اللحظات الحلوة واجهة الدهر

اللحظات الحلوة واجهة الدهر

بسم الله


الناظر إلى الحياة يراها خليط من الأفراح والأتراح , يوم مليئ بالسرور والانشراح بداخل الإنسان فيسمع نبضات قلبه وكأنها تبشره بصحة جيدة , ونشاط وحركة تعم جسمه واطرافه فتراه سريع في خطواته جميل في هيئته يوزع الابتسامات ويقابل الناس بالبشر ويتقاسم الفرح مع من حوله من الأهل والاصدقاء ومع الأقارب والجيران .
ويوم آخر فيه عبوس وحزن من تقلبات الأيام وتبدل الأحوال لأن الدنيا لا تثبت علي حال فلا يدوم فرحها ولا يستمر حزنها وإنما لكل نصيب من أحوالها , فإن غمرك فرحها لا تتجبر وتتكبر علي الآخرين , وإن داهمك حزنها وبؤسها فلا تنكسر وتشتم الدهر وإنما تقبل تلك الأيام بالصبر واحتسبها عند الله بعظيم الأجر .

ومن هذا الأمر البديهي المعروف لدى الناس يجب أن نستغل كل لحظات الفرح والسرور كلما أقبلت الدنيا ونشارك الجميع في تلك الأفراح ونتذكرها ونعاود سرد حكاياتها ونجعلها واجهة للدهر والزمان , لأن الأيام الجميله لها عنوان من الكلمات الحلوة ولحظات تملأ القلوب بالأمل وتوقظ الإحساس بالحياة وتزرع ورود الحب في النفس فيكون الإنسان محب للناس محبوب لديهم , هكذا هو العاقل الذي يريد أن يعيش أيامه في فرح وسرور مرتاح البال قرير العين.

ألا ترى الآباء والأجداد وهم يحنون لأيامهم الأولى ويحلوا لهم سرد حكايات تلك الأيام الخوالي وقد ارتسمت علي وجوههم الفرحة وكأن الأيام قد عادت به إلى تلك الفترة من الزمن , فيا شبابنا لا تجعلوا من سرعة الزمن تفسد عليكم طعم السعادة , ولا كثرت الأحلام تنسيكم الاحتفال بايام الفرح والسرور التي تمر بكم , فإنكم في زمن تتزاحم فيه الأحداث في كثرة وسرعه فلا تجعلوها تؤثر علي حياتكم الشخصية حتى يكون الواحد منكم متوتر الأعصاب سريع الغضب , إملؤا قلوبكم بالأمل واعطوها فرصة للفرح ومساحة من السرور حتى تعيدوا نشاط العقل والفكر لتتسلحوا بسلاح عصركم وهو العلم فتزودوا منه بما يمكنكم من شق طريقكم لأن الأمة تتنظركم لتعيدوا لها أمجادها وترفعوا رايتها كما فعل اجدادكم ..

أدام الله عليكم الفرح والسرور والصحة والسعادة .. وملأ قلوبكم بالأمل وسدد الله خطاكم ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته