البطولات في أساطير الإغريق

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-09-29, 2:37 pm

البطولات في أساطير الإغريق
مدينتنا الحبيبة مصراتة، منها الأصهار والأخوال والأصدقاء والشهداء الكثر، كل هذا لا يختلف فيه اثنان، وبطولات حقيقية وليست أساطير، ولكن عندما يصل الأمر درجة المبالغة يدخل مرحلة الأساطير، فمحاولة التميز بمنطق المناطقية الضيق بما يوحى أن باقي المدن في ليبيا لم تضحي بأولادها، فماذا حدث في بنغازي لا أعني بنغازي المدينة بل الإقليم من حدود مصر إلى سرت، فكان الثوار من كل مدن الإقليم وحدة واحدة، وماذا في الزاوية وزوارة وجبل نفوسه والجنوب لا استثناء لمنطقة في ليبيا من التضحية بالدماء الغزيرة وكانوا يطلقون على أنفسهم ثوار ليبيا فقط ولكن الذي حدث في الأيام الأخيرة بعد تحرر مدينتنا الحبيبة مصراتة ويرجع الفضل في تحريرها إلى كل ثوار ليبيا من كل المدن وخاصة الجهات الشرقية والذين أتوا إليهم من البحر بالرجال والسلاح والتحموا مع أخوتهم ثوار مصراتة إلى أن حررت أخيرا، ولكن بعد ذلك ظهرت نغمه فيها شيء من الجهوية أو المناطقية الأمر الذي أستفز الآخرين فسمعنا على بعض الفضائيات بعضها بالهاتف، والبعض أمام الكاميرا، أصوات من مصراتة منهم من قال إن أخوتهم في الشرق باعوهم السلاح، وهذا غير صحيح وأنا شاهد عيان ربما أن بعض الشباب لايتجاوز عددهم أصابع اليد قد باعوا وهؤلاء استثناء ولكن الصحيح أنه تم في كثير من المناطق تجميع السلاح وتسليمه مجانا لأشخاص من مصراتة وما سمعناه أن هؤلاء هم من باعوا السلاح بأسعار عالية لأهلهم هناك ربما من اتصل بالهاتف قد يكون من الطابور الخامس أو ليس من مصراتة أصلا، وغرضه الفتنه والاستفزاز ولكن عندما يتكلم شخص أمام الكاميرا أن أسود مصراتة يريدون تحرير سرت وأسود مصراتة سيفعلون ويفعلون وأنهم يريدون حصة في الحكومة والصحيح لاتوجد حكومة، فالانتقالي والتنفيذي ماهم إلا ثوار يقودون أزمة مؤقتة وكأن أحبتنا في مصراتة نسو أن بجانبهم ثوار يحاصرون كتائب الطاغية في بني وليد وهم من كل المناطق وأن في صفوف ثوار مصراتة أخوة لهم من كل المناطق.
كما أننا لا نريد أسلوب المحاصصة في الحكومة، وكأننا طوائف ومذاهب حتى في الحكومة الرسمية بعد الدستور فمابالك بحكومة مؤقتة أو انتقالية فهذه يترك البت فيها للمجلس الانتقالي لأنه الجهة المعترف بها دوليا لتمثيل الليبيين بناء على الكفاءة والوطنية، وننبذ ونركل خارج الدائرة من يبحث عن السلطة سواء كان فردا أو منطقة، لأن من يسعى للسلطة لا يريد خدمة الليبيين بل يريد ما وراء السلطة من مكاسب، فنحن عندما خرجنا كان شعارنا ليبيا قبيلة واحدة وخرجنا من أجل مبادئ سامية فوق الماديات وهي التحرر من العبودية واحترام أدميتنا وإن كنا لانغفل الجوانب المادية ولكنها ليست الأولوية.
ولا أعتقد أن مصراتة أو بنغازي أو أي من المدن الليبية عندما ثارت كان الهدف هو الماديات أو السلطة والتسلط ستكون هذه خيانة للشهداء ومن تقطعت أوصالهم في سبيل الحرية والكرامة لكي يخطفها وصوليون همهم التسلط والمكاسب المادية، فيجب أن يكون معيار اختيار الأشخاص للمهام التي تخدم الليبيين، أولا، أن تكون هويته ليبي فقط، لا شرقاوي ولا طرابلسي ولا مصراتي، ثانيا، أن يكون كفؤا ووطنيا حقيقيا.
بعد ذلك ما يجب التركيز عليه، هو الكيفية الإدارية السليمة، فمثلا عندما يكلف وزير للصحة يجب أن تكون رعاية المواطن في المجال الصحي في منطقة غدامس مثلا تماما كرعاية المواطن في بنغازي ورعايته في أمساعد كرعاية المواطن في طرابلس، وهكذا مع بقية الوزارات في تقديم الخدمات للشعب دون الاهتمام إن كان الوزير من أي منطقة.
بقى أن نوضح الأسطورة لمن لايعرفها ففي تاريخ الإغريق القديم كانت هوايتهم صنع البطولات الخيالية وقد يكون فيها شيء بسيط من الحقيقة وقد تكون خيالا بكاملها، وحاشى أن تكون بطولات مصراتة أو غيرها أساطير خياليه إذا بقيت في إطار بطولات ثوار ليبيا، ودامت ليبيا حرة.
أحمد داوود