تقرير : استعدادات في ليبيا لاستقبال العام الدراسي الجديد

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-01-12, 8:28 pm

تقرير : استعدادات في ليبيا لاستقبال العام الدراسي الجديد

المنارة – خاص – سمية اعبيد
بدأ العام الدراسي الجديد الأول بدون القذافي وبدون مواد المجتمع الجماهيري و الوعي السياسي و مقولات الكتاب الأخضر و بعيدا عما كان يسمى”أمانة التعليم”و القرارات التي يؤكد الخبراء أن أغلبها لم يكن في صالح الطلبة، ولكن الآن يترقب الجميع و بعد ثورة السابع عشر من فبراير دورا بارزا لوزارة التربية والتعليم في تغيير الإرث الثقيل الذي خلفه تعليم النظام البائد.
وفي هذا السياق قال مدير إدارة التعليم المتوسط بفرع وزارة التعليم في بنغازي”فتحي الشويهدى”انطلقت المؤسسات التعليمية في استقبال الطلبة،وتم جلب 8000 مقعد لطلبة مدينة بنغازي ووزعت على المدارس.كاشفا أن هناك مشكلة تتمثل في”عدم وصول الكتاب المدرسي بالكامل لأسباب خارجة عن إرادة الوزارة”.
وأضاف”كتاب العام الماضي هو نفسه كتاب هذا العام مع بعض التعديل،و إلغاء بعض المقررات الخاصة بفكر الطاغية،وبإمكان معلمينا أن ينطلقوا في تعليم الطلبة المناهج المقررة حسب الخطة الموضوعة”.معلنا ما وصفها”بشرى”وهي إعادة ثمانية الآف معلم ومعلمة لقطاع التعليم كان نظام القذافي قد أحالهم على القوى العاملة بحجة عدم مناسبتهم للكادر الوظيفي للتعليم.
وقال”أبلغنا مديري المدارس ليكونوا في استقبالهم و إعداد رسائل مباشرة العمل لهم و الاستفادة منهم في تغطية العجز،كذلك الإخوة الفلسطينيين الذين كانوا يعملون بقطاع التعليم تم الاستفادة منهم حيث عادوا منذ بدايات الثورة لبقية مناطق ليبيا فيما عدا بنغازي،و نظرا لوجود عجز في المناطق النائية استفدنا منهم في سد العجز في هذه المناطق”.

طلبة نازحون
ولايشك الشويهدي في أن”الوضع الآن اسثنائى، و نحن في حاجة لتضافر كافة الجهود بداية من الأسرة و الطلبة و المعلمين،فالمدة الزمنية مضغوطة حيث ستنتهي السنة الدراسية في شهر يوليو قبل شهر رمضان المبارك و نستأنف العام الجديد في منتصف شهر سبتمبر القادم”.
وكشف الشويهدي النقاب عن”استقبال أعداد كبيرة من الطلبة النازحين من مناطق أخرى و بالأخص سرت و تاورغاء”.مضيفا أن”أغلبهم لا يملك مستندات و لا وثائق فقمنا بإجراء مستندات لهم و قبولهم بشكل مؤقت كُل حسب المدرسة القريبة من محل سكنه و خلال السنة الدراسية نحاول توفير المستندات لهم إما عن طريق الإدارة العليا أوعن طريق النازحين أنفسهم.وموضحا أنه تم استقبال أعداد كبيرة من النازحين السوريين وستتم معاملتهم كطلبة ليبيين”.
وفي سياق متصل أكد الشويهدى أن وزارة التعليم قامت بتركيب مدارس عن طريق شركات فرنسية في المناطق التي هُدمت بها مدارس بالكامل و التي تعرضت بعضها لأضرار كبيرة،وتوفير حافلات لإيصال الطلبة إلى المدارس القريبة منهم،وتم التعاقد مع هذه الشركات و شركات إيطالية لصيانة المدارس في بنغازي”.

اجتماعات مكثفة
أما مدير التعليم الخاص بفرع الوزارة في بنغازي”مرعي البرشى”فقال”بعد الثورة عملنا على تغيير سياسة التعليم التشاركى التي فرضها علينا النظام السابق،فقمنا بإجراء الاجتماعات المكثفة مع مدراء المدارس لتغيير صورة التعليم الخاص عن الصورة السابقة،فمن الضروري وجود مهنية و حرفية في المدارس،و عملنا على وجود الناس التربويين الذين يخدمون التعليم”.
وقال”بدأت الدراسة بالفعل في المدارس الخاصة في الموعد المُعلن عنه، وأقمنا ورش عمل قام بها مركز الجودة حيث شارك فيها بعض مديري المدارس لنشر الجودة بما يخص العملية التعليمية التي يكون التركيز عليها هذا العام من خلال المعلم والمنهج و الاهتمام بالطالب”.
وأوضح قائلا”مازال لدينا إشكالية في المباني المدرسية،فالمدارس التي قدمت الطلبات للعمل هذا العام قمنا بالتركيز فيها على شروط خاص تتعلق بالمساحة،وأن يكون هناك حيز من الفراغ، ونحتاج في بعض الأمور إلى مد يد العون من الدولة للنهوض بمستوى التعليم الخاص كالقروض،و الشئ الوحيد الذي لن نتهاون فيه هو التقصير في العملية التعليمية”.
و ختم البرشى حديث قائلا”الإدارة العامة في طور الإنشاء و قد تغيرت بالكامل من مديرها وموظفيها و الذي ننتظره هو صدور اللوائح و القوانين الخاصة بنا كتعليم خاص”.
خطوة استباقية
وفي سياق متصل قال مدير شؤون التجهيزات و المخازن و الكتاب المدرسي ببنغازي”جمعة الحراري”منذ بدايات الثورة و استقرار الوضع في مدينة بنغازي عمل المختصون على مراجعة المناهج لأننا كنا على ثقة بنجاح الثورة، و بالتالي كان هناك خطوة استباقية على مراجعة المناهج و تنقيتها من الشوائب التي وضعها النظام بشكل أو بآخر”.
وذكر أن كل المناهج”خضعت للفحص و التمحيص من قبل خبرائنا و شكلت لجان لهذا الأمر و بقى الحال على ما هو عليه إلى أن تم التحرير بالكامل ودخل حيز التنفيذ”.
وأبان الحراري عن أنه كنا أمام خيارين أما تدريس المنهج السابق و الأغلبية كان رافضا هذا الأمر،و كان القرار بتغيير المناهج لعام 2012 هذا بالنسبة لكل ما يتعلق بتمجيد النظام السابق و تزييف للتاريخ بما يتماشى مع أفكاره، أما بالنسبة للمواد العلمية فهي ثابتة، و هذا الاختيار يحتاج إلى إعادة طباعة و تعاقدات”.
وأضاف”بفضل جهود المخلصين الذي كان يُنفذ في عام كامل نُفذ في أقل من ثلاثة أشهر،والجميع في وزارة التعليم بإداراتها المختلفة عملوا كخلية نحل لكي يصل الكتاب في الموعد”.مؤكدا”وصول أكثر من 55% من إجمالي الكتب لمدينة بنغازي و المتوقع أن تصل غدا هذه النسبة إلى 70% , يتبقى 30% المتمثلة في كتابي التاريخ و دليل المعلم اللذان يحتاجان إلى مراجعة دقيقة و سيصلان في وقت قريب”.
وذكر الحراري أن بداية الأسبوع القادم ستشهد توزيع”الكتب على المدارس، حيث قام مديرو المدارس بتوفير إحصائيات دقيقة لما يحتاجونه من كتب، والآن وسائل نقل الكتب فرق التوزيع جاهزة،و الدوام في العمل لمدة ستة عشر ساعة من جميع العاملين لشعورهم بأهمية المرحلة.