شاعر ليبي: القذافي حاصر الشعر والإبداع وكنا نكتب قصائدنا بأس

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-01-31, 8:21 pm

شاعر ليبي: القذافي حاصر الشعر والإبداع وكنا نكتب قصائدنا بأسماء مستعارة...

ايراسا/ وكالات
أكد الشاعر الليبي الحبيب الأمين على أن نظام العقيد معمر القذافي حارب الإبداع والمبدعين على مدار 42 عاما قضاها محاولا لتجريف الذهنية الثقافية الليبية وساهم في تغييبها عمدا عن المشهد الثقافي العربي والعالمي. جاء ذلك خلال ندوة الشهادات "حبر ودم" التي تأتي ضمن مجموعة من الندوات يقدمها الوفد الثقافي الليبي المشارك في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقد شارك في الأمسية التي عقدت أمس بقاعة 25 يناير بمدينة نصر نخبة من الكتاب والشعراء والمثقفين الليبيين من بينهم الشاعر "هليل البيجو"، والشاعر "خالد درويش"، والقاص "فتحي نصيب". وقد أكد الأمين خلال تقديم شهادته أنه على جانب الشعر في ليبيا فقد كانت النصوص الشعرية هي الأخرى محاصرة، وكانت النخبة لا تستطيع التواصل بالكلمة المباشرة مع الجمهور، خوفا من سندان ومطرقة النظام، فكان الشاعر يلجأ للرمز وللمواراة للحول بينه وبين السجن والتعذيب والقهر، ومع ذلك فقد ظلت النصوص في محاولات دؤوبة من قبل الشعراء للوصول في النهاية إلى الشعب. ويشير إلى أن انتشار الفن والثقافة والإبداع الليبي ظل محاصراً ولم يكن يستطيع المبدع الليبي أن يحلق في فضاءات وعواصم الفكر العربية، لأنه ما إن يكشف عن إبداعه الحقيقي وعن حضوره حتى يتحول إلى عدو، فكان القذافي ما إن يكتشف مثقفاً صاحب إبداع حقيقي في ليبيا حتى يحاربه ويغيبه، في حين أنه كان يصر على ملاقاة المثقفين في كل بلد عربي يزوره، بينما يودعهم في سجونه في بلاده ويشير إلى الفضاء الرحب الذي فتحه الإنترنت للكتاب الليبيين الذين مع هذه الثورة المعلوماتية انطلقوا للتواصل مع الآخر عبر الانترنت، ومنها بدأ المثقفون الليبيون بمناقشة الرؤى وطرح القضايا ومناقشتها، كما أنه فتح مساحات ومجالات الكتابة، فكان البعض من الكتاب الليبيين ينشرون رؤاهم وإبداعاتهم حتى التي تمس القذافي وتنتقده وبأسماء مستعارة، كاشفا عن اسمه المستعار الذي كان يذيل به مقالاته الحادة، وقصائده التي تنتقد القذافي، إذا لا يمكن أن يكتب نصاً يضع به إصبعه (في عين القذافي) بدون أن يذكر اسمه المستعار والذي كشف عنه خلال الندوة معلنا أنه كان يكتب باسم "أيمن الحباب"، والذي جاء باقتراح من صديق مناضل ليبي، وبه استطاع الكتابة عن العديد من القضايا، وإضافة إلى هذا فقد كتب اسمه أيضا في عدة موضوعات واضحة، لكنه لم يكن ليستطيع أن يتجاوز فيها. ويوضح أن المثقفين في ليبيا كانوا يقدمون محاولات من قبلهم على مدار السنوات الماضية وهم على يقين أنها ستأتي بمردود وإن لم يكن مباشراً، وأنها ستأتي بمردود وتصل إلى شباب (الجينز، والبنطلون الساقط) رغم أن البعض كان على يقين بأنهم لن يتغيروا ولن يتحركوا، حتى ذهب بالبعض إلى القول له بأنه ينفخ في الرماد، وأن الشعب الليبي لن يتغير، والقذافي عائلته وراءه، لكنه كان على يقين أن الشعب هو الذي يصنع قدره.
أما الشاعر والإعلامي خالد درويش، فقد شدد على حضور المثقف الليبي خلال أحداث الثورة، بل وأن مواقف المثقف السابقة كانت داعما لذلك على كافة الأصعدة، وفي الثورة التحم الشاعر والأديب مع الشعب ليقدم معزوفته الخالدة التي عملت جاهدة للخروج من أسر دام 42 عاماً. ويؤكد درويش أن الشاعر في الثورة استبدل قلمه بكلاشنكوف، وأنه كان من بين من استخدموا السلاح لكنه لم يكن ليستخدمه بغرض القتل، بل قام بذلك ليستطيع حماية بيته، وأهله ومحيطه، مقدما عدداً من الشهادات والتوثيقات من قلب الأحداث. أما القاص "فتحي نصيب" فقد تعرض لمواقف قابلت المثقفين منذ سبعينات القرن الماضي مشيرا إلى تجربته مع صحيفة الأسبوع الثقافي والتي كانت تعد الأولى من نوعها في الوطن العربي وكانت توزع 50 ألف نسخة، وكتب فيها منذ بدايات دراسته الجامعة في كلية العلوم السياسية، وقد تسببت الصحيفة في سجنه 10 أعوام في هذا الوقت، ومعه نخبة من الكتاب والمثقفين الليبيين. وقد أعلن نصيب وهو واحد من أبرز كتاب القصة الليبيين من جيل السبعينات أن مواقف القذافي دفعته لأن يقدم على الكتابة الساخرة، والتي يقدم فيها أبرز مواقف القذافي التي كانت خارج إطار المعقول