ماذا يحدث ان لم يكن البيت سعيداً؟!

تبين بالدراسات الميدانية أن عدم توافق الأهل مع الأبناء وعدم انسجام الشريكين وعدم الاستقرار العائلي، أو رغبة أحدهم في السيطرة على الآخر وعدم رغبة الآخر بالخضوع، وعدم مناقشة المشاكل الأسرية بصورة ديموقراطية وهادئة بل عبر المشادات الكلامية والمنازعات المستمرة؛ من شأن ذلك كله أن ينعكس سلبا ليس فقط على تربية الأولاد وتنشئتهم وإنما على حياة الأسرة ككل.
ذلك أن العلاقات العائلية التي يسودها التصدع والخلافات الدائمة تجعل من الصعب على أبنائها أن ينمو بطريقة سوية، كما يشعرهم بالقلق وانعدام الأمان وقد يؤدي بهم الأمرإلى الجنوح أو ما هو أسوأ من ذلك (ترك المنزل، تعاطي المخدرات، تمرد، تشرد، دعارة..)
لهذا فإن طرق المعاملة في الأسرة لها أثر بين على شخصية أفرادها داخل المنزل ومن ثم خارجه وربما طوال حياته. فالفرد:
إذا ترعرع في بيئة أسرية تنتقده على الدوام نشأ على نبذ الآخرين.
وإذا عاش في بيئة قوامها الخوف يصبح على الدوام متوجسا من الشر.
واذا نشأ في ظل أسرة تشوبها الخلافات الوالدية نشأ في قلق وتوتر وغير شاعر بالأمان.
وإذا تضارب الأهل في أوامرهم وآرائهم نشأ أولادهم مترددين في حسم الخيارات واتخاذ المواقف.
بينما إذا عاش الفرد في أسرة تشجعه وتقدر إنجازاته تعلم أن يثق في نفسه، وإذا امتدحت فضائله تعلم أن يكون قادرا معطاء، كذلك إذا ربي في ظل بيئة تأتمنه نشأ على حب الصدق ومارسه فى حياته.
في دراسةعن الأطفال غير المتكيفين اجتماعيا وجد العالم النفسي "جون بولبي" أن سلوك الجانح له علاقة كبيرة بابتعاد الأهل عن أولادهم خلال سنوات عمرهم الأولى، وتبين له أن ما نسبة 63% من أفراد المجموعات غير المتوافقة، لم يكن من جراء ابتعاد الأم فحسب وإنما نتيجة أنهن كن دكتاتوريات (متسلطات/عنيفات) في معاملتهن لأبنائهن مما جعل حياة هؤلاء الأفراد مشوبة بعدم الاستقرار والتوتر والجنوح

منقول من الرقية الشرعية