قصة إختطاف الصحفية شريفة الفسي

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-03-28, 6:41 pm

قصة إختطاف الصحفية شريفة الفسي
الاعتداء على الصحفية شريفة الفسي بعد تهديدها و التستر علي الجناة * المحامية نيفين الباح تنفي ماجاء على لسانها في وسائل الإعلام بخصوص شريفة * ماسبب تستر الشرطة على هوية من أحضر شريفة للمركز ؟ بعيد انتشار الخبر في مدينة بنغازي عن الخطف و الاعتداء الذي تعرضت له الصحفية الآنسة شريفة الفسي و توارد الأنباء حول احتجازها بداخل مركز شرطة البركة الذي تعمد رجاله عدم الإفصاح عن هوية الأشخاص أو الجهة التي قامت بتسليم شريفة للمركز في ساعات متأخرة من ليل السبت… وفي تتابع سريع للأحداث وقف الإعلامون و الصحفيون ونشطاء الرأي والسياسية في مدينة بنغازي يوم أمس الأحد وقفة احتجاجية أمام مركز الأمن الوطني البركة مطالبين بالإفصاح عن هوية هؤلاء المجهولين . وفي هذا الشأن أفادتنا فتحية المجبري سكرتير تحرير صحيفة برنيق ( علمنا اليوم الأحد أن الصحفية شريفة الفسي اختطفت و لا أخبار عنها و لم تصدر معلوماتٍ من أية جهة بالخصوص ، وسبق أنها تحدثت منذ أكثر من شهر عن تعرّضها للتهديد و المضايقة بالقتل أو الاعتداء و رفضت أن تذكر أسماءهم أو تصرح بأية معلومات عنهم ، وعلى تمام الثانية من ظهر نفس اليوم تلقينا اتصالاً هاتفياً يفيد باحتجازها داخل مركز الأمن الوطني البركة ، وكنا أول الواصلين إلى المكان وكان المركز قد اتصل بأسرتها طالبا المجئ لاستلامها . وتضيف المجبري (في بادئ الأمر منعنا من الدخول لرؤيتها بحجة إنها في حالة نفسية سيئة جداً و أنها لا تتمكن من التعرف على أحد ولكن تمكنا لاحقاً أنا وزميلتي الصحفية أسماء الحواس من الدخول بصحبة سجانتها ووجدناها في حالة انهيار عصبي حاد جدا و تعرّفتْ علينا ونادتنا بأسمائنا وكانت تكاد تفقد عقلها و تهلوس وتتلفّظ يعبارات ( سيأتيكن الدور ) ( ويلكن من الثوار ) (سيغتصبكن الثوار )( اذهبن للزواج قبل أن يغتصبكن الثوار ) .. حاولنا أن نتحصل منها علي معلومات وقالت ( احترموني و اقرؤوا ما كتبته على الجدران و لتكتبوه في الصحف ) وكانت قد كتبت علي جدران الزنزانة الكثير من الجمل منها ( اللجان الثورية الجدد ) (بوزيد الجبو قادم إليكم من جديد ) ( لا إله إلا أنت سبحانك أني كنتُ من الظالمين )( يتهمونني أني طحلوبة وأنني صديقة مقربة لهالة المصراتي ) . وتابعت المجبري سردها لما شاهدته من حالة الفسي بقولها : رفضتُ أن تتحدث إلينا أكثر من ذلك وقالت ( احترموني واخرجوا من هنا ) وخرجنا من الزنزانة منهارتين . المحامية نيفين الباح بعد رؤيتها لحالة شريفة وسماع عباراتها التي كانت تقولها بمرارة طالبت أن تعرض علي الطبيب الشرعي وأن ياتوا إليها بطبيب نفسي ، و الذي حدث أن وكيل النيابة ورئيس المركز رفضوا بشكل قاطع عرضها لإثبات حالة الاعتداء دون مبررات مقنعة ، في حين أنه من حقها ولكن المحامية أصرّت على ذلك و إلا تخرج من المركز قبل عرضها و صدور تقرير بالخصوص ، وتم بالفعل إحضار الطبيبين للمركز لكنهم لم يتمكنوا من الدخول أو بمعنى أصح مُنعوا من ذلك . وتتابع المجبري : بعد قرابة الأربع ساعات من النقاش معهم وافقوا علي العرض و لكننا لا نعلم إذا ما تم أو لا ، واستطعنا إخراجها مساء الأحد في سيارة إسعاف ونقلها إلى مستشفى الهواري للأمراض النفسية والعصبية و إحدى السجنيات في المركز أفادتنا بانها وصلت ليلاً و دخلت وهي تزحف من شدة التعب و الإنهاك و أن ملابسها كانت قد غطتها الأتربة و الطين مشيرة إلى أن هناك للأسف بعض الإعلاميين يقولون إنها تعاني من اضطرابات نفسية وإذا كان الأمر كذلك فهي الأكثر حاجة لمن يحميها من أي انتهاك في حقوقها . وتؤكد المجبري مطالبة رئيس المركز بالتحقيق مع المجموعة التي سلّمتها ليلاً و التصريح بأسماء الأفراد أو الجهة التي سلمتها لهم ) وفي اتصال هاتفي لنا مع المحامية نيفين الباح نفت خلاله أنها قامت بأي تصريح لأي جهة إعلامية وأن ما تناولته وسائل الإعلام بالخصوص علي لسانها لا أساس له من الصحة وان هذا الأمر سبب مشكلة كبيرة في سير التحقيقات بالخصوص وأنها تفضّل الحفاظ على سرية المعلومات . و أصدر المعتصون بياناً رفضوا فيه الاعتداء الآثم على الصحفية شريفة الفسي وأدانوا خلاله تقاعس رجال الأمن والقضاء في تحديد هوية المعتدين و محاولة التستر عليهم وعدم اتخاذ الإجراءات القانونية بالقضية ، ومطالبة سلطات البلاد الشرعية بفتح تحقيق فوري في حالة الاختطاف و الاعتداء على الصحفية ، ووضع حلول جذرية لمنع حدوث مثل هذه الانتهاكات الخطيرة مجددا ، و مطالبة كافة التشكيلات و المليشيات المسلحة بالانضمام فوراً تحت السلطة الشرعية للبلاد، مؤكدين على عدم مزايدة البعض بدماء الشهداء الزكية وان هؤلاء الشهداء قدموا أرواحهم في سبيل إحقاق الحق وإقامة دولة القانون والمؤسسات وإرساء مبدأ الحريات وحقوق الإنسان و على رأسها حرية التعبير، ورفضهم لتدخل أية جهة كانت في عمل الإعلام ، مؤكدين على التزامهم بأدبيات و أخلاق المهنة ، و المطالبة بشكل عاجل وفوري بضرورة معرفة الجناة وتقديمهم للعدالة وضرورة الوقوف على الحالة النفسية والصحية للصحفية شريفة الفسي و بدل كل ما أمكن في سبيل تعافيها من هذه الصدمة القاسية . ....نقلا عن صحيفة ليبيا الجديدة سفيان مادي (المحارب)
الصفحة الليبية للاخبار المحلية