محمود جبريل: الشباب الليبيون غائبون تماما عن الساحة السياسية

أعلن رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي المستقيل (رئيس الوزراء السابق) محمود جبريل إن سبب استقالته من منصبه جاء لشعوره بأنه مجرد رئيس حكومة على ورق، وذلك بعد تحرير العاصمة الليبية طرابلس نهاية شهر أغسطس الماضي.

وجاءت تصريحات جبريل هذه يوم أمس الأول (الإثنين) خلال محاضرة له حول “المرحلة الراهنة والنظرة المستقبلية لليبيا” أقيمت بمدينة بطرابلس.

وقال جبريل “إن الإنسان يقوم بدوره طالما كان ذلك الدور فعالا (..) بعد تحرير طرابلس شعرت بأنني مجرد رئيس حكومة علي ورق، وأصبح المجتمع الدولي والمحلي يسألاني عن أشياء لست على علم بها”.

وأوضح أن هذه الأشياء تكمن في بعض الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، واعتداءات بعض الثوار وبعض المواطنين على المقار الحكومية التي غدا عدد كبير منها خارج السيطرة ، على حد وصفه.

وأضاف جبريل الذي استقال من منصبه في أكتوبر الماضي بعد القبض على القذافي ومقتله، أن سبب استقالته يرجع أيضا لانتهاك سيادة الدولة الليبية من قبل بعض الدول من خلال هبوط طائراتها على الأراضي الليبية دون أخذها لإذن من الحكومة الليبية أو إعطائها العلم بذلك.

وأوضح أنه رأى الانسحاب من قيادة الحكومة ليصدق مع نفسه ومع الليبيين، مشيرا إلى “أن المعركة الوطنية التي كان كل الليبيون يخوضونها ضد معمر القذافي تحولت إلي معركة سياسية”، على حد تعبيره.

وانتقد جبريل تغييب دور الشباب على الساحة السياسية في ظل ما وصفه بقلة الإمكانيات وتقوية جهات محددة علي حساب الطبقة الكبيرة من الشباب سواء بالدعم المالي أو العسكري.

وتابع بالقول إنه “بالإضافة إلي الأسباب التي ذكرتها للاستقالة من المناصب الحكومية فأن السبب الأخر كان التفرغ لتوعية الشباب، وتحذيرهم من السبات العميق وتركهم لكل العمل إلى الجيل السابق”.

وأشار جبريل إلى أن بطولات الشباب الليبي في ثورته على نظام العقيد المقبور معمر القذافي عجزت عنها القيادات الحالية ونحن ”الجيل السابق”.

وأضاف بالقول ” نحن ننفعهم كمستشارين أو معاونين من أجل بناء ليبيا، ولو أن الشباب لم يكن لهم تواجد في الساحات الانتخابية فكأنك يا زيد ما غزيت”، في إشارة إلى أنه لو تم ذلك فعلا فإنه لن تتحقق أهداف ثورة السابع عشر من فبراير.

واعتبر رئيس وزراء ليبيا الأسبق أن بناء الدولة بشكل ديمقراطي يجب أن تشارك فيه كل أطياف الشعب الليبي موضحا أن ذلك ليس بالأمر السهل، وقال “أن تبدأ في بناء مترك المربع أسهل من أن يبدأ في بناء هكتارات ليبيا”.

ولفت إلى أنه “لاحظ أن الشباب الليبي غائب تماما عن الساحة السياسية، وأنه مكتفٍ بالشتم والسخرية عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وهو يجهل أنه مغيب تماما عن العالم السياسي الحقيقي ” على حد قوله.

على صعيد آخر، أكد محمود جبريل أن ”المرحلة الراهنة مهمة للغاية في تاريخ ليبيا، وأنه لا يمكن بناء التعليم والصحة قبل بناء الحكومة، وإن غياب المؤسسات طيلة الأشهر الثمانية القادمة سيشكل فراغا سياسيا لا تحمد عقباه “.

ونوه جبريل إلى أنه “لا يخفى على أحد أن هناك شرعيتان تحكمان ليبيا، وهما شرعية المجلس وشرعية السلاح”، موضحا أن البلد يعاني من شبح أربع انقراضات وهن “الانقراض البشري، وانقراض مصادر الماء، والانقراض النفطي، وانقراض مفهوم الدولة بعد زوال النظام السابق عن ليبيا”.

