تفاعل موضوع المرضى الليبيين في الأردن

كوثر صوالحة/ عمان/ صحيفة الدستور:
تفاعل موضوع المرضى الليبيين منذ ما يقرب الشهر وتحولت الان الى صراع ما بين المستشفيات الخاصة ووزارة الصحة، حيث رفض العديد من مديري المستشفيات الخاصة التصريحات الصادرة عن وزير الصحة الدكتور عبد اللطيف وريكات حول تعرض المرضى الليبيين الى ما اسماه بـ»السمسرة»، مشيرين الى وجود 23 الف ليبي في المملكة والطريقة الموجودة سببت ارباكا في عمل المستشفيات والمرضى ما زالوا يتدفقون دون اي تنظيم يذكر مما ساهم في ارباك فعلي للخدمات كون هذه العلاجات تستهلك العديد من المستلزمات الطبية وكافة العلاجات ما زالت ديونا تتراكم.

وفي ظل الازمة تستعد وزارة الصحة لاستقبال اعداد من المرضى الليبيين والعمل على توزيعهم على عدد من مستشفيات المحافظات حيث تنخفض نسبة الاشغال فيها وتتوفر فيها كافة الامكانيات لاستقبالهم وعلاجهم. والمستشفيات التي تجهز لاستقبال المرضى هي مستشفى الملكة رانيا في البترا ومستشفى اليرموك ومستشفى الاميرة راية بنت الحسين ومستشفى الاميرة بديعة اضافة الى مستشفى التوتنجي ومستشفى الامير فيصل بالزرقاء.

رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور عوني البشير علق على الوضع بالقول انه لو كانت المستشفيات الخاصة تهدف الى السمسرة لما طالبت بحل المشكلة، موضحا ان المستشفيات الخاصة لم تصدر اي فواتير للمرضى الليبيين وان جميع المستحقات ضمن اتفاقيات مع لجنة تتابع شؤونهم. وبين البشير ان العدد الموجود حاليا في المملكة يفوق تحمل المستشفيات اساسا وقد حذرنا سابقا من هذا العدد ودعونا الى تنظيم العملية، فلو كانت المستشفيات الخاصة مستفيدة فلماذا نطلب بالتنظيم؟.

واكدت سجلات المستشفيات الخاصة ان ما تم دفعه من قبل الليبيين لايتعدى الـ 20% من قيمة المبالغ التي تطالب بها المستشفيات وهذه حقائق موجودة. مصادر في وزارة الصحة اكدت تلقيها عددا من الشكاوى من المرضى الليبيين وتعرضهم الى «عملية تلاعب» وان الوزارة ستفتح تحقيقا بالموضوع. في ذات السياق اتهم العديد من اطباء القطاع الخاص المستشفيات الخاصة بانها تستقبل عددا من المرضى الليبيين في مستشفياتها دون ان يكون هناك اي داع لدخولهم المستشفيات كما تقوم ايضا بتوزيع المرضى على عيادات بعض الاسماء دون الاخرى.

وفي خضم الازمة حذر الدكتور زهير ابوفارس من الازمة الناشبة حاليا والخوف من ان ينزلق الى اتجاهات ليست في مصلحة البلد عموما والقطاع الصحي على وجه التحديد، فاختيار الاردن من قبل الاشقاء الليبيين كمقصد لتلقي الخدمة الطبية، يجب ان يكون محل تقدير وترحيب، خاصة في ظل المنافسة الاقليمية، بل والدولية للاستثمار والتعاون مع ليبيا، بما في ذلك في الجانب الصحي.

وبين ابو فارس ان مسألة علاج اشقائنا الليبيين بحاجة الى مراجعة هادئة، ووضع خطة عمل مستقبلية لتنظيم مجمل هذه العملية، وكذلك المسؤولين الصحيين في البلدين، ومشاركة ممثلي الجهات الطبية الاردنية المعنية باستيعاب المرضى في المرحلة القادمة، حيث ان نسبة الحالات المرضية الطارئة، والتي تحتاج الى ادخال مستعجل لا تتجاوز الخمسة بالمائة، حسب تقديرات المصادر الطبية الاردنية المتعاِملَة مع المرضى خلال الشهور الماضية.

شكرا