محمد عبدالكريم عزوز

من طرف **زهرة اللوتس** 2011-12-15, 8:21 pm

محمد عبدالكريم عزوز

تربى المرحوم محمد عزوز في كنف أسرة عريقة تعود في أصولها إلى العرب الاندلسيين الذين هاجروا من الأندلس بعد سقوطها , كان والده الشيخ عبد الكريم بن مسعود بن احمد بن عزوز الاندلسى محبا للعلم فقد كان عالما فاضلا درس بالأزهر و نا ل الشهادة الاهليه في سنه 1330 هــ و الشهادة العالمية في 1335 هـ وعين قاضيا لمدينة درنة ,كان مثال الجد و الاستقامة واشتهر بالنزاهة و العدل علاوة على الثقافة و الأدب . أما والدته فهي امرأة طيبة من أسرة كريمة هي أسرة القز يرى
كان محمد عزوز المولود بدرنة فى 20-11-1923 شديد التعلق بأسرته , و خاصة والده الذي حرص اشد الحرص على تربيته و تعليمه فألحقه بالمدارس الدينية آنذاك ( الكتاب ) ثم المدرسة الابتدائية الإيطالية و كانت تسمى المدرسة الملوكية الإيطالية العربية للذكور حتى حصل على الشهادة الابتدائية في سنة 1935 ف.
بعد حصوله على الشهادة الابتدائية أرسله والده إلى مصر ليواصل تعليمه في مدارس الأزهر كان عمره بدرنة في ذلك الوقت 13 عاما . في القاهرة اضطر إلى إعادة المرحلة الابتدائية لان نظام التعليم في ليبيا إبان الاحتلال الايطالى مختلف عنه في مصر , وفي هذه الأثناء توفي والده ولم يبلغه خبر الوفاة إلا بعد فترة نتيجة لظروف الحرب في ذلك الوقت ، استطاع بجده و اجتهاده أن يختصر المدة الزمنية و تحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1939-1940 ف.
خلال دراسته الثانوية لبى نداء الواجب وتطوع في الخدمة الوطنية مع رفاقه من الشباب لمقاومة الاستعمار الإيطالي توقف خلالها عن الدراسة مدة ثلاث سنوات تنقل فيها بين " أريثريا والخرطوم ، فلسطين ومصر " .
نال الشهادة الثانوية الأزهرية سنه 1948 ف. ثم التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية بالقاهرة في انتظار الإيفاد إلى فرنسا . سنة 1951 ف تمَّ إيفاده إلى بلجيكا لدراسة القانون ، ولكن نظراً لاختلاف نظام الدراسة كلياً في بروكسيل إذ كان سيضطر لإعادة ما سبق له دراسته ، فقد ناشد المسؤولين لنقله إلى فرنسا أو إعادته إلى القاهرة . تحققت رغبته أخيراً وتمَّ إيفاده إلى باريس في نهاية 1952 ف ليلتحق بالسوربون وينال درجة ليسانس في( 1954 - 1955 ف ) ، ثمَّ الدبلوم العالي في القانون العام والقانون الدولي في 1958 ف .
عبن في وزارة الشئون الخارجية في فبراير 1956 ف ليعمل مستشارا بالسفارة الليبية في فرنسا ثم السكرتير الأول و يعد من المؤسسين لهذه السفارة .
عاد إلى البلاد مع بداية 1959 ف حيث استقال من الخارجية و عمل مستشارا مع شركة توتال الفرنسية في الفترة من فبراير 1959 ف و حتى فبراير 1961 ف
تزوج مع نهاية 1959 ف فارتبط بسيدة كريمة من أسرة طيبة هي أسرة الحصادى كانت له عونا وسندا في السراء و الضراء ، وأنجبت له من الأبناء 6،( ولدان و أربع بنات ،) حرصا معا على حسن تربيتهم وتعليمهم ، فتخرج المهندس و الطبيب والأستاذ .
زاول مهنة المحاماة من خلال مكتبه الخاص في طرابلس وعمل محاميا لعدة شركات نفطية من ضمنها ( شل وشركة بترو ليم أوفر سيز ) , وكان يشهد له بالأمانة و النزاهة و الحكمة والحنكة .
سنة 1966 ف صدر قرار بتعيينه عميد بلدية درنة و لا يخفى على أحد دوره في إصلاح جهاز البلدية وتطوير كوادرها ، بالإضافة إلى أعماله وجهوده من أجل النهوض بمدينة درنة .
عين في 1968ف مساعد مستشار بالمحكمة العليا و بعد الثورة رقى لمستشار ،و اختير عضواً في لجنة إعادة تشكيل المحاكم والنيابات (نوفمبر 1969 ف ). و عضواً في لجنة وضع مشروع قانون الأحوال الشخصية (مارس 1971 ف ) ،وفى لجنة الشؤون الدستورية لدراسة ووضع الأنظمة التي على أساسها تقوم الوحدة بين ليبيا ومصر (سبتمبر 1972 ف ).
وفى سنة 1974ف صدر قرار تعيينه رئيسا للمحكمة العليا لدورتين رئاسيتين كاملتين ، و هي فترة قياسية لم يحظى بشرفها احد من قبل, شارك خلالها في العديد من قضايا التحكيم الدولية .
بالرغم من ظروفه الصحية إلا أن ذلك لم يؤخره عن القيام بأعماله على أكمل وجه . حتى كان شهر مارس من سنه 1986 ف حيث أصيب بجلطه في القلب ، وظل يعانى من مضاعفاتها أكثر من سنة إلى أن انتقل إلى رحمة الله يوم السبت الموافق 27/6/1987 ف . —