عدد من الجرحى يرفضون العودة إلى ليبيا

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2011-12-16, 8:28 am

على الرغم من إتمامهم مراحل العلاج .. عدد من الجرحى يرفضون العودة إلى ليبيا ومرافقوهم يثيرون المشاكل
16 ديسمبر 2011
أكد رئيس هيأة الجرحى الليبيين”أشرف بن إسماعيل” في تقرير قدمه للمجلس الوطني الانتقالي أن عدد جرحى المواجهات مع كتائب القذافي المسجلين لدى الهيأة بلغ”خمسة وثلاثين ألف جريح”تختلف إصاباتهم بين الخطيرة والبسيطة.

وقال بن إسماعيل إنه تم حتى الآن علاج”ثلاثة وعشرين ألفا في عدة دول أوفدوا إليها، ويوجد منهم بالخارج الآن اثنا عشر ألفا يمثلون ما نسبته سبعون بالمائة وهم من المصابين، في حين يوجد معهم ما نسبته ثلاثون بالمائة من المرافقين.

وذكر أن أكثر المشاكل التي تسببت في قلق بعض الدول التي يوجد بها هؤلاء الجرحى مع مرافقيهم ناتجة عن تصرفات”المرافقين”.كاشفا أن ثمانين بالمائة من الجرحى تم علاجهم بشكل كامل وتام رجع منهم سبعون بالمائة في حين يرفض عشرة بالمائة منهم العودة إلى ليبيا على الرغم من إتمامه العلاج.

نشوة المنتصر

وكانت السلطات التركية قد قامت خلال الفترة الماضية بترحيل واحد وخمسين جريحا من الجرحى الليبيين من أراضيها على خلفية قيام عشرين جريحا منهم باقتحام القنصلية الليبية في أسطنبول وأخذ الأموال الموجودة فيها.

وذكرت وكالة جيهان التركية وقتها أن مقتحمي القنصلية هم مواطنون ليبيون وصلوا إلى تركيا لتلقى العلاج،ولم تقدم لهم السفارة الليبية المساعدة المادية الإضافية عندما نفدت الأموال التي كانت لديهم واللازمة لدفع تكاليف الخدمات الطبية.

وذكر شهود عيان للمنارة أن أحد مرافقي الجرحى الليبيين في تركيا كان يصرخ في باحة السفارة الليبية حين اقتحامها أن المنحة الأسبوعية التي يتلقاها ضمن مصاريف رفقته للجريح الذي جاء معه لا تكفي بشكل كامل لشراء الخمر الذي يشربه.

وقال الشهود أنفسهم للمنارة إن المبلغ الذي كان يتلقاه الجرحى أسبوعيا في أثناء وجودهم في تركيا هو ثلاثمائة وخمسون يورو، ومثلها للمرافقين، إضافة إلى تسكينهم في فنادق ذات خمس نجوم،وتوفير ثلاث وجبات يوميا مع إعطائهم كرتا يدخلون به إلى مطعم الفندق الذي يقيمون فيه في غير الأوقات المعتمدة للأكل لتناول أطعمة ومشروبات بما قيمته خمسة وستون دولارا أسبوعيا.

مخالفات ونفي

وقامت السلطات المغربية منذ فترة بترحيل عدد من الجرحى الليبيين ومرافقيهم لارتكابهم مخالفات أخلاقية داخل المستشفيات التي كانوا يعالجون فيها, ما دعا قيادات المجلس الوطني الانتقالي إلى”نفي هذا الأمر”فيما برره مراقبون”بطيش الشباب”.

وأكدت مصادر المنارة أن هذه السلوكيات التي وصفت بالمشينة لم تصدر عن كل الجرحى ومرافقيهم ولا تشكل ظاهرة عامة تنطبق على الجميع، بل إنها تصرفات صدرت عن أفراد وأثارت حالة من الاستياء العام لدى البعثات الليبية الدبلوماسية في بعض الدول التي أوفد إليها الجرحى ، وللرأي العام لهذه الدول وخصوصا الأطقم الطبية والطبية المساعدة وأطقم الضيافة في الفنادق التي وضع فيها الجرحى ومرافقوهم.

وأشار بن إسماعيل في تقريره أن ستين بالمائة من الجرحى يعانون ما يصفه خبراء”نشوة المنتصر”وهي حالة تعتريهم وتعتبر أخطر من الحالة التي يعانيها الجندي المهزوم في معركته مع خصومه.

وبحسب العضو في المجلس الوطني الانتقالي”عبد الرزاق العرادي”الذي نقل هذه التصريحات على صفحته على”الفيس بوك”فإن هذه الحالة بحسب دراسات علمية تؤدي إلى الشعور بالعظمة ، حيث قال إن رئيس هيأة الجرحى أوصى في تقريره المقدم للمجلس الوطني”بالتوازن عند الحديث عن الجرحى”.

يشار إلى أن المصابين والجرحى الليبيين جراء المواجهات مع كتائب القذافي على مختلف الجبهات عانوا طيلة الفترة الماضية من تردي أوضاعهم الصحية ما نتج عنها أزمة عرفت ب”أزمة الجرحى”وأدى ذلك إلى خروج مظاهرات تندد بآداء وزارة الصحة في المكتب التنفيذي السابق ناجي بركات.