وأشار إلى أنه عقب تحرير البلاد تبين له أن الحوار ليس بالشيء السهل، قائلا “إننا وجدنا أن الاختلافات تولد الخلافات، وإننا شهدنا الكثير من السلوكيات الخاطئة مثل الزحف على مؤسسات الدولة كما حدث في النظام السابق والتي أحدثت مشاكل كثيرة نحن في غنىً عنها”.

وأوضح جبريل أن الغائب في تشكيل الحكومة هو قضية تحديد المهام وتحديد ما هو المطلوب من الحكومة وماذا يريد منها الليبيون، منتقدا تشكيل الحكومة من خلال البحث عن الأشخاص لا الكفاءات، قائلا ” إن كل هذه الأمور لم تطرح بل أصبح يتعامل مع تعيين الأشخاص كما في كرة القدم أخرج فلانا وأدخل علانا”، على حد تعبيره.

وحذر جبريل الليبيين بقوله “إن مشكلة الفراغ السياسي طيلة الأشهر الثمانية القادمة قد يترتب عليه ظهور نفس الشخصيات القيادية سواء كانت مع النظام السابق أو من القيادات الحالية، وأيضا قد يؤدي إلي فرض الشخصيات علي الدولة من قبل تدخل خارجي غير مباشر”.

وأكد جبريل أنه اقترح على المجلس الوطني الانتقالي الليبي الزج بـ20 شخصاً من أعلام ليبيا داخل الحكومة و20 امرأة، و15 شابا لتجنب سياسة الإقصاء، ولتلافي الفراغ السياسي. لافتا إلى “أن المرأة عليها أن تناضل من أجل نيل حقوقها، وأنه من الخطأ أن تنتظر المرأة من جهة أخرى فعل ذلك نيابة عنها”.

وقال إن الليبيين كانوا ما قبل على قلب رجل واحد، وإن الصمت عن الأخطاء والسلبيات كان مبررا طيلة تلك الفترة، مشيرا إلى أن الصمت عن الأخطاء والعيوب في فترة ما بعد التحرير خطأ كبير، ويؤدي إلى خلق مشاكل أخرى، مؤكدا في السياق ذاته أن مرحلة بناء الوطن تتطلب مواصفات خاصة تعتمد على الكفاءات ليس علي الشخصيات.

من جهة أخرى، أوضح جبريل أنه هو المسؤول الذي أعد خارطة الطريق، والتي كان الهدف من ورائها سد الفراغ السياسي بعد سقوط النظام السابق منذ بدء الثورة في فبراير الماضي، مبينا أن العالم اعترف بالمجلس الانتقالي على خلفية خارطة الطريق وليس الإعلان الدستوري، مؤكدا أن الانتقالي لم يستشيره في إعداد هذا الإعلان الذي شابته عدة ثغرات قانونية.

وحول مؤتمر أصدقاء ليبيا الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة، وترأس قطر لمجموعة العمل المنبثقة عنه أصدقاء، أكد محمود جبريل أن “أي حلف يقود شئ لمصلحة ليبيا يجب أن يكون بقيادة ليبية طبقا لاحتياجات يحددها الليبيين”.

وقال إن “ما حدث في مؤتمر الدوحة يعتبر اختراق واضح للسيادة الليبية (..) ولا يخفى على أحد أن الكثير من هذه الانتهاكات والاختراقات يحدث بعضها في السر وبعضها في الخفاء”، على حد تعبيره.

يذكر أن رئيس الأركان القطري اللواء حمد بن علي العطية، أكد في 26 أكتوبر الماضي أن تحالفا دوليا جديدا منبثقا من الحلف الأطلسي وتقوده قطر سيتابع العمليات في ليبيا خصوصا في مجال التدريب والتسليح وجمع السلاح بعد انتهاء مهمة الناتو.

وتابع بالقول “لا أعتقد أن هناك قوى حقيقية علي أرض ليبيا، فمواسم الحج لبعض الدول من أجل الهبات أصبحت أكثر من الحج إلي الكعبة”.

وفي سياق منفصل أكد جبريل أنه لا ينوي تشكيل أي حزب سياسي، وأن كل المعلومات التي نشرت في عدة وسائل إعلامية عارية عن الصحة تماما

برنيق – خاص

مشكـــــــــــــــــــــــــــــــــــوره آمول للمتابعه والاطـــــــــــــــــــــــــــــلاع