توازن "ين" و"يانغ"

مثل من لا يأخذ الدواء إلا عندما يكون مريضا، كمثل من لا يحفر بئرا إلا عند العطش؛ آلا يكون عندها قد فات الأوان.

تناغم الطاقات:
النظام الغذائي المتوازن في عرف الصينيين، لا يحتوى بالضرورة على المقادير المناسبة من البروتين و الفيتامين و الدهن و السكر بل هو نظام يؤدى إلى توازن طاقات الجسم و يضمن الحفاظ على علاقة صحيحة بين الـ "ين " و الـ "اليانغ".
و تصنف الأطعمة على خمسة نكهات الحلو، الحرًيف، الحامض، المر، المالح؛ و خمسة حرارات- الحار، البارد، الدافئ، المعتدل البرودة، المتعادل.
و يتصل ايضا العديد من الأطعمة بأعضاء معينة في الجسم و بخطوط محددة من التي تستعمل في الوخز الابرى، تماما كما هي الحال بالنسبة للأعشاب الصينية.
إن الأطعمة الباردة و المرة و المالحة تنتمي أكثر في صفاتها إلى الـ ين، بينما الأطعمة الحارة و الحلوة و الحريفة تنتمي أكثر إلى الــ اليانغ.
في المناخ الحار و الجاف تتعرض الـ ين لتأثيرات معاكسة، و بالتالي يكون أكل كمية وافية من الفواكه احد السبل لتغذية هذا النوع من الطاقة.
إن السائح القادم من الشمال البارد و الذي يتوجه في وسط الشتاء إلى الناطق المدارية يكون إلى احد ما ين في بادي الأمر لأنه قادم من المناخ بارد و رطب، عندما يتعرض للحرارات المدارية غير المألوفة، قد يحاول هذا الشخص أن يبرد جسمه بأكل كميات مفرطة من المانجو ( الانبجة ) و الببايا و البطيخ الأصفر و ليمون الجنة أو البوملي و جميعها فواكه تدفع بطاقات الـ ين إلى مستوى عالي جدا، مما يتسبب بإسهال من النوع البارد – الرطب الذي يؤدى إلى إفساد من العطل.
على غرار النظام الجالينوسى أو الايورفيدى، يمكن للصينيين أن يصنفوا الناس وفقا لبنية أجسامهم – يكون الشخص حارا أو باردا، جافا أو رطبا.
إذا قام شخص حار بالتجول بقميص قصير الكمين في احد أيام الخريف الباردة فقد يشعر بالعطش و يصبح عرضة للحبات أو العد " حب الشباب "أو الهبو ( الهبات الحارة ) أو الإمساك: عليه أن يزيد من أكل الأطعمة الباردة و المرة مثل الكرفس و يتجنب الأطعمة الحريفة مثل البصل التي تميل إلى أن تكون مسخنة و مجففة.



حرارة الأطعمة:
يرجع الصينيون الأطعمة إلى الحرارات الخمس، أو إلى الطاقات؛
الأطعمة الحارة مثلا تعزز الحرارة فتناسب الأشخاص الباردين بينما يفضل تجنبها لدى الأشخاص الذين يميلون إلى الحار بطبيعتهم.

الأكل الصحي:
لا تزال فكرة الأطعمة الحارة و الباردة موجودة في المطبخ التقليدي في الصين و تنتشر المطاعم العلاجية في جميع أنحاء الشرق الأقصى؛ يستطيع رواد هذه المطاعم اختبار ألوان الطعام المناسبة لتحقيق توازن احتياجاتهم الخاصة من الطاقة.
يجرى التأكيد على ضرورة أكل أنواع معينة من الطعام للحفاظ على التوازن و تجنب المرض.
ليست الأطعمة في جوهرها جيدة أو سيئة، المهم هو كيف تؤثر في كل فرد منا.
في الغرب يشكل الكثير من الحميات الرائجة خطرا جسميا على التوازن، إذ أن المهووسين بالحمية يلغون فئات كاملة من الطعام من أنظمتهم الغذائية مما يضعف نواح خاصة من طاقاتهم الأساسية و جوهرهم.
إن الإقلال من أكل اللحم، مثلا قد يضعف من طاقات الـ يانغ بيمنا الإكثار منه يعرض الـ ين للضغط.

مشاركة مميزة