل تحيط به الأشجار وجد ساحات كبيرة منسقة ذات مناظر جميلة كما وجد كتابات تعود إلى العهد الإغريقي وبجانبها بعض الآنية التي كان يكتب بها. وبجانب ذلك قطع من مصابيح فخارية والتي يبدو إنها كانت تستعمل للإضاءة داخل هذا الكهف المظلم.
وأكتشف عن طريق الجمعية كهف آخر يقع بين سوسة وشحات، والذي تم النزول إليه بواسطة الحبال التي تم إعدادها لهذا الغرض. أما عن المدينة التي تم اكتشافها تحت الماء فيقول الهنيد عنها أنه: "في يوم من أيام سنة 1967 بينما كنت في رحلة صيد غربي منطقة الحنية بحوالي 20 كم شاهدت منطقة جبلية في البحر فذهبت أليها وبروح الباحث آخذت نبحث فاكتشفت فيها بعض الأعمدة وبذلك استمرت في البحث حتى وصلت إلى العديد من الأقواس والأعمدة الرومانية تحت البحر وإذا بها بقايا كنيسة بيزنطية وأبلغت مصلحة الآثار بذلك ويمكن استغلالها كمنطقة سياحية".
وللجمعية مشاركات دولية في كل من ألمانيا حيث تحصلت على الترتيب الأول، وفي مالطا والإمارات العربية في المهرجان الدولي للأحياء التراث، ولقى جناح الجمعية الاهتمام من قبل الزوار والمسؤولين. كذلك قامت الجمعية بزراعة السمك في منطقة الجغبوب الصحراوية، وبعد فترة نجحت هذه الفكرة، وأصبحت الأسماك تتكاثر حتى إن البعض تعجب وقال: سمك في الصحراء؟ إنها معجزة.
وتحصل الأستاذ محمد حسن الهنيد المؤسس لهذه الجمعية على عدة أوسمة منها: وسام الوالد، ووسام الجهاد، ووسام الأسوة الحسنة، ووسام الريادة. كما تحصلت الجمعية على عدد من شهادات التقدير، وتعتبر أول جمعية ليبية تتحصل على موافقة من منظمة اليونسكو.
وبعد فإن التاريخ الطويل لهذه الجمعية وبعد هذا المشوار المليء بالمشاركات وجمع التراث والمقتنيات الشعبية وبعد اثنتين وثلاثين سنة من العمل المتواصل دون توقف من مؤسسها وجميع أعضاءها، وكما قال الأستاذ محمد الهنيد أن هذه الجمعية وبعد هذا المشوار الطويل مهددة وتسير نحو الإغلاق نظرا لعدم وجود دعم، وما فعله مؤسسو تلك الجمعية عجز عن فعله آخرون، لكن حب الوطن وتاريخه كان دليلهم لما قاموا به.

بارك الله فيك وجزاك كل خير
لك تحياتي وتقبل مروري

شكراً