لجنة تابعة لمجلس أوروبا: الناتو تقاعس عن إنقاذ مهاجرين ليبيي

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-03-29, 9:00 pm

لجنة تابعة لمجلس أوروبا: الناتو تقاعس عن إنقاذ مهاجرين ليبيين في البحر
ليبيا: حوادث بحث
قالت لجنة شئون الهجرة التابعة للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا إن حلف شمال الأطلسي (ناتو) تجاهل نداءات استغاثة بشأن قارب يقل مهاجرين ليبيين تقطعت بهم السبل العام الماضي، وطالبت بأن يحقق الحلف في وفاة 61 شخصا كانوا على متن القارب.
وقالت اللجنة: "تم إهدار العديد من الفرص لإنقاذ حياة الأشخاص الذين كانوا على متن القارب". ومن المقرر أن تنظر الجمعية بكامل هيئتها في القضية في نيسان/أبريل المقبل.
وكانت الجمعية بدأت تحقيقا في الحادث بعد تقرير في صحيفة "جارديان" البريطانية اليومية يفيد بأن سفينة حربية تابعة لحلف الأطلسي مشاركة في عمليات في ليبيا تركت المهاجرين حتى لقوا حتفهم. غير أن الناتو دائما ما ينفي هذا الاتهام.
وأكدت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونجيسكو أن الجمعية ليس لديها "أي تسجيل لأي طائرة أو سفينة تابعة للناتو رصدت هذا القارب بالتحديد أو أجرت اتصالا معه". وأضافت: "لقد أجرى الناتو عمليات إنقاذ أخرى في البحر في ذلك الوقت ، وأنقذت مئات الأشخاص".
ووصفت لونجيسكو الحادث الذي وقع في آذار/مارس 2011 بأنه "مأساوي للغاية". وقال تقرير أعدته مقررة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تينيكي سترايك ، استنادا إلى شهادات بعض الناجين من الحادث، إن 50 رجلا و20 امرأة وطفلين رضيعين كانوا محشورين على متن "القارب المطاطي" الذي يبلغ طوله سبعة أمتار في أواخر آذار/مارس 2011 للفرار من القتال الدائر في ليبيا.
وجاء هؤلاء المهاجرون من إثيوبيا ونيجيريا وإريتريا وغانا والسودان. وقد صار اللاجئون والعاملون الأجانب القادمون من جنوب الصحراء الإفريقية هدفا لأعمال العنف نظرا للاعتقاد السائد بأنهم قد يكونون من المرتزقة المؤيدين لنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وكان المهاجرون يحاولون الوصول إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. غير أنه بعد نفاد وقود القارب ومواجهتهم للمياه الهائجة "بدأوا في الشعور بالذعر" ، مما دفع قائد المركب إلى الاتصال بأسقف إريتري في إيطاليا عن طريق هاتف متصل بالقمر الاصطناعي ، وتولى الأسقف بدوره إبلاغ خفر السواحل الإيطالية. وأضاف التقرير أن خفر السواحل الإيطالية قاموا بدورهم بإبلاغ حلف الأطلسي والقوارب المجاورة.

وقال الناجون إن مروحية عسكرية ألقت بعض زجاجات المياه والبسكويت على قاربهم، ثم قابلوا في وقت لاحق "سفينة عسكرية ضخمة للغاية" يمكن أن تكون حاملة طائرات ، لكنهم لم يتلقوا أي مساعدة أخرى.
وعندما جرفتهم المياه لتعيدهم إلى السواحل الليبية بعد مرور 15 يوما ، لم يكن باقيا منهم على قيد الحياة سوى 11 شخصا. وتوفى شخصان آخران في وقت لاحق.
وكتبت سترايك في تقريرها، الذي تبنته لجنة الهجرة التابعة للجمعية البرلمانية ، أنه رغم التساؤلات العديدة التي تظل مطروحة بشأن المروحية والسفينة، من "الواضح لي أنه كان هناك تقاعس من جانب الناتو عن الاستجابة لإشارات الاستغاثة".
كما اتهمت سترابك حلف الأطلسي والأمم المتحدة والدول التي شاركت في عمليات ليبيا بعدم التخطيط والاستعداد "للهجرة الجماعية المتوقعة عن طريق البحر".
ويقدر تقرير ستريك بأن 1500 شخص على الأقل لقوا حتفهم في عام 2011 أثناء محاولتهم عبور المتوسط. ولم يتضمن التقرير الدعوة إلى تحقيق من جانب الناتو فحسب، بل يتضمن كذلك توصيات حول عمليات البحث والإنقاذ. وقالت منظمة العفو الدولية (أمنيستي انترناشيونال) المعنية بحقوق الإنسان في بيان للترحيب بهذه الخطوة: "يجب على الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي تكثيف جهودهم للامثتال لالتزاماتهم القانونية الدولية".
المصدر: د ب أ