ليبيا واحدة يا مدينتي ....

ثم ماذا يا مدينتي ...؟نعم أنتِ مدينتي التي تسكنني

وليست أسكنها فقط ...

كل العالم كنتِ أنتِ لي حتى عندما كنت في أطراف

الكون راحلاً عبر مرافئ الدنيا ....

بالأمس .. واليوم ... وغدًا يا مدينتي ...

ضمير الوطن أنتِ دون حاجة لشهادتي ..إنها شهادة

الآخرين ... كل االآخرين ...

عندما يئن الوطن تستفيقين ..تقاومين حتى بفقركِ

وحادة أهلكِ وقوت الأطفال ...

تبذلين ويبذل عشاقكِ الذي شربوا مع مياهكِ المالحة

حب الوطن ... الوطن كله من أقصاه إلى أقصاه

بنغازي .... اليوم تنتظر الملايين منكِ وقفة عز

كما كانت تأتي من دياركِ وحاراتكِ وأزقتك ...

اليوم نريد أن يتوقف دمع الوطن ...أن يتوقف

نزيف الجراح التي طالت وطال زمانها وصارت

أكثر وجعا ....

اليوم يا مدينتي ...أرى أن هناك من يلف الحبال

حول أعناق عشاقكِ وعشاق الوطن ...

ليبيا واحدة ...واحدة ... واحدة ... فلتتوقف

دعوات الإنفصال مهما كان شكل مسمياتها وتحت

أي سقف يقدمونها ممزوجةً بما يشبه العسل وهو

في الحقيقة لن يكون عسلاً يا مدينتي ...

ليبيا لن تعود أشلاءً كما كانت يوما ولا كما أراد

لها الطغيان أن تتفكك قطعا قطعا ....

حتى عندما نشعر بالضيم كان الوطن يصرخ في

صدورنا بفضل تربتنا في شوارعك ومدارسك

تلك التي تعلمنا فيها الوطن ...ورضعناه في كل

صدور أمهاتنا بلا استثناء واحد ...

هكذا كانت مدينتي التي عرفتها وعشقتها وتربيت

في سبخها ومدارسها الشهيرة وجامعتها التي كانت

أولى جامعات الوطن عندما كان الوطن للجميع

هكذا كان حب الوطن الواحد دما يسري في كل

عروق القلب يا مدينتي ...

لن يمكنني استبدال دمي الذي يحمل ليبيا الكبيرة

الواحدة ودونها الموت والفناء ...

بارك الله فيك كلام جميل فليبيا قوتها في وحدتها***