التلطف واللين من علامات القلب السليم

التلطف واللين من علامات القلب السليم

بسم الله الرحمن الرحيم


يقول الحق تبارك وتعالي : " فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر"
فقال فيها الطبري
فإنه يعنـي بـالفظّ: الـجافـي، وبـالغلـيظ القلب: القاسي القلب غير ذي رحمة ولا رأفة،
وقال الرازي : الفظ الذي يكون سيء الخلق، وغليظ القلب هو الذي لا يتأثر قلبه بحال الأخرين .
ولهذا نرى أن عكس الغلظة .. التلطف والتودد للناس ولين الجانب في معاملتهم وهو خلق مطلوب شرعا ومستحن طبعا ينم علي استقامة الإنسان وسلامة قلبه من كبر وغلظة , فالقلب هو مكان الاستقامة ومقر النية في كل عمل ولا تحسب ان ما تخفيه عن الناس في قلبك لا يظهر لهم بل يراه كلهم علي وجهك حيث تظهر علامات التجهم والتكشير في تقاطيع المحيا ويؤكده تصرفاتك التي تنم علي الكبر والغطرسة وعدم مشاركتهم احوالهم فلا تبادرهم بالتحية ولا تشاركهم احاديثهم ولا تهمك احوالهم من افراح واتراح .
فاعلم يا اخي ان الخلق اللين والتلطف من اخلاق النبوة فقد تعلمه رسولنا صلي الله عليه وسلم من رب العزة ولذلك كان طبعه التلطف مع الناس فالتف من حوله فقيرهم وغنيهم وسادتهم وعبيدهم وكان لا يفرق بينهم ويحاكيهم ويسمعهم ويلاطفهم ولم ينقص ذلك من قدره عندهم بل زاده حبا في نفوسهم واتباعا لما جاء به من هداية لهم .
فلا يليق بالقلب ان يكون به غلظة وهو مكان الحب والعشق ومنبع الكلمات الحلوة والألفاظ المفرحة التي تداوي الجراح وتطرد الحزن عن النفوس , فهل رأيت الحبيب يغلظ القول في وجه حبيبه أو يقابله بتجهم وتكشير .. ابدا بل يسارع إلى لقائه والشوق يملأ قلبه والإنشراح والبشاشة علي وجهه ... فهل يجتمع البغض والكبر والغلظة مع الحب واللين واللطافة والبشاشة والابتسامة التي تزرع ورود الأفة في النفوس في قلب واحد ... لا اعتقد ذلك إلا إذا كان في القلب مرض والعياذ بالله .
فأملؤا قلوبكم حبا للناس وقابلوهم بالبشاشة والابتسامة تكسبوا ودهم وتنالوا رضاهم وتأمنوا جانبهم واعلموا أن تبسمك في وجه اخيك صدقه ...

ودمتم في محبة وسلام