مقاتلو المجلس الانتقالي يلاحقون القذافي في الصحراء

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-09-30, 4:42 pm

مقاتلو المجلس الانتقالي يلاحقون القذافي في الصحراء
بي بي سي نيوز-طرابلس
بدأ مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي بالتوغل في الصحراء بحثا عن العقيد معمر القذافي، مقتفين أثر اشاعات وجوده من واحة إلى واحة.
...
وقد وصلت قوات المجلس الانتقالي الى أبعد نقطة في العمران الليبي بعد شهر من سيطرتهم على العاصمة طرابلس.
وتتردد اشاعات عن تجوال القذافي وأقرب مناصريه في الصحراء الليبية، جنوبي أو غربي ليبيا، مع مجموعة من المقاتلين الطوارق.

وتمتد المنطقة التي يعتقد أن القذافي موجود فيها من بلدتي سبها وعوباري إلى غات وغدامس بالقرب من الحدود الجزائرية.
دعم محلي
وقد استولت قوات المجلس الانتقالي على بلدة سبها الأسبوع الماضي. وتتبعنا رتلا من الشاحنات الصغيرة التي استقلها مقاتلو المجلس الذين توغلوا في الصحراء، وقد نصبت على أسطحها مدافع مضادة للطائرات، وراجمات صواريخ ورشاشات ثقيلة.
كان الرتل متوجها الى عوباري على بعد 200 كم، عبر واحات النخيل، وعلى امتداد البصر يمكن رؤية كثبان رملية ضخمة.
بلدة عوباري هي أبعد نقطة يصل اليها مقاتلو المجلس.
حين وصولنا الى هناك رأينا رجالا من الطوارق يستندون على الجدران ويستظلون بها من الشمس الحارقة، بينما شاهدنا ملصقا عليه صورة للقذافي بلا رأس، بفعل تعرضها لقذيفة.
قال لنا أحد مقاتلي المجلس انهم دخلوا عوباري الخميس من دون تكبد أي خسائر، وأضاف "الكثيرون كانوا وما زالوا يدعمون القذافي هنا، لذلك فنحن لا نستطيع الوصول الى كل مناطق البلدة".
وانتشرت المتاريس في بعض الشوارع، ورفعت عليها رايات القذافي الخضراء.
نهب
وقال لنا المقاتل انه سمع أن صهر القذافي ومعاونه ومدير استخباراته عبدالله السنوسي كان في عوباري قبل أن تدخلها قوات المجلس بيوم واحد.
وقال لنا د شهيد باتينيا، وهو من بنغلاديش ويعمل في مستشفى البلدة انه يعتقد ان 90 في المئة من السكان يدعمون القذافي، وتابع ان النظام وزع مئات قطع الأسلحة على السكان بعد اندلاع الثورة، وحث الناس على القتال.
وقال باتينيا إن قوات القذافي نهبت مساكن الأطباء بعد إخلائها بالقوة، "لم يكن هناك أحد ليحمينا، ونخشى أن يعودوا ويكرروا عمل الشيء نفسه".
في أحد الأحياء البعيدة من البلدة تقوم قاعدة عسكرية للطوارق الذين كان يقاتلون مع قوات القذافي، وليس فيها الآن سوى بعض الطوارق الذين انضموا الى الثورة، ومنهم عبدالله السوقي الذي أخبرنا أن المئات فروا من القاعدة باتجاه النيجر.
أما عمر سيدي فقال انه لا يعتقد أن القذافي يستطيع أن يصمد طويلا في الصحراء بدون دعم لوجستي وبدون التزود بالمياه والوقود.
خارج حدود عوباري ليس هناك سوى رمال الصحراء تمتد بطول 350 كم الى حدود الجزائر والنيجر.هذه الطريق هي التي سلكتها عائلة القذافي للوصول الى النيجر.
لكن بينما يقول الكثيرون انهم رأوا مدير استخبارات القذافي هنا، الا أن أحدا لم يذكر انه شاهد القذافي بنفسه.
القتال حتى الموت
لطالما كانت بلدة سبها معقلا لأنصار القذافي، ولقبيلته نفوذ قوي هنا، وتتحكم البلدة بالطرق المتجهة جنوبا وغربا، لذلك كان سقوط البلدة الاسبوع الماضي بسهولة مفاجأة للكثيرين، حيث اعتقلوا البروفيسور محمد المدني الذي عرف القذافي على مدى 50 عاما، منذ كانا طلابا في المدرسة معا.
قال لنا مدني انه التقى عبدالله السنوسي قبل عدة أيام في سبها، قبل سقوطها بقليل، وقال أيضا انه يعتقد أن القذافي موجود في مكان ما في الصحراء وانه لن يستسلم أبدا.
وأضاف مدني "قال انه سيختار الموت أو النصر، والنصر غير متاح حاليا، لذلك فالموت هو الأكثر احتمالا".