التفاؤل يمح أثر المصائب

التفاؤل يمح أثر المصائب
بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله عز وجل: "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ
إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ `
لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ
وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" الحديد: 22، 23(

ليعلم جميع الناس وهم المخاطبون بالقرآن واحكامه أن ما أصابكم من مصيبة في انفسكم أو في اموالكم إلا هي مكتوبة في كتاب عند الخالق تبارك وتعالى ويعلمها من قبل ان تخلقوا ... ونحن نعلم أن ما من إنسان إلا ويحزن ويفرح , ولكن الخيرين المؤمنين إذا اصابتهم مصيبة فصبروا وإن أصابهم خير فشكروا هكذا هي الطريقة المثلى ولذلك فلا تحزنوا أيها الناس لأن في الحالتين اجر عظيم من الله .. قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم .
والدنيا تأتي كل يوم بجديد فيها مصائب القتل والفقد والألم والحروب وكوارث الطبيعة والقحط والجوع وهي اكثر ما يؤلم الناس ويؤثر فيهم فكانت , الآية تسلية لهم .
وفي التطور السريع للحياة وكثرت مشاكل الدنيا ومصائبها جعل الله لها النسيان دواء والأيام كفيلة بأن تمحو آثار كل مصيبة لأن الدنيا لا تتوقف عند حادثة معينة ولكن الآثار النفسية والمتاعب الفكرية أكبر ضررا علي صحة الإنسان وعقله وتفكيره فعلاجها قول الحق تبارك وتعالى : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ" الزمر: 53( فالقنوط يأتي من كثرة التفكير في المصيبة وحبس نفسه في حزن دائم وهو أمر مكروه لأن القنوط يعني اليأس وصاحبه عديم الأمل يعيش تحت وطأة الماضي وآلامه ومصاعبه وعوائقه
يضخم الصورة السلبية حتى تصير مثل الهرم فيصعد إلى قمته ويجلس عليها.
واما صاحب التفاؤل والأمل يهتم بالمستقبل وما يجب أن يملأه به وبما يعود عليه وعلى وطنه ودينه بالنفع ... يقولون : من التفاؤل يولد الأمل، ومن الأمل يولد العمل، ومن العمل يولد النجاح.
، فحينما تريد وتقرر أن تكون متفائلاً فسوف ترى ألف سبب له
أما حينما تستسلم لليأس فسوف تكون عاجزًا عن رؤية أسباب التفاؤل
واعلم أن الإيمان حصن حصين للتفاؤل، فكلما زاد إيمانك ارتفعت ثقتك في الله عز وجل وأن الله لا ينساك أبدًا ما حييت، ولا تنسَ أن تدعو لنفسك بالتفاؤل.
وكلما مرّ بك خاطر اليأس تذكر قوله تعالى: "إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" يوسف: 87) وإذا كنت شخص حساس عاطفي الحس...
عالج هذه الأمور بموضوعية، نحن لا نطلب منك أن تلغي إحساسك، وعواطفك
ولكن زِن الأمور بميزان العقل والمنطق تعيش سعيدا رغم المحن .. هكذا الإنسان المؤمن . فتعلق بكاشف الكروب ومزيل الهموم وإجعل قلبك عامرا بذكره واطرد عن نفسك اوهام الماضي وعش ايامك ومستقبل عمرك فالأيام التي تمضي لا تعود
فبذلك تسعد نفسك ويسعد من حولك ...
نأمل ان يكون في هذه الكلمات موعظة لما أصابنا في هذه الأيام ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته