إذا زاد الشئ عن حده انقلب إلى ضده

إذا زاد الشئ عن حده انقلب إلى ضده
بسم الله
النفس بطبعها تواقة لكل شئ جميل المنظرفي العينين, أو لذيذ الطعم في المأكل , أو لطيف علي الروح في المخبر والعشرة , تعيش معه أيامها لا تشعر بمرور الوقت ولا تحس بملل معه , فهو زاد الروح والجسد في آن واحد , ولكن قد يطرأ عليها طارئ من داخلها يفسد عليها الأشياء الحلوة التي عاشتها . هل تعرف لماذا ؟ .

كل أمور الحياة لها ميزان إن نقص عن الحد الأدني كان ذلك سيئا وإن زاد عليه كان كذلك سيئا .. إذن التوسط في الأمور هو ذروة السعادة والمتعة ... فلو نظرنا إلى الخصال المحميدة التي نعرفها كالشجاعة مثلا فهي أمر وسط بين الجبن والتهور وكلاهما قبيح .. والكرم وسط بين البخل والتبذير .. وهذه صفات غير محمودة .. فلو قسنا هذه القاعدة علي الحب الذي هو أساس العلاقات الطيبة وعنوان السعادة فهل ينطبق عليه كغيره من أمور الحياة .
الحب شئ جميل يؤلف بين القلوب ويلطف المشاعر ويجعل في القلب حنين رقيق يضفي علي الحياة بين البشر سعادة تزيل كل هموم النفس وتنقي الأجواء من كل ما يعتريها من عصبية وتوتر نتيجة المجاهدة في طلب الرزق فيعود ذلك الإنسان المجهد من عمله وهو في شوق إلى حنان من عشير محب طيب القلب يعطيه جرعة رحيق المحبة الصادقة ينشط بها دقات قلبه ليتدفق الدم في عروقه فيشعر بسخونة في أطراف جسده تعيد له سعادته ونشاطة فينسى متاعبه.
ولكن هذا الحب إذا بهتت المشاعر وتغير لونها وقل زاده من الكلمات الرقيقة , ستذبل أوراقه وتقل ثماره ويشعر الآخر بالملل ورتابة الحياة فتكثر المشاكل وربما تؤدي إلى الفراق المؤلم نتيجة للشعور بالإهمال... ومن الناحية الأخرى عندما تزيد درجة الحب وتصل إلى التهاب المشاعر إلى درجة الوله والشوق الزائد عن حده والذي يتمثل في الاهتمام الكبير بالحبيب وأخباره وتقييد حريته والتجسس عليه والوقوف بينه وبين أصحابه والحيلولة بينه وبين أهله وأقرانه , فلا يريده يضحك إلا له ولا يتكلم إلا بحبه ولا يدور إلا في فلكه .. هنا تظهر أشياء تفسد هذا الحب كالغيرة مثلا من قبل المرأة والتي قيل عنها أنها حب زاد عن حده انقلب إلى ضده .. أو ملل الرجل من أسئلة المر أة : أين كنت ؟ ومع من ؟ ولماذا تأخرت ؟ . فهذه أشياء كنموذج بسيط أردت أن اوضحها لشبابنا وشاباتنا يضعوها أمام أعيونهم وهم في بداية طريق الحياة التي نسأل الله أن يجعل أيامهم صحة وحب وسعادة .

تقبلوا تحيـــــــــــــاتي